masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ✔️😇 - Youtube

Wednesday, 10-Jul-24 23:58:01 UTC
وأما الأحاديث، ففي «الصحيحين» من رواية المسور بن شداد، قال: قال رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: « ما الدنيا في الآخرة إلا كمثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم ترجع ». وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور. وفي حديث آخر: « الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر » رواه مسلم. وكتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز في ذم الدنيا كتابًا طويلاً فيه: أما بعد فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار مقام، فاحذرها يا أمير المؤمنين، فإن الزاد منها تركها، والغنى فيها فقرها، تذل من أعزها، وتفقر من جمعها، كالسم يأكله من لا يعرفه وهو حتفه، فاحذر هذه الدار الغِرارة الخيالة الخداعة، وكن أسرَّ ما تكون فيها، احذر ما تكون لها، سرورها مشوب بالحزن، وصفوها مشوب بالكدر، فلو كان الخالق لم يخبر عنها خيرًا، ولم يضرب لها مثلاً لكانت قد أيقظت النائم، ونبهت الغافل، فكيف وقد جاء من اللَّه عز وجل عنها زاجر، وفيها واعظ، فما لها عند اللَّه سبحانه قدر ولا وزن. ولقد عرضت على نبينا محمد صلى اللَّه عليه وآله وسلم مفاتيحها وخزائنها، لا ينقصه عند اللَّه جناح بعوضة، فأبى أن يقبلها، وكره أن يحب ما أبغض خالقه، أو يرفع ما وضع مليكه، زواها اللَّه عن الصالحين اختيارًا، وبسطها لأعدائه اغترارًا، أفيظن المغرور بها المقتدر عليها أنه أكرمَ بها؟ ونسي ما صنع اللَّه بمحمد صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين شد على بطنه الحجر، واللَّه ما أحد من الناس بسط له في الدنيا، فلم يخف أن يكون قد مكر به، إلا كان قد نقص عقله، وعجز رأيه، وما أمسك عن عبد فلم يظن أنه قد خير له فيها، إلا كان قد نقص عقله وعجز رأيه.
  1. وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
  2. إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان

وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربةَ ماءٍ؛ رواه الترمذي عن سهل بن سعد الساعدي. إنَّنا في هذه الدنيا ضيوف، وكل مُلْكٍ لنا فيها مستعار. وما المالُ والأهلون إلا ودائعُ *** ولا بدَّ يومًا أن تُرَدَّ الودائعُ عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يتبع الميت ثلاث: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع أهله وماله، ويبقى عمله؛ رواه البخاري ومسلم. والصلاة أول الأعمال التي يسأل عنها العبد بعد مماته؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثل ابن آدم وأهله وماله وعمله، كرجل له ثلاثة أصحاب، فقال أحدهم (يعني المال): أنا معك (مدة) حياتك، فإذا مت فلستُ منكَ ولستَ مني، وقال الآخر (يعني الأهل): أنا معك فإذا بلغت تلك الشجرة فلستُ منك ولستَ مني، وقال الآخر يعني (العمل): أنا معك حيًّا وميتًا؛ رواه البزار، وفي رواية للطبراني: وخليل يقول لك: أنا معك حيث دخلت وحيث خرجتَ، فذلك عملك. إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان. وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي (وكتفي) ، فقال: كن في الدنيا كأنَّك غريب أو عابر سبيل؛ رواه البخاري.

إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان

وقال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 32]. وقال الله تعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 77]. إلا أن الإنسان غالبًا ما يترك العمل للدار الباقية، ويجعل الدار الفانية أكبر همه، فيجعل العمل كله لدنياه دون آخرته، لذلك تضمَّن الكتاب والسنة توجيه المسلم في هذه القضية وتذكيره بحقارة الدنيا، وقِصَر عُمر أهلها فيها، وهذه حقيقة نسيها الإنسان أو تناساها، وسيشعر بها ويدركها، لكن بعد فوات الأوان؛ قال الله تعالى: ﴿ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [المؤمنون: 112 - 114]. يسأل الملك خازنُ النار أهلَ النار يوم القيامة: كم لبثتم (وبقيتم) في دنياكم؟ يجيبونه بأنَّهم بقوا فيها يومًا واحدًا أو جزءًا من يوم، فاسأل العادين، فاسأل غيرنا من الذين يعرفون العد، أما نحن فإنا مشغولون بالعذاب، فلا يَدَع لنا ما نقاسيه مجالًا لنحسب عدد أيامنا في الدنيا.

والمعنى أن نعيم الآخرة كالبحر، وأن متاع الدنيا إذا قيس به يساوي ما يلتصق بالإصبع من ماء البحر بعد غمسها فيه، فإذا أردت أن تتصور الفرق بين نعيم الآخرة ونعيم الدنيا، فتصور الفرق بين البحر وبين قطرة منه. وعن أبي الدرداء رضي الله قال: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بدمنة قوم فيها سَخْلَة، وفي رواية بسخلة جرباء، (والسخلة هي الأنثى من ولد الضأن الغزال) ، فقال (بصيغة الاستفهام): ما لأهلها فيها حاجة؟ فقالوا: يا رسول الله، لو كان لأهلها فيها حاجة ما نبذوها (ورموها هنا) ، فقال: والله للدنيا أهونُ على الله من هذه السخلة على أهلها، فلا ألفينَّها أهلكت أحدًا منكم؛ رواه البزار والطبراني في الكبير من حديث ابن عمر بنحوه ورواتهما ثقات. ويعني رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "فلا ألفينَّها أهلكت أحدًا منكم": إني لا أريد أن أجد أحدًا منكم - مخاطبًا صحابته وأمَّته - أن تُغريه هذه الدنيا التي لا تساوي عند الله هذه السخلة الجرباء المرمية. وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بالسوق والناس كنفتيه (وحوله)، فمر بجدي أسك (مقطوع الأذن) ميت، فتناوله بإذنه، ثم قال: أيُّكم يحبُّ أن (يكون له هذا بدرهم؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال: والله للدنيا أهون على الله عز وجل من هذا عليكم؛ رواه مسلم.