بقلم | محمد جمال | الاثنين 11 مارس 2019 - 01:50 م تحدث القرآن الكريم في أكثر من آية عن المساكين، ووصفهم في أوضاع تبين من هم، لكنه أبدًا لم يذكرهم باعتباره الفقراء الذين يسألون الناس الحافا، قال تعالى: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ» (١٨٤ البقرة». ويقول أيضًا: «أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ» (٢٤ القلم)، وقوله أيضًا سبحانه وتعالى: «وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ»(٦١ البقرة). الفرق بين الفقير والمسكين - إسلام ويب - مركز الفتوى. «لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰوَالْمَسَاكِينِ»(٨٣ البقرة)، و «وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ»(١٧٧ البقرة). إذن المسكين ليس الذي يطوف بين الناس يسأل الناس طعامًا أو شرابًا، وإنما المسكين الذي لا يجد ما يغنيه لكنه عفيف. فالعفة من أهم صفات المساكين، كما أكد القرآن الكريم في قوله تعالى: « لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ » (البقرة: 273).
واحتجوا بقوله تعالى: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ. فأخبر أن لهم سفينة من سفن البحر. وربما ساوت جملةً من المال. وعضدوه بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تعوذ من الفقر. وروي عنه أنه قال: اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً. فلو كان المسكين أسوأ حالاً من الفقير لتناقض الخبران، إذ يستحيل أن يتعوذ من الفقر ثم يسأل ما هو أسوأ حالاً منه، وقد استجاب الله دعاءه وقبضه وله مال مما أفاء الله عليه، ولكن لم يكن معه تمام الكفاية، ولذلك رهن درعه. ذهب إلى هذا الأصمعي وغيره، وحكاه الطحاوي عن الكوفيين. وهو أحد قولي الشافعي وأكثر أصحابه. وللشافعي قول آخر: أن الفقير والمسكين سواء، لا فرق بينهما في المعنى وإن افترقا في الاسم، وهو القول الثالث. ما الفرق بين الفقير والمسكين - موضوع. وإلى هذا ذهب ابن القاسم وسائر أصحاب مالك، وبه قال أبو يوسف. انتهى منه باختصار. وصفة الفقر والغنى تختلف من بلد لآخر ومن زمان لغيره، فكفاية الفقير التي تمنعه الزكاة تكون بحسب عرف بلده ونفقته ونفقة عياله. وراجع الفتوى رقم: 60559 ، والفتوى رقم: 7455. والله أعلم.
وهكذا كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدي إليه ضب فلم يأكله، قالت عائشة فقلت يا رسول الله ألا أطعمه المساكين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تطعموهم مما لا تأكلون. وهو ما أكد عليه المولى عز وجل في قوله تعالى: « وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ » (البقرة: 267). إذن فإن الإنفاق على المساكين لابد أن يكون من أمور يقبلها الله عز وجل ويرضى الناس أن يأكلو منها، وليست ممن «بواقي الطعام». من هو الفقير ومن هو المسكين. قال تعالى: « لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ » (آل عمران: 92). أي إنه ليس من البر على الإطلاق أن يحسب المسلم الخبيث من المال والطعام والشراب، والرديء من كل شيء ثم ينفقه على الفقراء، ويقول هو «بر»، إنما البر هو في الإنفاق والتصدق مما يحب بل من أن أكثر ما نحب، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيب.
ذهب أبو يوسف صاحب أبى حنيفة، وابن القاسم من أصحاب مالك إلى أنهما صنف واحد. (انظر حاشية الدسوقي: 1/492، وشرح الأزهار: 1/509) وخالفهما الجمهور. وهما في الحقيقة صنفان لنوع واحد، وأعنى بهذا النوع أهل العوز والحاجة. إلا أن المفسرين والفقهاء اختلفوا في تحديد مفهوم كل من اللفظين على حدة، وتحديد المراد به حيث اجتمعا هنا في سياق واحد. والفقير والمسكين -مثل الإسلام والإيمان- من الألفاظ التي قال العلماء فيها: إذا اجتمعا افترقا (أي يكون لكل منهما معنى خاص) وإذا افترقا اجتمعا (أي إذا ذكر أحدهما منفردًا عن الآخر كان شاملا لمعنى اللفظ الآخر الذي يقرن به). وهما هنا – في آية: (إنما الصدقات …) (التوبة: 60) قد اجتمعا، فما معنى الفقير والمسكين هنا؟. رجح شيخ المفسرين الطبري (تفسير الطبري: 14/308، 309- طبع دار المعارف): أن المراد بالفقير: المحتاج المتعفف الذي لا يسأل، والمسكين: المحتاج المتذلل الذي يسأل، وأيد ترجيحه بأن لفظ المسكنة ينبئ عن ذلك. كما قال تعالى في شأن اليهود: (وضربت عليهم الذلة والمسكنة) (البقرة: 61) ا. الفرق بين الفقير والمسكين وحدود استحقاقهما للزكاة - فقه. هـ. أما ما جاء في الحديث الصحيح: (ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي يتعفف) ،فليس هذا تفسيرًا لغويًا لمعنى المسكين.
والمال كله محبوب؛ فإذا أنفقت مما تحب كان ذلك دليلاً على صدقك لكي تنال بذلك منزلة الأبرار. أسأل الله أن يرزقهم رزقاً حلالاً طيباً مباركاً.
ذهب إلى هذا الأصمعي وغيره، وحكاه الطحاوي عن الكوفيين. وهو أحد قولي الشافعي وأكثر أصحابه. وللشافعي قول آخر: أنّ الفقير والمسكين سواء، لا فرق بينهما في المعنى وإن افترقا في الاسم، وهو القول الثّالث. من هو المسكين. وإلى هذا ذهب ابن القاسم وسائر أصحاب مالك، وبه قال أبو يوسف ". وإنّ صفة الفقر والغنى تكون مختلفةً باختلاف البلدان، ومن زمان إلى غيره، فكفاية الفقير التي تمنعه الزّكاة تكون بحسب عرف بلده ونفقته ونفقة عياله. زكاة الفقراء والمساكين إنّ أهل المنزل الواحد في حال كانوا فقراءً أو مساكين فإنّه ليس هنالك أيّ حرج في أن تدفع إليهم الزّكاة كلهم، وليس هناك أيّ عبرة بوجود الأب إذا كان فقيراً، لأنّ وجوده وهو فقير يكون كعدمه، وبالتالي تدفع الزّكاة إليه، أو إلى زوجته، أو إلى أولاده، أو إليهم جميعاً سواءً، ولا يوجد أيّ حرج في ذلك كله. وإنّ لهم أن يدفع لهم من الزّكاة ما يرفع عنهم اسم الفاقة والفقر، أمّا في حال دفع للأب ما يصير به غنيّاً، فإنّه من غير الجائز أن تدفع الزّكاة إلى أولاده، ولا حتى إلى زوجته في هذه الحالة، وذلك لوجوب نفقتهم على الأب، وهذا بخلاف الزّوجة إن كانت غنيّةً أصلاً، أو دفع لها من الزّكاة ما يمكن أن تستغني به، فإنّه لا يمنع ذلك من أن يتمّ دفع الزّكاة لزوجها حيث كان فقيراً.