مصادر الاستدلال الأساسية للعقيدة الإسلامية هل يعتبر الإجماع من مصادر الاستدلال للعقيدة الإسلامية؟ العقيدة الإسلامية من أهم مضامين الدين الإسلامي ، ومن أساسيات تعلم أمور الدين، وتعلمها من واجبات كل مسلم ومسلمة، ولا بدّ من تحديد المصادر الأساسية، التي يعتمد عليها المسلم في تعلّم أمور العقيدة الإسلامية والاستدلال لها، لضمان صحة اعتقاداته، لذلك سنتحدث عن مصادر الاستدلال لأمور العقيدة الإسلامية في هذا المقال. مصادر الاستدلال الأساسية للعقيدة الإسلامية: يُستدل في الاعتقاد وما يتعلق به من مسائل، بمصدرين أساسيين، يمثلان أساس صحة الأمور الاعتقادية، وما يأتي معها من أخبار وحقائق وغيبيات، وهما القرآن الكريم وهو كلام الله عزل وجلّ، وما ثبت صحته من أحاديث في سنة النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_. وهذان المصدران المُعينان النقيان، اللذان يحتويان الخبر الصادق الذي لا شك فيه ولا كدر، يجب الالتزام بما جاء بهما من أحكام، وتصديق ما جاء بهما من أخبار، وعدم مخالفتها، فقال تعالى: "وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" سورة النساء 115.
وفي هذه الفقرة من البحث نعرض لمصادر العقيدة الإسلامية، مع بيان منزلة العقل ودوره، وأنه مؤيد لا يستقل بمعرفة أصول العقيدة على وجه التفصيل. ١ انظر: "عالم الغيب والشهادة في التصور الإسلامي" عثمان ضميرية، ص٢١-٤١.
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة التحاضير الحديثة ©2022
الإيمان بربوبية الله، وهي أنّ الله وحده هو الخالق المدبر الرازق المحيي المميت. الإيمان بألوهية الله تعالى، أي الإيمان بأنه وحده الإله الحق الذي لا شريك له، المستحق للعبادة والتعظيم. الإيمان بأسماء الله وصفاته، بمعنى إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو سنة نبيه الكريم من الصفات والأسماء، من غير تحريف لها، أو تعطيل، أو تمثيل، أو تكييف، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). الإيمان بالملائكة، بأنهم خلْق لله خلقهم من نور، وهم من العوالم الغيبية التي خلقت للعبادة والانقياد التام لأمر الله، وأعطيت القوة لتنفيذ أمره جلّ وعلا. مصادر تلقي العقيدة الاسلامية. الإيمان بالكتب السماوية، وهي الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله، والتي جعل فيها من الأحكام ما يحقق السعادة للناس في الدنيا والآخرة. الإيمان بالرسل، وهم من أوحى إليهم رب العزة بشرع وأمروا بتبليغه، ويتضمن الإيمان بهم: الإيمان برسالاتهم، والإيمان بما صح من أخبارهم، والإيمان بالأنبياء الذين علمنا أسماءهم من الكتاب والسنة، والإيمان بمن أرسله الله إلينا واتباع ما جاء به ومن أرسل إلينا هو خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام.
المصدر الثّاني: السّنة النّبويّة الشّريفة؛ وهي تابعة للقرآن الكريم في كلّ ما ثبت فيه، لأنّها بالأصل عبارة عن وحي من الله تعالى، وكلّ ما صدر عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحي، قال تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَ) ، والوحي يقسم إلى قسمين: القسم الأوّل؛هو الوحي المتلوّ، وهذا هو القرآن الكريم، والقسم الثّاني؛ هو الوحي غير المتلوّ، وهذه هي السّنة النّبويّة، أي ما رُوي عن رسول الله. المصدر: