روى الشيخان عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: ((إن أحدَكم يُجمَع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث الله ملَكًا فيؤمر بأربع كلماتٍ، ويقال له: اكتُبْ عمله ورزقه وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة))؛ (البخاري حديث 3208/ مسلم حديث 2643). روى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرِّزقَ ليطلُب العبدَ أكثرَ مما يطلبه أجله))؛ (حديث حسن) (صحيح الجامع للألباني – حديث 1630). قال عبدالرؤوف المناوي – رحمه الله -: لأن الله تعالى وعَد به وضمِنه، ووعدُه لا يتخلَّف، وضمانه لا يتأخَّر؛ (فيض القدير – عبدالرؤوف المناوي – جـ 4 – صـ 71). تعرف الى الحديث قدسي عن الرزق – إسلامنا – للمعلومات والمعرفة الاسلامية. روى الطبراني وأبو نعيم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: أضاف النبيُّ صلى الله عليه وسلم ضيفًا، فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعامًا، فلم يجد عند واحدةٍ منهن، فقال: ((اللهم إني أسألك مِن فضلك ورحمتك؛ فإنه لا يملِكُها إلا أنت))، قال: فأُهديَ إليه شاة مَصْليَّة (أي مشوية)، فقال: ((هذه مِن فضل الله، ونحن ننتظر الرحمة))؛ (حديث صحيح) (السلسلة الصحيحة للألباني – جـ 4 -صـ 57- حديث 1543).
وما أعظم عطائك يا رب، فيعني هذا إنك لو هممت بالدعاء بطلبً ما في صدرك سواء كان رزقاً. أو شفاءً، أو زوجاً، أو زوجةً، أو ولداً، أو أي أمر. ثم انشغلت عن هذه الطلبات والدعوات بذكر الله، فيبدأ إعطاء الله لك من تلقاء ذاته. أي إنه لا يعطيك حاجتك فقط التي تريدها، ولكن يعطيك ما لم تفكر في سؤاله أصلاً. فهو من يعلم، وأنت لا تعلم فيعطيك بما تسأله وما لم تسأله. سبحان الله! فمثلاً إذا تفكر إنسان في أسم من أسماء الله الحسنى. فمثلاً أسم الله الودود أو اللطيف وظل هذا الإنسان يردده بخشوع، وحضور قلب. فأخذ يقول: (يا ودود يا ودود يا ودود)، وهو يتفكر في هذا الاسم الجليل ويتفكر في آثار ود الله ولطفه. لكن بحضور قلب، وخشوع حتى إنه يصل إلى لهوه عن سؤاله. فهنا تأتي البشرى فقد جاءك سؤالك وحدث مرادك من ربك ولله المثل الأعلى فيقول تعالى: (من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً. حديث قدسي عن الرزق - سطور. ومن أتاني يمشي هرولت إليه ومن أتاني من بعيد أتيته من قريب). مقالات قد تعجبك: أتدرى أي ذكر هذا؟ إنه ذكر رب العباد. فمثلاً ولله المثل الأعلى إذا كان أسمك أحمد. فيقول أحمد هذا:(يا ودود يا ودود يا ودود يا ودود.
و شاهد أيضاً الحديث القدسي والفرق بينه وبين الحديث النبوي والقرآن الكريم. احاديث قدسية تمس القلب "جاء أعرابي إلى رسول الله فقال له يارسول الله " من يُحاسب الخلق يوم القيامة؟ " فقال الرسول "الله" فقال الأعرابي: بنفسه؟ فقال النبي: بنفسه ، فضحك الأعرابي وقال: اللّهم لَكَ الحمد، فقال النبي: لم الإبتسام يا أعرابي؟ فقال: يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفى و إذا حاسب سامح ، قال النبي: فقه الأعرابي". عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، تلا قول الله تعالى في إبراهيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني.. ) الآية، وقال عيسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فرفع يديه ـ وقال: "اللهم أمتي.. أمتي"، فقال الله ـ عز وجل ـ: "يا جبريل، اذهب إلي محمد" وربك أعلم ـ فسله: ما يبكيك؟" فأتاه جبريل ـ عليه السلام ـ فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم؟ فقال الله تعالى: "يا جبريل، اذهب الى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك". قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "يَقُولُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: الصَومُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَومُ جُنَّةٌ، وَلِلصَائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّه مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ" رواه البخاري.
كان ابن عمر يقول في الاستخارة: "إن الرجل ليستخير الله فيختار له، فيتسخّط على ربه، ولا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خِير له". رُوي عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنه عدّ الرضا من ذروة الإيمان، فقال: "ذروة الإيمان أربع: الصبر للحُكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب عز وجل". رُوي أن مالك بن دينار ومحمد بن واسع جلسا يتحدثان عن العيش، فقال مالك: "ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلّة - أي أرضٌ أو زراعة - يعيش فيها"، فقال محمد: "طوبى لمن وجد غداءً ولم يجد عشاءً، ووجد عشاءً ولم يجد غداءً، وهو عن الله عز و جل راض". قال سفيان في تفسير قول الله تعالى: {بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج: 35]، أنهم المطمئنون، الذين يرضون بقضاء الله تعالى، ويستسلمون له. رُوي عن الحسن بن علي -رضي الله عنه- أنه قال في الرضى: "من رضي من الله بالرزق اليسير؛ رضي الله منه بالعمل القليل". رُوي عن بشر بن بشار أنه طلب النصيحة من ثلاثة من الصالحين، فقالوا له: "ألق نفسك مع القدر حيث ألقاك؛ فهو أحرى أن تُفرغ قلبك، ويقل همّك، وإياك أن تسخط ذلك فيحل بك السخط وأنت عنه في غفلة لا تشعر به"، وقال الثاني: "التمس رضوانه في ترك مناهيه فهو أوصل لك إلى الزلفى لديه"، وقال الثالث: "لا تبتغِ في أمرك تدبيرًا غير تدبيره؛ فتهلك فيمن هلك، وتضلّ فيمن ضلّ".