الجزء الأول الذي يشمل حدثا الحميدي عن سفيان عن الأنصاري هذا يعد سند الحديث، أما الجزء الآخر الذي يضم ( إنما الأعمال بالنيات)، فهذا يعد متن الحديث أي موضوع الحديث ولبه وجوهره، وعليه فإذا صح السند والمتن صار الحديث مقبول، وإذا اختل أحدهما صار الحديث مردود، والمقبول والمردود من تصنيفات علم الحديث. تصنيف الأحاديث ينقسم الحديث إلى قسمين: 1- متواتر هو الحديث الذي رواه عدد كبير، والذي يستحيل معه اتفاقهم جميعا وتواطئهم على الكذب، وهذا النوع من الأحاديث مقبول كله، ولا حاجة للبحث فيه عن رواته. 2- آحاد حديث الآحاد هو الذي لا يوجد فيه شروط المتواتر، ومثاله أن يروي الحديث شخص واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينقسم إلى ثلاثة أقسام: أ- مشهور: هو الذي رواه ثلاثة أو أكثر في كل طبقة، شرط أنه لم يبلغ حد التواتر. بداية وقت نوم النبي صلى الله عليه وسلم - ينابيع الفكر. ب- عزيز: هو الذي لم يقل رواته عن اثنين في كل طبقات السند. ج- غريب: وهو الذي يرويه راو واحد فقط. وحديث الآحاد بأقسامه الثلاثة المشهور والعزيز والغريب، ينقسم من حيث قوته وضعفه إلى قسمين هما ( المقبول والمردود) أولا المقبول المقبول هو الذي يرجح فيه صدق راويه وهو أربع أنواع: 1- صحيح لذاته: وهو الذي يتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه، دون أن يكون فيه علة أو شذوذ.
تاريخ النشر: الثلاثاء 7 رجب 1435 هـ - 6-5-2014 م التقييم: رقم الفتوى: 251950 83889 0 831 السؤال كيف يجب أن يكون يومنا ومتى ننام ومتى نستيقظ؟ وأيهما أصح: أن نستيقظ لقيام الليل ثم نصلي الفجر وننام، ثم نستيقظ للذهاب إلى العمل؟ وهل هذا يمنع الرزق لأنه نوم الصبيحة؟ أم أن نستيقظ لقيام الليل ثم نصلي الفجر ونظل مستيقظين، وهذا ستكون فيه مشقة على من يذهب إلى العمل؟ وماذا كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يستيقظ عند صياح الديك، فهل كان ينام بعد صلاة الفجر؟ أم يظل مستيقظا إلى صلاة العشاء؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام أول الليل بعد العشاء، إذ كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها، كما رواه البخاري، ثم يستيقظ في أول النصف الثاني من الليل فيقوم ثلث الليل، ثم ينام سدسه الباقي، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً. قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في زاد المعاد: مَنْ تَدَبَّرَ نَوْمَهُ وَيَقَظَتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَهُ أَعْدَلَ نَوْمٍ، وَأَنْفَعَهُ لِلْبَدَنِ وَالْأَعْضَاءِ وَالْقُوَى، فَإِنَّهُ كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَيَسْتَيْقِظُ فِي أَوَّلِ النِّصْفِ الثَّانِي، فَيَقُومُ وَيَسْتَاكُ، وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، فَيَأْخُذُ الْبَدَنُ وَالْأَعْضَاءُ، وَالْقُوَى حَظَّهَا مِنَ النَّوْمِ وَالرَّاحَةِ، وَحَظَّهَا مِنَ الرِّيَاضَةِ مَعَ وُفُورِ الْأَجْرِ، وَهَذَا غَايَةُ صَلَاحِ الْقَلْبِ وَالْبَدَنِ، وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.