تفسير آية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ [1] أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 105].
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
وفي الحديث: التحذيرُ والترهيبُ مِن ترْكِ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ. وفيه: ترشيدُ أمرِ العامَّة وإفهامُهم النصوصَ على الوجهِ الصَّحيحِ لها.
ولكن أحياناً يعترض الإنسان شيء يقول: هذا منكر معروف ، كحلق اللحية مثلاً ، كلٌّ يعرف أنه حرام - خصوصاً المواطنون في هذا البلد - ، ويقول: لو أنني جعلتُ كلما رأيت إنساناً حالقاً لحيته - وما أكثرهم - وقفتُ أنهاه عن هذا الشيء: فاتني مصالح كثيرة؟! ففي هذه الحال: ربما نقول بسقوط النهي عنه ؛ لأنه يفوِّت على نفسه مصالح كثيرة. لكن لو فرض أنه حصل لك اجتماع بهذا الرجل في دكان أو في مطعم أو في مقهى: فحينئذٍ يحسن أن تخوفه بالله ، وتقول: هذا أمر محرم ، وأنت إذا أصررت على الصغيرة، صارت في حقك كبيرة ، وتقول الأمر المناسب" انتهى من "لقاءا الباب المفتوح" (110 / السؤال رقم 5). عليكم انفسكم لا يضركم من ضل. وحاصل ما تقدم: 1-أن الإنكار قد يجب عينا، لكن بشرط ألا يترتب عليه أذى للمنكِر، أو مفسدة أكبر، كأن يزداد المنكَر عليه فجورا. 2-أنه إذا غلب على الظن أن الإنكار لا يفيد، فالقول بعدم الوجوب: قول معتبر، يدل عليه صنيع السلف. وعليه: فإنه ينبغي أن يكون إنكارك على أصحاب المقاهي ونحوهم، إذا أنكرت عليهم: بحكمة ورفق ولين، وأن يكون ذلك على انفراد ، دون إنكار في العلانية ، ولا نرى تكرار الإنكار عليهم، فإن ذلك لا يفيد غالبا، وربما جلب لك ولأهلك الأذى.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عضو: عبدالله بن غديان عضو: صالح الفوزان عضو: عبدالعزيز آل الشيخ عضو: بكر أبو زيد. أيهما أفضل أداء نوافل العبادات أم الأمر بالمعروف: الفتوى رقم (17520) س: أيهما أفضل الذهاب لمكة من أجل أداء العمرة والجلوس هناك، أو القيام بالإرشاد والتوجيه في الأسواق والأماكن العامة، خصوصا في شهر رمضان المبارك الذي تزدحم فيه الأسواق وغيرها؟ وأيهما أفضل حضوري لصلاة التراويح أو تذكيري بالوعظ في الأسواق بعد صلاة العشاء مباشرة؟ نأمل من سماحتكم الإجابة عنها كتابة حتى تعم الفائدة. لا يضركم من ضل ان اهتديتم. ج: إذا كان تذكيرك ووعظك بتكليف وظيفي في هذا الوقت فالواجب عليك أداؤه فيه، ولا تتركه إلا لأداء فرض. أما إذا كان تبرعا منك فإن رأيت أن المصلحة فيه عظيمة والحاجة إليه ماسة فهو مقدم على ما ذكرت. مناصحة مرتكب المعصية: السؤال الثاني من الفتوى رقم (2632) س2: هؤلاء العمال أكثرهم يدخنون، وبعضهم يتهاون بالصلاة أمامي، ولا أدري هل هم يصلون بالبيت أم لا، فهل علي إثم السكوت على التدخين والتهاون في الصلاة، وهل الكسب من ورائهم حلال أم حرام؟ ج2: لا يجوز السكوت عن هؤلاء العمال، بل يجب على مستوردهم الإنكار عليهم في التدخين وترك الصلاة، ووعيده لهم بأنهم إن لم يقلعوا عن هذا المنكر فسوف يعيدهم إلى بلادهم إن كانوا في الخارج، ويلغي التعاقد معهم، ويحاسبهم على ما مضى من عملهم، وإلا فهو شريك لهم في الإثم؛ لإقراره المنكر وهو قادر على إزالته لما ذكرنا.
ولماذا أُرسِلوا؟! حكم إنكار المنكر إذا خاف ضررا أو غلب على ظنه أنه لا يفيد ولا يقبل منه - الإسلام سؤال وجواب. [2]. الفائدةُ الثالثةُ: لا تتم هدايةُ المسلم حتى يعمل بشريعة الله تعالى، ومِن أعظم شرائع الدين: "الدعوةُ إلى الله تعالى والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر"، فمَن تَرَكَ ذلك فهو غير مهتدٍ الاهتداءَ التامَّ، وكيف يكون مُهتديًا وهو يترك سبيل الأنبياء عليهم السلام، وسبيلَ المصلحين جميعًا؟! كيف وقد قال الله تعالى: { قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108]؟! فأَتْبَاعُ النبي ِّ صلى الله عليه وسلم على الحقيقية هم الذين يَدْعون إلى الله على بصيرة وهو العلم والهدى واليقين، وكيف يكون المسلم مهتديا وقد ترك الدعوةَ إلى الله والأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر مع قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: « الدِّينُ النَّصِيحَةُ »، قُلْنَا: "لِمَنْ؟"، قال: « لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، ولأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ » (رواه مسلم)[3].