masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

السلطان مراد الرابع ويكيبيديا

Monday, 29-Jul-24 17:25:31 UTC

وعندها عزم السلطان على التنكيل بهم، وكان ساعده قد قوي، وبلغ مبلغ الرجال، وتحركت فيه حميَّة آبائه، فأمر أولاً بالقبض على خسرو باشا، لكنه لم يذعن للأمر ورفض التسليم، وكانت هذه أول مرة في التاريخ العثماني يعترض وزير على أمر سلطاني، لكن القوات المكلّفة بالقبض عليه حاصرته في قصره، وقتلته، وكان ذلك في (19 من شعبان 1041هـ/11 من مارس 1632م). ثم تتبع رءوس الإنكشارية وغيرهم ممن كان يهيج المشاعر ويثير الجنود، وينشر الاضطرابات، وصار يأمر بقتل كل من ثبت عليه أقل اشتراك في الحركات الأخيرة، وبذلك داخلهم الرعب ووقعت مهابته في قلوبهم، وخشيه الصغير والكبير والأمير والحقير، وأمن الناس على أموالهم وأعراضهم من التعدي، وسادت السكينة في القسطنطينية وضواحيها وجميع أنحاء المملكة. وكانت آخر ثورة للإنكشارية في آخر شوال سنة 1041هـ الموافق 19 مايو سنة 1632م، حركها رجل يُسمى رجب باشا لغاية في النفس، فأمر السلطان بقتله وإلقاء جثته من شبابيك السراي حتى يراها المتجمهرون، فسكنت الناس، ولم يحصل ما يخلُّ بالأمن بعد ذلك في مدة سلطنته. سعيه لاستعادة ما فقد من الدولة من قبل: بعد كسر شوكة الإنكشارية أراد السلطان مراد الرابع أن يعيد للدولة ما فقدته من النفوذ؛ بسبب إهمال بعض أسلافه وعدم طاعة الإنكشارية وامتناعهم عن الحرب عند الحاجة القصوى.. فأرسل إلى والي دمشق يأمره بمحاربة فخر الدين أمير الدورزي، وإدخاله في طاعة الدولة، فقام الوالي بالمأمورية خير قيام، وهزم فخر الدين وأسره هو وولديه وأرسلهم إلى القسطنطينية، حيث عاملهم السلطان بكل احتفاء وإكرام.

  1. مسلسل السلطان مراد الرابع الحلقه 1
  2. السلطان مراد الرابع

مسلسل السلطان مراد الرابع الحلقه 1

ثم أمر بإعدام رجب باشا بعد ثبوت وقوفه وراء الثورة، وأسند الصدارة إلى طاباني ياصي محمد باشا، أحد الوزراء المخلصين له. السلفيون رغم ذلك، ظل الشارع في إسطنبول ملكا للانكشارية، فعمد مراد الرابع إإلى الاستعانة بجماعة القاضيزادية السلفية التي كان يترأسها خطيب جامع آيا صوفيا قاضي زاده أحمد أفندي وأقنعهم بإيمانه بقضيتهم، ألا وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كي يستخدمهم كميليشيات مسلحة بالهراوات والسكاكين ضد الانكشارية إذا ما أشعل الأخيرون تمردا في العاصمة ضده. قبل القاضيزاديون الدور الذي طلبه منهم السلطان، بينما تماهى الأخير معهم في تحريمهم الخمر والقهوة وجعله أمرا رسميا للدولة، كما قبل مداهمتهم المقاهي العامة في إسطنبول بحجة كونها أوكارا للرذائل. وأصبح من المألوف أن يشاهد مراد الرابع في شوارع المدينة وهو يقبض بنفسه على شاربي القهوة والخمور ثم ينفذ فيهم حكم الإعدام بيده. والطريف أنه كان يفعل ذلك بحماسة بينما كان في الجلسات المغلقة لقصره يشرب النبيذ بكثافة أثرت في صحته العامة كما سيرى لاحقا. مراد يغزو بغداد وفي عام 1635، خرج السلطان بنفسه على رأس حملة كبيرة إلى إيرانوتمكن من الاستيلاء على مدينة "أريوان" في الشمال الغربي منها ثم قصد مدينة "تبريز" فسيطر عليها في سبتمبر من نفس العام، ثم عاد إلى إسطنبول.

السلطان مراد الرابع

مراد الرابع حرم القهوة والخمر وقتل بيده من وجده يشربهما، ثم مات هو من فرط إقباله على النبيذ. وأطلق يد السلفيين على خصومه مدعيا حكمه بالشريعة الإسلامية، بينما كان لا يتورع عن سفك الدماء لأهون الأسباب.. هذا هو سلطان المتناقضات، السلطان العثماني مراد الرابع المولود في العام 1612 والذي تربع على عرش السلطنة العثمانية طيلة 17 عاما (1632 - 1640). مراد في حجر أمه بويع مراد بن السلطان أحمد الأول بالسلطنة في إسطنبول وهو لا يزال صغيرا في الحادية عشر من عمره، بعد أن عزل عمه السلطان مصطفى الأول. وكانت أم مراد السلطانة كوسم هي المتولية على الحقيقة شؤون الإمبراطورية العثمانية، حيث حجبت مراد عن الأنظار وادعت اضطرارها لذلك بحكم صغر سنه. استمر وجود مراد الرابع في حجر كوسم تسع سنوات كاملة (1623-1632)، دب الفساد فيها وسيطر على الدولة، حيث أصبح للإنكشارية حلفاء كوسم اليد الطولى في البلاد، حتى إنهم قتلوا السلطان "عثمان الثاني" (1618 - 1622). و كان عثمان سلطانًا صغير السن حاول النهوض بالسلطنة وتقليص نفوذ الانكشارية المتنامي، فأشعلوا ثورة في إسطنبول راح ضحيتها السلطان الشاب الذي لم يجاوز عمره الثامنة عشرة. و بعد مقتل عثمان الثاني وتولى مصطفى الأول العرش، تبين أن الأخير لا يملك من أمره شيئا، و صارت مقاليد البلاد في يد الإنكشارية، و عمّت أرجاء الدولة الفوضى و الاضطرابات، و ظلت ثمانية عشر شهرًا دون أن تجد يدًا حازمة تعيد للدولة أمنها و سلامتها.

ولذلك كله، فالأغلب أن القصة لا تثبت ، وإن ثبتت فلا تدل على إحسان الظن بمن يرتادون حانات الخمور ، وبيوت الفواحش ، فإن أمر الناس إنما يحمل على ما ظهر من حالهم، وفعالهم ، وأقوالهم، ولم نؤمر أن نشق عن صدور الناس ، ولا أن ننقب عما في قلوبهم. وإنما نحسن الظن في عموم المسلمين ما لم يضعوا أنفسهم مواضع التهمة. والله أعلم.