masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

التجارة مع الله

Wednesday, 10-Jul-24 19:38:54 UTC

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فإن أفضل وأعظم وأجل تجارة هي التجارة مع الله الكريم، ومن كانت تجارته مع الله فتجارتُه رابحة غير خاسرة في دنياه وآخرته؛ لأن تجارته مع الجواد الكريم الذي يعطي على القليل الثواب الكثير. التجارة مع الله جل جلاله أعمالها سهلة يسيرة، وأجورها كثيرة عظيمة: ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو كل شيءٍ قدير، في يوم مائة مرةٍ، كانت له عَدل عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنهُ مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه). التجارة مع الله جل جلاله أرباحها مضاعفة كثيرة: قال جلَّ وعلا: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [البقرة: 245]. موقع التجارة مع الله. وأخرج الإمام أحمد في المسند من حديث أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبعمائة). وقال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾[الحديد: 18].

التجارة مع ه

ماذا كان يعمل الرسول صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يكسب قوت يومه من عمل يديه، فقد عمل في رعي الأغنام والتجارة، وتلك كانت من أعمال الرسول اليومية: كان عمله في أول عمره صلى الله عليه وسلم هو رعي الأغنام. جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنّه قال:" ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم. " فقال أصحابه: وأنت؟، فقال صلى الله عليه وسلم:" نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكّة". رواه البخاري. التجارة مع ه. ويُقصد بالقراريط هنا جزء من الدرهم، أو الدينار. كما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالتجارة مع عمّه أبي طالب. وعمل النبي لدى زوجته خديجة رضي الله عنها ، كما هو معروف في كتب السيرة النبوية. أحلّ له أن يكون قوت يومه من الفيء وهو ما كان يؤخذ من الكفار بدون قتال، بالإضافة إلى الغنيمة، وهي ما كان يؤخذ من الكفار بقتال. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " بعثت بين يدي الساعة بالسيف؛ حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي" رواه أحمد. وجاء تفسير للحديث عن حافظ ابن حجر، في أنّ الحديث فيه دلالة على فضل الرمح، بالإضافة لحل الغنائم وتوزيعها على هذه الأمّة، وأيضًا أن رزق رسول الله صلّى الله عليه وسلم، كان في الغنائم دون غيرها من المكاسب، لهذا قيل عن العلماء، أنّها أفضل المكاسب.

التجارة مع الله

[2] حديث الرسول عن التجارة لم يرد نص صريح، في أيهما أفضل سواء التجارة أو العمل كأجير، وهناك أحاديث وردت في السيرة النبوية أخذ منها العلماء ومن تفسيراتها استنباطًا أمر تفضيل العمل في التجارة، على غيرها من المكاسب. عمل الرسول في التجارة - موضوع. عن ابن ماجه عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" التاجر الأمين الصدوق المسلم مع الشهداء يوم القيامة" وفي حديثٍ آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين، والصديقين، والشهداء. " و قيل: "يا رسول الله، أي الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور" ومن تلك الأحاديث استنبط العلماء أنّ حرفة التجارة أحسن المكاسب، ولكن كان هناك رأيًا آخر لدى علماء آخرون. لقول الاية الكريمة: "علم أن سيكون منكم مرضى، وآخرون يضربون في الأرض، يبتغون من فضل الله" أي المسافرون للعمل في التجارة، والذين يبتغون من الله الرزق، وفي نفس الآية جاء ذكر الجهاد وكان قد قدمت التجارة على الجهاد الذي هو سنام الدين. [3] عمل الرسول قبل البعثة نشأ النبي محمد صلّى الله عليه وسلم في حياة شريفة، وكانت حياة الرسول قبل بعثته حياة فاضلة، ولم يٌسمع عنه أي زلّة، وكان تحت رعاية الله سبحانه وتعالى، يحفظه من أفكار الجاهلية وقذارتهم.

نماذج التجارة مع الله

فكل من جاهد في سبيل الله فقد باع نفسه لله سبحانه، وكذلك الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، والذين يعملون لنشر دين الله، والذين يعملون على نصرة دين الله عز وجل وإعزازه… فكل هؤلاء تعمهم الآية وينطبق عليهم أنهم ممن يبيعون أنفسهم لله. يقول الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) فذكر الصلاة والزكاة، وكذلك فإن كل عمَل في الإسلام داخلٌ في مسمَّى التجارة، ويقول سبحانه وتعالى في صِفة هؤلاء المتاجرين معه الرابحين بفضله: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) فهذه كلها مِن أنواع المتاجرة مع الله. ومثل آخر من أفعال الصحابة الذين نصر الله هذا الدين على أيديهم، عن ابن مسعود قال: لما نزلت: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا) قال أبو الدحداح: وإن الله يريد منا القرض؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم يا أبا الدحداح"، قال: ناولني يدك، فناوله صلى الله عليه وسلم يده: قال: فإني قد أقرضت ربي حائطي -حائطاً فيه ستمائة نخلة- ثم جاء يمشي حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه وعيالها، فناداها: يا أم الدحداح، قالت: لبيك، قال: أخرجي من الحائط فإني قد أقرضته لربي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كم من عذق رداح لأبي الدحداح".

أيها الأخوة: اعملوا على طلب رضى ربكم واستعدوا للقائه بكثرة الصلاة والالتزام بالسنن والنوافل وبقراءة القرآن وذكر الرحمن، وابذلوا جهدكم في العمل لإقامة دولة الإسلام عسى الله سبحانه أن يغفر لنا ويرحمنا ويعزنا وينصرنا، واجعلوا استجابتكم للتجارة مع مولاكم، كذاك الأعرابي الذي سمع قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّة) فقال:كلام من هذا؟ فقيل له: هو كلام الله. فقال: بيع والله مربح، لا نقيله ولا نستقيله، فذهب إلى الغزو فاستشهد، وتذكروا أن الله وعد المؤمنين الذين يبيعون أنفسهم بأن لهم الجنة، قال تعالى: (فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم). أيها الناس يا أنصار محمد ، يا حملة لواء الدين، أجيبوا: احملوا همَّ الدين، وكونوا في ذلك على سمت الصحابة رضوان الله عليهم حتى يكرمكم الله عز وجل بالخلافة الراشدة، بالخلافة على منهاج النبوة التي وعد بها عباده المتقين. اللهم اقبل تجارتنا معك يا رب العالمين. اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا. قصص قصيره عن التجاره مع الله. اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المصلحين، المخلِصين المخلَصين.