masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

واذ قال ابراهيم

Tuesday, 30-Jul-24 00:08:13 UTC

إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ أي: السَّالكين مسلكك فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ أي: تائهين، لا يهتدون أين يسلكون، بل في حيرةٍ وجهلٍ، وأمركم في الجهالة والضَّلال بيّن واضح لكل ذي عقلٍ سليمٍ.

  1. واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي
  2. واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا البلد امن
  3. وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا

واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي

الشيخ: بل هو الصواب كما سمَّاه الله، لا يجوز غيره، نعم. س: هنا يقول: "قد يكون له اسمان"، وهذا ما رجّحه ابنُ كثير ترونه؟ ج: تقوية أنَّ اسمه: آزر، هذا المراد، الصواب، مثلما قال ابن جرير أن اسمه: آزر، أما أن يكون له اسمٌ آخر ما يضرّ ذلك، المهم ما قاله الله، لا يجوز الاعتراض على الله . واختلف القُرَّاء في أداء قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ فحكى ابنُ جرير عن الحسن البصري وأبي يزيد المدني أنهما كانا يقرآن: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً معناه: يا آزر، أتتخذ أصنامًا آلهةً. وقرأ الجمهور بالفتح: إما على أنَّه علم أعجمي لا ينصرف، وهو بدلٌ من قوله: "لأبيه"، أو عطف بيانٍ، وهو أشبه، وعلى قول مَن جعله نعتًا لا ينصرف أيضًا: كأحمر وأسود. فأمَّا مَن زعم أنَّه منصوب؛ لكونه معمولًا لقوله: أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا تقديره: يا أبتِ، أتتخذ آزر أصنامًا آلهة، فإنَّه قولٌ بعيدٌ في اللغة، فإنَّ ما بعد حرف الاستفهام لا يعمل فيما قبله؛ لأنَّ له صدر الكلام. واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي. كذا قرره ابنُ جرير وغيره، وهو مشهور في قواعد العربية، والمقصود أنَّ إبراهيم وعظ أباه في عبادة الأصنام، وزجره عنها، ونهاه فلم ينتهِ، كما قال: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً أي: أتتألّه لصنمٍ تعبده من دون الله؟!

واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا البلد امن

وهذا الطلب من إبراهيم  رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى إنما هو طلب زيادة اليقين، فالإنسان يمكن أن يطلب ما يزداد به يقينه، وكما ذكرنا أن العلم مراتب، فطلب إبراهيم  هذه المرتبة الأعلى، ولم يكن شاكًا في قدرة الله  على البعث، وإحياء الموتى، وهو إمام الحنفاء، وأبو الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام.

وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا

ا لخطبة الأولى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا البلد امن. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون يقول الله تعالى في محكم آياته: ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (260) البقرة إخوة الإسلام لقاؤنا اليوم -إن شاء الله- مع هذه الآية الكريمة من كتاب الله العزيز ، نتدبرها ، ونتفهم معانيها ، ونبحث عن مراميها ، ونعمل بما جاء فيها.
ثم قال: وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ أمره أن يعلم، وهذا توكيد، و(أن) هذه بمنزلة إعادة الجملة مرتين أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ولم يقل: واعلم أني عزيز حكيم، وإنما أظهر لفظ الجلالة لما فيه من تربية المهابة، فهذا مقام عظمة لله -تبارك وتعالى، وهو إحياء للموتى، ولا أحد يستطيع أن يُحي الموتى إلا الله -تبارك وتعالى. وجاء بالجملة الاسمية وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ التي تدل على الثبوت، فهذه أوصاف ثابتة لله -تبارك وتعالى، وكذلك (العزيز) و(الحكيم) كل ذلك على وزن (فعيل) يعني صيغة مبالغة، فالله -تبارك وتعالى- بالغ العزة، وهو أيضًا بالغ الحكمة، لا يُغالب  ، وأيضًا يضع الأمور في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، واجتماع هذين الاسمين فيه كمال ثالث، وهو أن العزة في المخلوقين قد تكون سببًا لشيء من العسف والقهر والتسلط بغير حق والظلم، ونحو ذلك، لكن إذا كان معها حكمة، فهذا هو الكمال، فتكون هذه العزة مزمومة بالحكمة. وكذلك قد توجد الحكمة بالنسبة للمخلوقين، لكن ليس معها عزة، فيكون ضعيفًا، ولا رأي لمن لا يُطاع مهما كانت حكمته، لكن إذا كان معها عزة، فيستطيع أن يُحقق بها ما يُريد، فهذا لا شك أنه غاية الكمال، فلا تكتمل الحكمة إلا مع العزة، ولا العزة إلا مع الحكمة.