وهنا يفهم أن المسلم يكتسب هذا الأجر المذكور عند الاستشعار بمتابعة السنة النبوية مع حضور النية في الوضوء. أما كيفية وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاءت فيها نصوص كثيرة، ووقف معها الفقهاء في بيان التفاصيل المتعلقة بهذا الهدي النبوي في الوضوء، ومما يمكن أن يستخلص في هذا المقام من الفوائد العلمية والتربوية المتعلقة بوضوء النبي صلى الله عليه وسلم ما يأتي: أولا – المواظبة على الوضوء لكل صلاة وترك الإسراف في الماء: فكان صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة في غالب أحيانه، وربما صلى الصلوات بوضوء واحد. وكان يتوضأ بالمد تارة، وبثلثيه تارة، وبأزيد منه تارة، وكان من أيسر الناس صبا لماء الوضوء، وكان يحذر أمته من الإسراف فيه". [زاد المعاد 1/184]. أما تخليل اللحية الكثيفة في عند غسل الوجه، وذلك بإدخال الماء إلى أصولها فلم يثبت الحديث الصحيح فيه، وورد الترخيص على تركه عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم. ونحوه تخليل الأصابع في الوضوء وهو إيصال الماء بين أصابع اليدين والرجلين عند الغسل، فكان يفعله أحيانا لكن لا يواظب عليه. شرح وترجمة حديث: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس - موسوعة الأحاديث النبوية. [زاد المعاد 1/191]. ثانيا – تكرار غسل أعضاء الوضوء الواجبة: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ فيغسل أعضاء الوضوء مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثا ثلاثا، وفي بعض الأعضاء مرتين وبعضها ثلاثا، حيث يفرق بينها في العدد، وبناء على هذه السنة يكره العلماء الزيادة على الغسل أكثر من ثلاث مرات، لا سيما إذا فهمنا حديث عمرو بن شعيب وفيه: ".. أنه غسل الأعضاء ثلاثا ثلاثا.. ثم قال: فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم أو ظلم وأساء"، لما يترتب على الزيادة من الإسراف ومخالفة السنة النبوية الثابتة.
♦ عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إذا قَدِم من سفر بدأ بالمسجد، فصلَّى فيه))؛ البخاري، كتاب الصلاة. ♦ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من أخفِّ الناس صلاةً في تمامٍ))؛ أحمد، حديث 4637 صحيح الجامع. كان الرسول صلي الله عليه وسلم اختصارات. ♦ عن عبدالله بن شقيق رضي الله عنه قال: ((قلت لعائشة رضي الله عنه: هل كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يصلي وهو قاعد؟ قالت: نعم، بعد ما حطَمَه الناس))؛ مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقَصْرها، برقْم 129. ♦ عن ابن عمر رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يأتي مسجد قُباء كلَّ سبتٍ ماشيًا وراكبًا))، (فيصلي فيه ركعتين)؛ البخاري، كتاب الجمعة، برقْم 1118. ♦ عن أبي بَرزة رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يَكره النوم قبل العشاء، والحديثَ بعدها))؛ (حسن صحيح)؛ الترمذي، كتاب الصلاة، برقْم 153. ♦ عن عباس رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، حين يَلقاه جبريل، وكان جبريل - عليه السلام - يَلقاه كلَّ ليلة في رمضان حتى يَنسلخ، يَعرض عليه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم القرآن، فإذا لَقِيه جبريل - عليه السلام - كان أجودَ بالخير من الرِّيح المُرسلة))؛ البخاري، كتاب الصوم، برقْم 1769.
أسرة فاطمة الزهراء وعلي بهذا الزواج المبارك نشأت وقامت أسرة من أعظم أسر المسلمين، أفرادها هم: فاطمة الزهراء: بنت رسول الله، مع ابن عم رسول الله علي بن أبي طالب: بطل من أبطال المسلمين، وعالم من علمائهم، وقاض من قضاتهم، ونتج عن هذا الزواج المبارك سيدا شباب أهل الجنة: ابناء فاطمة الزهراء ( الحسن: من جمع الله به الأمة بعد فرقة، والحسين: سيد من الشهداء، نكبت الأمّة بمقتله أيما نكبة) بالإضافة إلى بنتين: ( زينب وأم كلثوم)، عليهم جميعاً أفضل الصلاة السلام، ومن البركة لفاطمة أن نسل رسول الله وذريته انحصر فيها. حب الرسول لفاطمة كان رسول الله من حبّه لفاطمة أنه إذا عاد من سفر: يبدأ بالمسجد، ثم إلى فاطمة، ومن ثم يذهب إلى زوجاته، وتصفها السيدة عائشة فتقول: (ما رأيت أحداً كان أشبه سمتاً وهدياً ودلاً برسول الله من فاطمة: كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها)، وكان يقول: «فاطمة بَضْعةُ منى يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها». مكانة السيدة فاطمة الزهراء مكانة السيدة فاطمة تجلّت في تربيتها لولديها الحسن والحسين ، إذ أخرجت للأمة أبطالاً وقادة، رغم أنّها كانت تعيش حياة تعب ومشقّة، فقد كانت تعملُ حتى تشققت يديها، ولما أرادت أن تشكو لرسول الله ما أصابها، جَاءَها النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَالَ: «إذَا أخَذْتُما مَضَاجِعَكُما تُكَبِّرَا أرْبَعًا وثَلَاثِينَ، وتُسَبِّحَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ، وتَحْمَدَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ؛ فَهو خَيْرٌ لَكُما مِن خَادِمٍ» ، لأن المسلمين كانوا وقتها في ضيق، فلما توسّع الأمر على المسلمين أرسل الله لها بخادم، تقول فاطمة: (كأنما أعتقني)، من شدّة ما كانت تلاقي من صعوبات الحياة.
صفات أهل الشورى في الإسلام بعد الإلمام بإجابة العبارة الخاصة بموضوعنا والإلمام بأهمية الشورى فمن المهم الإشارة إلى صفات أهل الشورى، والتي تتمثل فيما يلي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائمًا ما يستشير أصحاب الإيمان القوي، والتقوى التامة من الصحابة رضوان الله عليهم. كما على أن يكون صاحب الشورى عاقل وبالغ، لا يرتكب الذنوب والكبائر منها بشكل خاص وحريص على طاعة المولى عز وجل. كما لابد من أن يتحلى صاحب الشورى بالأمانة كي يتمكن من اتخاذ القرارات بناءً على الدين والأخلاق الحميدة. من المهم أيضًا أن يكون شجاع، يملك القدرة على التفريق بين الحق والباطل ولا يخاف قول الحق ومواجهة الظلم. كما لابد من أن يكون صاحب خبرة تامة بالحياة ومواقفها. كان الرسول صلي الله عليه وسلم اريد نبي الله عليهم. الشورى ومبدأها في هدى النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام كان نبي الله صلى الله عليه وسلم دائمًا ما يناقش القضايا مع صحابته رضوان الله عليهم والتابعين لما يمثله الأمر من أهمية قصوى وأثر عظيم في دين الإسلام. فوفقًا لما جاء في سورة الشورى بالآية الثامنة والثلاثين فالشورى هي منهاج الدين الإسلامي وتقدمه وهي من أسس الحكم التي ترفع المجتمع وهذا لقوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).