masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

جسور مقاطعة ماديسون

Monday, 29-Jul-24 19:54:18 UTC

كان الحوارُ بينهما حوارًا يمثل حالة من استكشاف شخصية الآخر، وفي حوار آخر كان حوارًا يتعلق بمفاهيم الحياة والقناعات الشخصية، كمفهوم العائلة والحب والزواج، وكانت المفارقة بينهما واضحة؛ فهو منغمس في عالمٍ من الحرية والفوضوية وعدم التعلق بأي كائنٍ، وكان التصوير وعوالمه وتداعياته هو عالمه المفضل. وعندما أرادات فرانشيسكا أن تتعرف على أسباب استحواذ التصوير عليه أجابها روبرت: لا أتوقع للاستحواذ أسباب؛ لذلك فهو استحواذ فحسب. وفي المقابل نجدها امرأةً عالقة بعالم الزوجية والعائلة والمكان. قراءة و تحميل رواية جسور مقاطعة ماديسون ‏روبرت ‏جيمس ‏pdf. كان هو شديد الرضا بقناعته بينما هي شديدة الكتمان والتحفظ في الإعلان عن رؤيتها حول عالمها الخاص الذي ليس هو حلمها الحقيقي؛ لذا كانت تسمي منزلَها كوخًا وتصف حياتها بالعادية والمملة. كانت تلك العبارات التي كانت تفلت منها يتفهمها روبرت ويتفهم تلك الحالة المرتبكة التي تبدو عليها والتي لا تجعلها تسمي الأشياء بأسمائها. ينتهي الحوار بينهما ويغادر روبرت المنزل وهو ممتن لتلك اللطافة منها. لقد خرج من المنزل باعتيادية رجل تمرَّس على ذلك اللطف من النساء، بينما كانت هي غارقة في تبجيل رجل أنار عتَمَة وحدتها. وهنا كانت يجب أن تنتهي الحكاية؛ لكن فراغ فرانشيسكا، التي سألها زوجها قبل ذهابه عمّا ستفعله فيه، أصبح شاسعًا وشرسًا الآن، ولم تعد تلك المهام اليومية في المنزل وفي المزرعة تكفي لتغْييب صورة ذلك الرجل العابر، فما الذي عليها أن تفعله؟ إنها تمضي ليلتها في قراءة ديوان ييتس، وكأنها بقراءتها ييتس تستبقي روبرت معها فترةً أطول، فهو الشاعر الذي اكتشفت أنه يحب شعرَه ويحفظه مثلها.

  1. قراءة و تحميل رواية جسور مقاطعة ماديسون ‏روبرت ‏جيمس ‏pdf
  2. Nwf.com: جسور مقاطعة ماديسون: روبرت جيمس والر: كتب

قراءة و تحميل رواية جسور مقاطعة ماديسون ‏روبرت ‏جيمس ‏Pdf

لقد تعلم ألا يستهين أبدًا بقدرة الأخبار التافهة على التنقل بسرعة البرق في البلدات الصغيرة. قد يكون هناك مليونا طفل يموتون جوعًا في السودان، لكن هذا النبأ لا يكاد يترك أثرًا في وعيهم. أما إذا شوهدت زوجة «ريتشارد جونسن» مع غريب طويل الشعر، فذلك هو النبأ الآن حقًّا! مشاركة من Rim Najmi اقتباس جديد كل الاقتباسات

Nwf.Com: جسور مقاطعة ماديسون: روبرت جيمس والر: كتب

في اليوم الأخير جاء الحوار الأخير، وكان قد أوشك مجد الأيام الأربعة على الانتهاء، وصار عليهما أن يتدبرا نهايةً تليق بتلك الحميمية الخاطفة. بالنسبة له، كان الأمر اعتياديًّا، فهو سيخرج من المنزل وقد عاش حكايةً عاطفيةً تضاف إلى رصيده كرجل امتهن السفر والترحال، بينما هي كانت في أقصى عذاباتها وهي ترى أن حياتَها ستعود إلى الرتابة والملل، وإنها برحيله ستفقد الوَهج الذي أضاء حياتها في الأيام السابقة؛ لذا، فقد افتعلت الغضب وتشاجرت معه وبدأت تحاسبه على إجاباته السابقة عندما كان يجيب عن أسئلتها. لقد أصبحت تراه في تلك اللحظة بأنه مجرد رجل عابث، وليس لديه ولاء خاص، لا للمكان ولا للإنسان. لقد تحولت تلك المزايا التي أعجبتْها في شخصيته إلى عيوب لتقول: هل أعيش مع رجل يحتاج إلى الجميع ولا يحتاج إلى أحد بعينه! Nwf.com: جسور مقاطعة ماديسون: روبرت جيمس والر: كتب. لقد اتهمتْه بأن رجل يعيش كرجل مسترق للنظر، وهي تعني بأن هوايته في التصوير أصبحت تهيمن عليه في حياته وفي أسلوبه مع الآخرين، فالمصور رجل يعيش على التلصص وعلى الأماكن ليفوز بالمنظر المناسب، وكان روبرت يفعل ذلك مع الناس والحياة. لقد عدَّتْه رجلًا أنانيًّا، فهو يعيش كمنفرد وكحبيب متى ما يشاء، وترى بأنها والنساء الأخريات في حياته يفترض أن يكن ممنونات لأنه لمسهن في لحظة عابرة؛ ولكن لأنه رجل يتقن التعامل مع ذلك التعلق العابر، وكان خبيرًا بإدارة تلك اللحظة الأخيرة، فقد كان هادئًا وباردًا وبادرها بذلك العرض الذي كان على يقينٍ أنها سترفضه وأنها لو قبِلت بعرضه فلن يخسرً شيئًا عندما ترافقه، لقد طلب منها أن ترافقَه لكنها رفضت كما هو متوقع، فهي تدرك بأنها لو ذهبت معه لن تعيش الأيام القادمة بوَهَجِ تلك الأيام الأربعة وأَلَقِها، وحتى تحافظ على نعيم ذكراها فإن عليها أن تتخلى عن فكرة الرحيل.

عندما ينغمس الإنسان في أعماله الحياتية يعيش حياةً هادئةً، لا يلتفت إلى سلبية الهدوء ولا إلى تكرار التفاصيل اليومية. يعتاد تلك الحياة برضا ظاهريٍّ ويصبح كائنًا منفصلًا عن العالم الخارجي. كانت فرانشيسكا جونسون وعائلتها من هؤلاء الناس الذين ارتضوا حياةَ السكون والهدوء والاعتياد بتفاصيلها كلها، ساعدهم على ذلك الأمر أن تلك البلدة الصغيرة (ماديسون) تحتفظ بطابِع تقليدي يجعل الأُسَر تعيش في حالة من التشابه، تعززها رغبتهم في ذلك الانسجام الجماعي الذي أصبح عنوانًا لذلك المكان. كادت تمضي حياة فرانشيسكا في اعتياديتها لولا ظهور ذلك الرجل العابر الذي ضلّ طريقَه؛ فجاء إلى منزلها يسألها عن أحد الجسور التي ينوي تصويرها. إنه المصور روبرت كينكيد، الذي يعمل في مجلة الناشيونال جيوغرافيك. لقد جاء روبرت، دون سابق إنذار، إلى امرأةٍ كانت ستعيش وحيدة ومتخفِّفةً من واجباتها المنزلية لمدة أربعة أيام وهي الفترة التي سيغيبها زوجُها وأبناؤها بينما فضلت البقاءَ لتنعمَ ببعض الراحة، وقد سألها زوجها عمّا ستفعله طيلة أربعة أيام كامرأة تملك وقتَ فراغٍ فائضًا فقالت: ما اعتدتُ فعله دائمًا لكن مع قدرٍ أقلّ من المساعدة. لم تكن فرانشيسكا آنذاك تعلم بأن ما ستعيشه في هذه الأيام الأربعة لا يوازي شيئًا مما اعتادتْه طيلة حياتِها كما ظنَّت، وإنَّ وقت الفراغ الذي تملكه سيمتلئ بتفاصيل ذلك العابر الغريب.