masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

محمد بن ابي عامر

Wednesday, 31-Jul-24 04:09:18 UTC

الحبّ أم السلطة؟ لم يعد لمحمد بن أبي عامر منافس في كامل الخلافة، فهو الآن قائد الجيش وحاكم قرطبة والحاجب، وحليفته هي أمّ الخليفة والوصيّة عليه، وربما حبيبته وفقاً للعديد من الروايات التاريخية، فمن سيختار محمّد؟ هل سيختار حبه ويظل في هذه المرتبة من السلطة أم يكمل ولن يوقفه أحدٌ سوى قلبه؟ يبدو أنّ محمد بن أبي عامر اختار السلطة على الحب، فقد عزل الخليفة الشاب نفسه، ووضع على قصره حرسه الخاص، وأشاع بين العامّة أنّ الخليفة قرر التفرغ للعبادة تاركاً أمور الدولة والناس لمربيه وحاجبه وقائد جيشه وصاحب السلطات الكاملة في دولة الخلافة في الأندلس: محمد بن أبي عامر. بالطبع لم يرُق هذا لصبح، فهي أيضاً تريد ما لها من السلطة والتصرّف في الأمور، فراسلت أحد أمراء المغرب وحاولت تهريب الأموال له ليستطيع العبور إلى الأندلس وحمايتها وابنها من سلطان حبيبها ابن أبي عامر، لكنّ ابن أبي عامر لم يكن ليفوّت مثل هذه الفرصة، فقد علم بها من خلال عيونه في القصر واستطاع إفشال المخطط واستغلاله. عزل أم الخليفة ورفع يدها عن التصرُّف في أموال القصر، ويئست هي من محاولة استرداد ملك ابنها الذي أضاعته بتحالفها مع الرجل الذي أحبته، بعدها بفترة تسمّى ابن أبي عامر بلقبٍ لم يسبقه أحدٌ إليه من رجال الدولة: "الملك المنصور".

محمد بن ابي عامر العامري

ابن أبي عامر الملك المنصور ، حاجب الممالك الأندلسية ، أبو عامر ، محمد بن عبد الله بن أبي عامر محمد بن وليد القحطاني المعافري القرطبي ، القائم بأعباء دولة الخليفة المرواني المؤيد بالله هشام بن الحكم أمير الأندلس ، فإن هذا المؤيد استخلف ابن تسع سنين ، وردت مقاليد الأمور إلى الحاجب هذا ، فيعمد إلى خزائن كتب الحكم ، فأبرز ما فيها ، ثم أفرد ما فيها من كتب الفلسفة ، فأحرقها بمشهد من العلماء ، وطمر كثيرا منها ، وكانت كثيرة إلى الغاية ، فعله تقبيحا لرأي المستنصر الحكم. وكان بطلا شجاعا ، حازما سائسا ، غزاء عالما ، جم المحاسن ، كثير الفتوحات ، عالي الهمة ، عديم النظير ؛ وسيأتي من أخباره في ترجمة المؤيد. دام في المملكة نيفا وعشرين سنة ، ودانت له الجزيرة. محمد بن ابي عامر. وأمنت [ ص: 16] به ، وقد وزر له جماعة. وكان المؤيد معه صورة بلا معنى ، بل كان محجوبا لا يجتمع به أمير ولا كبير ، بل كان أبو عامر يدخل عليه قصره ، ثم يخرج فيقول: رسم أمير المؤمنين بكذا وكذا ، فلا يخالفه أحد ، وإذا كان بعد سنة أو أكثر ، أركبه فرسا ، وجعل عليه برنسا ، وحوله جواريه راكبات ، فلا يعرفه أحد. وقد غزا أبو عامر في مدته نيفا وخمسين غزوة ، وكثر السبي حتى لأبيعت بنت عظيم ذات حسن بعشرين دينارا ، ولقد جمع من غبار غزواته ما عملت منه لبنة ، وألحدت على خده ، أو ذر ذلك على كفنه.

المنصور بن أبي عامر: الميكيافيلي الذي صعد من الحضيض إلى قمة السلطة بقلم: محمد يسري* — آثــاره تنبيـك عـن أخـباره …. حـتى كأنـك بالعـيـان تــراه تالله لا يأتي الزمان بمثله …. أبدًا ولا يحمي الثغور سواه على قبره في مدينة سالم بالثغر الأعلى بالأندلس كُتب البيتين السابقين ليخلدا ذكر ذلك الرجل الذي لم تعرف الأندلس مثله على امتداد تاريخها.