masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ان المتقين في جنات وعيون اخذين

Tuesday, 30-Jul-24 05:15:20 UTC
والآخر «التوجّه نحو الخلق» ومعرفة إحتياج المحتاجين سواءً أظهروا حاجتهم أم كتموها. وهذا المطلب هو ما أشار إليه القرآن في آياته مراراً وأوصى به، والآيات التي يرد فيها ذكر الصلاة، ثمّ يتلوها ذكر الزكاة، وتعول على الإثنين معاً، تشير إلى هذه المسألة، لأنّ الصلاة أبرز مظهر لعلاقة الإنسان بالخالق، والزكاة أجلى مظهر لعلاقته بخلق الله. 2 ـ السهر ديدن العشّاق مع أنّ صلاة الليل من الصلوات المستحبّة والنافلة إلاّ أنّ القرآن المجيد أشار إليها مراراً، وهذا دليل على أهميّتها القصوى حتّى أنّ القرآن عدّها وسيلة لبلوغ «المقام المحمود» وأساساً لقرّة العين «كما هو في الآية 79 من سورة الإسراءوالآية 17 من سورة ألم السجدة».

04 من قوله: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ)

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا نوح بن حبيب، حدثنا نصر بن مزاحم العطار، حدثنا عمر بن سعد، عن رجل، عن أنس  رفعه نوح قال: لو أن حوراء بزقت في بحر لجي؛ لعذب ذلك الماء لعذوبة ريقها. وقوله : يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ أي: مهما طلبوا من أنواع الثمار أحضر لهم، وهم آمنون من انقطاعه وامتناعه، بل يحضر إليهم كلما أرادوا. الشيخ: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35]، وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ [يس:57]، ما يطلبون، نعيم حاضر، والله أكبر. س: يقول: لو أن حوراء بزقت في بحر لجي، فهل هذا صحيح يا شيخ؟ الشيخ: لعل هذا خبر ضعيف، فيه رجل مجهول. س: المزيد: هو النظر إلى وجه الله. ان المتقين في جنات وعيون آخذين ما آثاهم. الشيخ: نعم، لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35] النظر إلى وجه الله، وفي الآية الأخرى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]، وفي حديث صهيب: الزيادة النظر إلى وجه الله. لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى هذا استثناء يؤكد النفي، فإنه استثناء منقطع، ومعناه أنهم لا يذوقون فيها الموت أبدًا كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله ﷺ قال: يؤتى بالموت في صورة كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت ، وقد تقدم الحديث في سورة مريم عليها الصلاة والسلام.

فالمعنى: أنهم كانوا في الدنيا مطيعين لله تعالى واثقين بوعده ولم يروه. وجملة كانوا قليلا من الليل ما يهجعون بدل من جملة كانوا قبل ذلك محسنين بدل بعض من كل لأن هذه الخصال الثلاث هي بعض من الإحسان في العمل. وهذا كالمثال لأعظم إحسانهم فإن ما ذكر من أعمالهم دال على شدة طاعتهم لله ابتغاء مرضاته ببذل أشد ما يبذل على النفس وهو شيئان. أولهما: راحة النفس في وقت اشتداد حاجتها إلى الراحة وهو الليل كله وخاصة آخره ، إذ يكون فيه قائم الليل قد تعب واشتد طلبه للراحة. ان المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام. وثانيهما: المال الذي تشح به النفوس غالبا ، وقد تضمنت هذه الأعمال الأربعة أصلي إصلاح النفس وإصلاح الناس. وذلك جماع ما يرمي إليه التكليف من الأعمال فإن صلاح النفس تزكية الباطن والظاهر ففي قيام الليل إشارة إلى تزكية النفس باستجلاب رضا الله تعالى. وفي الاستغفار تزكية الظاهر بالأقوال الطيبة الجالبة لمرضاة الله عز وجل. [ ص: 349] وفي جعلهم الحق في أموالهم للسائلين نفع ظاهر للمحتاج المظهر لحاجته. وفي جعلهم الحق للمحروم نفع المحتاج المتعفف عن إظهار حاجته الصابر على شدة الاحتياج. وحرف ( ما) في قوله: قليلا من الليل ما يهجعون مزيد للتأكيد. وشاعت زيادة ( ما) بعد اسم ( قليل) و ( كثير) وبعد فعل ( قل) و " ( كثر) و " ( طال).