يقولون: المعرفة هي القوة، ولأن المعرفة والعلم في تغير وتطور مستمرين، فإن من يريد أن يحوز القوة فعليه بملاحقة العلم، وتتبع أين وصلت المعرفة، وإلا فإن الحاضر سيتجاوزه ويجعله جزءا من التاريخ وأنموذجا للعبرة. إن هذا ينطبق تماما على ضرورة التطوير المستمر لأنظمة الموارد البشرية التي تمثل القلب النابض للمنظمات؛ لأنها تعنى باستقطاب العامل البشري المميز وتطويره، وأثناء هذه العملية المستمرة فلا يجوز الاستسلام للإنجازات بل نحتاج إلى طموحٍ سقفه النجوم.
وتنبع أهمية الموارد البشرية في الإدارة من كونها من أهم عناصر العملية الإنتاجية فيها ولا بد من توفر الكفاءات الجيدة القادرة على الأداء والعطاء المتميز ، وعلى هذا الأساس فان وظيفة الموارد البشرية تهدف إلى تحسين درجة الملاءمة بين الأفراد والوظائف. أهمية تنمية الموارد البشرية واستثمارها في الواقع المستقبلي/بقلم:أ. سعاد الزيد – أوتار. ولها تأثير كبيرا على جودة الأداء، ودرجة الرضا الوظيفي، وكافة المتغيرات الأخرى ذات العلاقة بإدارة الموارد البشرية. على هذا الأساس فإن من أهم الوظائف التي تركز عليها إدارة الموارد البشرية في المنظمات ومؤسسات الدولة المختلفة بعد اختيار وتدريب العاملين بها وظيفة تقييم الأداء ، حيث يعتبر هذا التقييم من السياسات الإدارية الهامة والمعقدة ، لكون أداء الأفراد العاملين في المؤسسات يتصف بعدم الثبات وسرعة التكييف مع البيئة المحيطة فإنه يتعين على إدارة أي مؤسسة الاهتمام بمتابعة هذا الأداء بصفة مستمرة ومحاولة التحكم فيه من خلال التقييم المستمر لهذا الأداء حتى يتم التعرف على أوجه القوة فيه ومن ثم تطويرها وتنميتها وأوجه القصور فيها ومن ثم تصحيحها في الوقت المناسب. ولقد أصبح تقييم أداء الأفراد الشغل الشاغل في المنظمات الناجحة وخاصة الكبيرة منها عنصرا أساسيا في ترشيد استخدام الموارد البشرية بما يوفره من بيانات عن أداء الأفراد، هذه البيانات التي تمثل أساسا لاتخاذ الكثير من القرارات الإدارية الملائمة مثل الإبقاء على العمال الأكفاء ومساعدة الأفراد متوسطي الكفاءة على التقدم والرقي … كما تساعد نتائج التقييم في التعرف على من يستحق المكافأة نتيجة لمجهوداته المبذولة في العمل.