قصة ان لابي حنيفة ان يمد قدميه مـدونـة الـجـوري: آن لأبي حنيفة أن يمدّ رجليه! - حسين يونس آن لأبي حنيفة أن يمدّ رجليه - موقع الراشدون عدد القراءات: 3٬963 ذات يوم دخل رجل على الإمام أبى حنيفة رحمه الله في مجلس علم وكانت تبدو عليه سمات الوقار والهيبة لدرجة أنَّ أبو حنيفة ضم قدميه إحتراماً للرجل وكان رحمه الله قد تقدم في العمر ولا يستطيع ضمهما، وبعد طول صمت تحدث الرجل وقال: يا أبا حنيفة متى يفطر الصائم! ؟ قال: عند غروب الشمس، فقال الرجل: وإن لم تغرب الشمس؟ فابتسم أبو حنيفة وقال: آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه! آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه | لماذا مد أبو حنيفة رجليه ؟. وكان يظن رحمه الله أنه من أهل العلم بناء على هيئته الظاهرة وصمته الطويل. قصة ظريفة أصبح يُستأنس بها عندما يراد التعبير عن خداع المظهر والهيبة الزائفة التي لا تعكس حقيقة الجوهر والجهل الذي قد يعانيه إنسان ما محسوب على أهل الحل والعقد. وهذا بالضبط ما حدث معي أثناء وجود الرئيس الفلسطيني الراحل « محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني » الملقب حركياً بـ « ياسر عرفات » عندما كان يرافقه الرئيس الفلسطيني الحالي « محمود عباس » والذي كان أنذاك يشغل منصب عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومن ثم رئيس وزراء السلطة الفلسطينية.
ولا ينسى بعد أن جمعته صورة مع حمالة الحطب توكل كرمان، من أن ينشر تغريدة قال فيها: "لماذا مواقف الدول الغربية في قضية جمال خاشقجي أفضل من مواقف جميع الدول العربية؟" فماذا يعد هذا سوى الحزبية المقيتة التي أخذت على عاتقها الهجوم المنظم على بلادنا. ومما يثبت أن هؤلاء الفسقة لديهم أجندة ومخططات يسيرون على هديها نجدهم يتبادلون الأدوار فيما بينهم، ولا يستحون مما يفعلون وكأنهم مراهقون وصبية أغرار؛ فها هو حاكم المطيري ينشر تغريدة يحتج فيها على الفعاليات الرياضية والفنية التي أقيمت في الدرعية فيصفها (بالإباحية) في غاية الجرأة والوقاحة، بقوله: "حفل الدرعية بمشاهده الإباحية على الطريقة الأمريكية في عاصمة الدعوة السلفية بنجد التي كانت آخر البلدان سقوطا أمام زحف الثقافة الصليبية هو تتويج لمشروع ترمب لتغريب جزيرة العرب وسلخها عن دينها وهويتها والإعلان عن خضوعها لقيم الحضارة الغربية ولتمهيد الطريق لزيارة البابا دجال روما"! وسبق لهذا أن نشر تغريدة عن الإرهابي سفر الحوالي يزعم فيها أن لحزبه الإرهابي (حزب الأمة) فرعًا في بلادنا، فقال: "حزب الأمة الإسلامي في السعودية وأحزاب الأمة في الخليج تدين الإجراءات التعسفية مع سفر الحوالي وتدعو إلى الإفراج الفوري عنه.. " فيا لها من جرأة ووقاحة وفجر في الخصومة لم يجد رادعًا يردعه.
ترى كم من صواحب لأبي حنيفة في هذا الزمان ؟ وكم من مظهر يخون المرء؟ وكم من رجل حسن اللباس لائق الهندام إذا دخلت معه في محاكّة صغيرة فإذا به يظهر على (فاشوش) أحيانا يدخل الإنسان مع غيره في نقاش علْمي معتقدا أن خصمه يمتلك أرضاً خِصبة و صالحةً ، ثم يكتشف أن خصمه مع الأسف كصاحب أبي حنيفة بسيطٌ سطحي غليظٌ همجي حجتهُ الشتم وبرهانه السخرية ومداده ماء البرك الآسن. يعتقد من خلال رموزه البسيطة وتراكيبه الركيكة وكلماته السقيمة أنه أوتي جوامع الكَلِمْ وحوى من العلم والأدب ما يحويه طالع الجبل بناظريه ولكنه للأسف يظهر أخيراً على حقيقته وإذا به ظلمة في بحر لجي يحيطه الغمام والموج وانعدام الرؤيا والتخبط فلا تجده شيئاً. كان العالم الجليل أبو حنيفة يجلس مع تلامذته في المسجد. وكان يمد رجليه بسبب آلام في الركبة قد أصابته. وكان قد استأذن طلابه أن يمد رجليه لأجل ذلك العذر. وبينما هو يعطي الدرس مادّاً قدميه إلى الأمام. إذ جاء إلى المجلس رجل عليه أمارات الوقار والحشمة. فقد كان يلبس ملابس بيضاء نظيفة ذا لحية كثة عظيمة فجلس بين تلامذة الإمام. فما كان من أبي حنيفة إلا أن عقص رجليه إلى الخلف ثم طواهما وتربع تربع الأديب الجليل أمام ذلك الشيخ الوقور وقد كان يعطي درساً عن دخول وقت صلاة الفجر.