وَمَضَتْ قُرَيْشٌ في سَيْرِهَا مُسْتَجِيبَةً لِرَأْيِ أَبِي جَهْلٍ. خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ: أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: بِحَقٍّ إِذَا أَرَادَ اللهُ تعالى أَمْرًا هَيَّأَ أَسْبَابَهُ. اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا. مسار غزوة بدر الكبرى .. أماكن وأحداث غيَّرت التاريخ | صحيفة المواطن الإلكترونية. آمين. ** ** ** تاريخ الكلمة: الأربعاء: 19/ رمضان /1443هـ، الموافق: 20/نيسان / 2016م الأربعاء: 19/ رمضان /1443هـ، الموافق: 20/نيسان / 2016م
غزوة بدر تعدّ غزوة بدرٍ الكبرى واحدة من أوائل الغزاوت التي حدثت بين المسلمين والكفار، والتي حدثت بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، وقد نزلت آيات قرآنية تبيح القتال للمسلمين، وبدأ ذلك الأمر بإرسال سرايا من قِبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أجل الإغارة على قوافل قبيلة قريش، إذ كان هدف رسول الله هو إضعاف القوى الاقتصادية لقريش، وكان الاعتماد بإخراج تلك السرايا هو عيون المسلمين التي تعمل على الاستخبارات من أجل نقل الأخبار الخاصة بالمشركين بكل دقة، حتى يتمكن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من الإغارة عليهم، وهذا ما حصل في قصة غزوة بدر التي ستُذكر في هذا المقال. [١] مكان وقوع غزوة بدر وقعت غزوة بدرٍ الكبرى على طريق التجارة ما بين مكة المكرمة وبلاد الشام، في تاريخ السّابع عشر من رمضان من العام الثاني من الهجرة، وقد بدأت أحداث الغزوة بخروج القافلة التجارية لبلاد الشام على متنها أبو سفيان، وقد حاول عدد من الصحابة قطع طريق القافلة، إلا أن القافلة أفلتت منهم، فما كان منهم إلا أن انتظروا عودتها، وجهز الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصحابة وكان هو على رأسهم من أجل الهجوم على القافلة التجارية، إلا أن ابو سفيان كان على دراية بخطة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغيّر خط عودة القافلة، لأنه خاف أن تعاد الكرة مرة أخرى، وفرّ منهم أبو سفيان بنجاح.
في السنة الثانية من الهجرة النبوية وهي السنة التي فرض الله تعالى فيها الصيام على المسلمين, علم الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك قافلة لقريش سوف تخرج من مكة فخرج لها وهي خارجة من مكة باتجاه الشام حتى وصل إلى منطقة العشيرة وحالف بعض القبائل, ووجد عليه الصلاة والسلام أن القافلة التي تحمل كثيرا من الأموال قوامها ألف بعير وخمسون ألف دينار وثلاثون رجلا قد فاتته فرجع عليه الصلاة والسلام إلى المدينة. وقال المهتم بالسيرة النبوية المكانية والمرشد السياحي محمد المهدي لوكالة الأنباء السعودية إن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ برصد الطريق بإرسال الخبراء بطرق القوافل فأرسل طلحة بن عبيد الله وأرسل معه سعيد بن زيد رضي الله عنهما, ولما علم عليه الصلاة والسلام بموعد رجوع القافلة جهز الجيش فنادى عليه الصلاة والسلام أن لنا طلبه فمن كان ظهرة حاضرا فيلحقنا, فخرج صلى الله علية وسلم من المسجد وكان المسلمون لم يتجهزوا لهذه المعركة فكان المسجد النبوي هو المحطة الأولى في مسيرة الجيش لمعركة بدر. وبيّن المهدي أن النبي صلى الله عليه وسلم شاور أصحابه وهم بالمسجد النبوي حينما بلغه إقبال أبي سفيان بالقافلة كما روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان، فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقام سعد بن عبادة فقال: إيانا تريد يا رسول الله؟ والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا،فهذه الشورى الأولى بهذه المسيرة لجيش المسلمين باتجاه بدر.
[3] الخيلاء: الكبر والإعجاب. [4] أحنهم: أي أهلكهم. شرح السيرة النبوية ص156. [5] سيرة ابن هشام (2 /211)، وقد رواه ابن إسحاق بدون إسناد، والجزء الأخير من الحديث من قوله «إن يكن» له شاهد في مسند الإمام أحمد، وسيأتي ذكره ص206. [6] الجزائر: قال في المعجم الوسيط: الجزور: ما يصلح لأن يذبح من الإبل، (ولفظه أنثى)، يقال للبعير هذه جزوير سمينة (ج) جزائر وجزر (1 /120). [7] السيرة النبوية (2 /212)، وساقه ابن إسحاق بدون سند، وذكره الواقدي في المغازي (1 /60)، وسنده مرسل. [8] البلايا: وهو جمع بلية، وهي الناقة أو الدابة تربط على قبر الميت فلا تعلف ولا تسقى حتى تموت، وكان بعض العرب ممن يقر بالبعث يقول إن صاحبها يحشر عليها، النهاية في غريب الحديث (1 /156). [9] النواضح: الإبل التي يسقى عليها الماء، مختار الصحاح ص277. [10] الناقع: الدائم، المعجم الوسيط (2 /948). [11] سيرة ابن هشام (2 /212)، وقد رواه ابن إسحاق عن أبيه، وهو إسحاق بن يسار المدني، ثقة من الثالثة كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب ص103 عن أشياخ من الأنصار، وهم مجهولون.