برأيي الشخصي لا يجب ان نُعطي كل هذه الهالة والقدسية المُبالغ فيهما لمن يشغلن مكانة الام ، بالتأكيد في الدين الاسلامي وجميع الاديان طاعة الوالدين واجبة وبرهُما ايضاً واجب ، ولكن ليس دائماً تنجح علاقات الأبناء بالوالدين وخصوصاً مع الام الفاشلة. ويُقصد بالأم الفاشلة: هي الام التي تجهل كيف تتعامل مع الزوج والابناء على حدٍ سواء وتجعل ابنائها كلهم او البعض منهم يصلون الى مرحلة يستغنون عنها نفسياً ، وعاطفياً ، واجتماعياً ، بل الامر يتعدى ذلك ليصل الى مرحلة شعور بعض الابناء بأن والدتهم باتت تُشكِل عبء ثقيل عليهم خصوصاً اذا تحولت الى احد مصادر الازعاج في حياتهم ويشعرون باختفائها وابتعادها عنهم بالراحة وكأنها حمل ثقيل وتخلصوا منه. بالنسبة للعوامل التي تجعل الام فاشلة فهي تتنوع وتتشابك بين العوامل النفسية والاجتماعية وهي: – مُعاناة الأم من اضطرابات نفسية ناتجة عن تقدمها في السن او بسبب وجود تاريخ للمرض النفسي في العائلة عند والدتها او احدى قريباتها. لا تنتقد مشي الجمل وانت حاشي. – خبرات الطفولة القاسية التي مرت بها الام حيث يتم نقل نتاج تلك الخبرات وتوريثها للأبناء وتؤثر تلك الخبرات بشكل سلبي على علاقة الام بأبنائها ، او الدلال المُفرط به الذي كانت الأم تعيشه لدى اسرتها وحُبها لفرض السيطرة على من حولها.
– حدوث انحرافات في غريزة شعور الأم بوالدتها من الاساس ومنذ طفولتها وحدوث تشوهات في علاقة الام بوالدتها من الاساس. – نفور احد الابناء من امه بسبب فشلها في علاقتها مع الزوج. لا تنتقد مشي الجمل وأنت حاشي - سواليف. – عندما يعيش الابناء في مُحيط اسري يتسم بالصراع والتوتر والقلق والمشاكل فكل ذلك كفيل بجعل الابناء احدهم او جميعهم ينفرون من الأم او الأب او كلاهُما وتفضيلهم للعُزلة الاجتماعية والتعامُل معهم فقط في حدود ما هو ضروري ومُهم. – الفجوة الكبيرة بالتفكير بين الام والابناء يخلق حالة من الفشل والعجز لحدوث تفاهم بينهُما خصوصاً اذا كانت الام تعتبر نفسها على صواب دائماً ولا ترضى ان يُقيمها احد حتى لو كانت فعلاً مُخطئة وتُصبح مُكابرة على الخطأ. – عدم تفهُم الام لظروف الحياة الحالية المُتغيرة ومُتطلبات الجيل الحالي واحتياجاته وطموحاته وحالة عدم التفهم تلك تحدث إما بسبب قصور التفكير لدى الام ، او بسبب عدم وجود رغبة لدى الأم بتفهم تلك الظروف والمُتطلبات والاحتياجات ، فالأم في هذه الحالة لديها القُدرة ولكن ليس لديها الرغبة للتفهُم. – العولمة التي عصفت بالأسرة العربية والتي ادت لتغير ادوار المرأة والرجل وتقصير كلاهُما في ادوارهما داخل المنزل.
رسالة الى كل ام (فاشلة)………….. لا تجعلي ابنائك يصلون الى مرحلة ( الامتناع عن التلقي) ويُقصد بها الامتناع عن تقبلكِ وتلقي المُعاملة الحسنة منكِ بعد فوات الاوان وشعورهم بعدم الحاجة لكِ ولوجودكِ في حياتهم عاطفياً ونفسياً واجتماعياً ، ولا تجعليهم يصلون الى مرحلة الاستغناء عنكِ وعن وجودك في حياتهم ؛ لأنهم اذا وصلوا لتلك المرحلة فلا احد على وجه الكرة الارضية يستطيع إعادة ترميم العلاقة ابداً مهما بلغ من مستوى علمي وفكري عالي. (ازرعي قمحاً في صغرهم لتجني قمحاً في كبركِ ، ولا تزرعي شوكاً وشعيراً في حياتهم ونفوسهم وتنتظري قمحاً) ، فالمُخرجات تُحدِدُها المُدخلات من الأساس. وقبل ان تشكي من عقوق الأبناء اتجاهك راجعي نفسك وراجعي اسلوبك مع الابناء او مع احدهم ، فلا احد يصل لمرحلة العقوق دون اسباب ولا اقصد هنا اختلاق مُبررات للعقوق ، بل الإشارة الى الاسباب التي تُفسِر لنا العوامل المؤدية لمرحلة العقوق عند الابناء ، وتذكري ان عملية التربية ليست وليدة لحظة بل هي عملية تراكُمية عبر الزمن ، فلا تُهملي الأبناء في صغرهم ثم تتذكريهم عندما يكبرون هذه ليست تربية وليس لها علاقة بالتربية ابداً ، فلا تحدثي شرخا عميقا في العلاقة بينك وبين الأبناء يصعب إعادة ترميمه.
انك قد ترى شخصا ضعيف الجسم ولكنه قوي البصيرة وله رأي يستفاد منه، وقد ترى كامل الجسم ينقصه الثقة بالنفس، فالمواقف هي التي تصنع الرجال وتصقلهم وتخرج المخزون الكامن لديهم. لذا عود نفسك طلب العلا حتى لا تبقى في الأسفل، فإنك وان لم تصل لهدفك وسقفك العالي، فانك حتما ستصل إلى مستوى أعلى بكثير مما أنت فيه، فاجعل طموحك يلامس عنان السماء. لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
أقرأ التالي 2022/04/19 نريد اجر البلاء الأردن ليس رغيف شعير على موائدكم..! 2022/04/18 هل سيفلس الأردن؟ المخططات الإسرائيلية… بث مباشر من القدس الاقصى…عربان الردة خذلوه