لك يا ديمقراطية في القلوب منازل بقلم:فتحي الضَّو 12:53 PM November, 09 2020 سودانيز اون لاين فتحي الضَّـو -شيكاغو-الولايات المتحدة مكتبتى رابط مختصر [email protected] ألا رحم الله أبي الطيب المُتنبي الذي عطَّر حياتنا بأريج شعره الفواح. ونستميحه عُذراً في استبدال كلمة في مطلع قصيدته العصماء (لك يا مَنازلُ في القلوب مَنازِلُ/ أقفرتِ أنتِ وهُنَّ مِنكِ أواهِلُ) فلكل مِنَّا عشقه الذي يرُوم. والعنوان نفسه كنت قد استخدمته قبل نحو اثنتي عشر سنةً في ذات المناسبة التي نحن بصدد تكرار وقائعها، وهي الانتخابات الأمريكية. جريدة الرياض | لك يا منازلَ المدينة في القلوب منازلُ. والأجدر أن يقال عنها الانتخابات الكونية، وذلك ليس افتناناً بها، بقدر ما هو واقع جسَّده الاهتمام الدولي في مشارق الأرض ومغاربها، أضحت فيه الكرة الأرضية كأنها عبارة عن دائرة انتخابية واحدة، تتمنى فوز هذا وخسارة ذاك. ومما يجدر ذكره أنها حققت أعلى نسبة مشاركة منذ ما يربو على المائة عام، الأمر الذي زاد من عناصر التشويق والإثارة والمتعة السياسية! بيد أن للصورة وجهاً آخر على المستوى الشخصي. إذ تعد هذه هي المشاركة الرابعة لي منذ مجييء لهذا البلد. وقد مثلت التجربة الأولى حدثاً فارقاً لي، لأنها بالفعل كانت الأولى في حياتي، وكنت حينها في العقد الخامس، ذلك على الرغم من أنني لم أَمِلُّ الكتابة عن الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان كدين مستحق لوطن ضائع.
طريقة العرض: كامل الصورة الرئيسية فقط بدون صور اظهار التعليقات
فأصبحنا نُزوِّر جوازاتنا بأنفسنا. المضحك أن تجديدات جوازي وصلت لاثنتي عشر عاماً، ومع ذلك لم يقل لنا أحدٌ: لقد تجاوز المزورون المدى! ولكن لكل أجل كتاب مرة أخرى، فقد نفدت أوراق جوازي ولم تنفد محنتي. أهم قصائد المتنبي - موضوع. ويومذاك استقريت في منطقة القرن الأفريقي، غير أن ظرفاً صحياً واجهني بعدئذٍ مما سيضطرني للسفر، فشرحت معضلتي للأصدقاء في الجبهة الشعبية الإريترية، فتكرموا عليَّ بجوازهم وشكرتهم على حسن صنيعهم. وبعد عدة سنوات اشتعلت الحرب الثانية بين إرتيريا وأثيوبيا وبعد أن توقفت انعكست آثارها السالبة على الجميع، مما اضطرني لأن أغادر المنطقة عام 2002 بمعية أسرتي بعد أن سلمت أصدقائي هويتهم الثبوتية التي تشرفت بحملها زمناً، ثم قطعت المحيط الأطلسي حاملاً هوية لاجيء صادرة عن المفوضية العليا لشئون اللاجئين، إلى الولايات المتحدة حيث تحوَّلت الصفة لمواطنة! بعدما سردنا (لزوم ما يلزم) كما قال نجيب سرور. يجيء الحديث عن الانتخابات مرة أخرى باقتباس شذرات من مقالي الأول والذي جسَّد مشاعري حيال تجربة جديدة خضت غمارها لأول مرة بعد ما كافحت لأجلها سنين عددا. بأمل أن تكون حافزاً للشباب الثائر صانع ثورة ديسمبر المجيدة، وهو مقبل على تجارب مثلها بعد سنين قليلة، لعلها تكون ملهمة لهم في معالجة قضايا هذا الوطن المرهق.
الروابط المفضلة الروابط المفضلة