masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ثم رددناه أسفل سافلين

Tuesday, 30-Jul-24 10:50:53 UTC
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ثم رددناه أسفل سافلين في جهنم، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فلهم أجر غير ممنون، فعلى هذا التأويل: إلا الذين آمنوا &; 24-513 &; وعملوا الصالحات مستثنون من الهاء في قوله: ( ثُمَّ رَدَدْنَاهُ) ، وجاز استثناؤهم منها إذ كانت كناية للإنسان، وهو بمعنى الجمع، كما قال: إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا): إلا من آمن. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التين - الآية 5. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: قال الحسن، في قوله: ( ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ): في النار ( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) قال الحسن: هي كقوله: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ. وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصحة، قول من قال: معناه: ثم رددناه إلى أرذل العمر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات في حال صحتهم وشبابهم، فلهم أجر غير ممنون بعد هرمهم، كهيئة ما كان لهم من ذلك على أعمالهم، في حال ما كانوا يعملون وهم أقوياء على العمل.

تأملات في سورة التين

وأما القول بأن المراد بالاستثناء أن الذين آمنوا لا يصلون إلى حالة الخرف وأرذل العمر فهو قول ضعيف مخالف للواقع والمعلوم والمشاهد. (وقد ذكر ابن جرير* رواية عن عكرمة فيها هذا المعنى) (وذكر هذا القول أيضاً البغوي*, والقرطبي*) (واقتصر عليه مكمل أضواء البيان*) (وذكره الرازي* في تفسير سورة " النحل " عند قوله تعالى: ( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ). تأملات في سورة التين. القول الثاني: أن المراد بأسفل سافلين النار. فهي كقوله تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) (مال إلى هذا القول الماتريدي*) (ورجحه ابن كثير*) (وذكره ابن عاشور*, ومكمل أضواء البيان*) (وذكر القولين دون ترجيح البغوي*, والزمخشري*, والرازي*, والقرطبي*) (ورجح ابن القيم هذا القول من عشرة وجوه سيأتي في آخر الموضوع ذكر المهم منها والجواب عليه) قال ابن كثير*: "ولو كان أرذل العمر هو المراد لما حسن استثناء المؤمنين من ذلك, لأن الهرم قد يصيب بعضهم"اهـ ويجاب عن ذلك بأنه على القول بأن المراد أرذل العمر فالاستثناء منقطع على القول الصحيح, فليس المراد أن الذين آمنوا لا يصيبهم الهرم. القول الثالث: أن المراد بأسفل سافلين الضلال عن الهدى.

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التين - الآية 5

إنه الحبل الممدود بين الفطرة وبارئها. إنه النور الذي يكشف لها مواقع خطاها في المرتقى الصاعد إلى حياة الخالدين المكرمين. وحين ينقطع هذا الحبل, وحين ينطفئ هذا النور, فالنتيجة الحتمية هي الارتكاس في المنحدر الهابط إلى أسفل سافلين, والانتهاء إلى إهدار الآدمية كلية, حين يتمحض الطين في الكائن البشري, فإذا هو وقود النار مع الحجارة سواء بسواء! وفي ظل هذه الحقيقة ينادى "الإنسان": (فما يكذبك بعد بالدين? أليس الله بأحكم الحاكمين? ).. فما يكذبك بالدين بعد هذه الحقيقة? وبعد إدراك قيمة الإيمان في حياة البشرية? وبعد تبين مصير الذين لا يؤمنون, ولا يهتدون بهذا النور, ولا يمسكون بحبل الله المتين? (أليس الله بأحكم الحاكمين? ).. أليس الله بأعدل العادلين حين يحكم في أمر الخلق على هذا النحو? أوليست حكمة الله بالغة في هذا الحكم على المؤمنين وغير المؤمنين? والعدل واضح. والحكمة بارزة.. ومن ثم ورد في الحديث المرفوع عن أبي هريرة:" فإذا قرأ أحدكم(والتين والزيتون)فأتى آخرها أليس الله بأحكم الحاكمين? ).. فليقل.. بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ".. انتهى و من هنا نبدأ و نقول أليس ما حبانا الله به من نعم ظاهره و باطنة في هذه البلاد - بلاد الحرمين -اكبر معين لنا على الرفعة في الدنيا و الآخرة و البعد كل البعد عن ما يسفل بأخلاقنا و قيمنا و رغباتنا و يوجب علينا مزيد شكر لله جل في علاه.

قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم ﴾ هذا جواب القسم، والمراد أن الله تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل منتصب القامة سوي الأعضاء حسنها، قال ابن العربي: ليس لله تعالى خلق أحسن من الإنسان، فإن الله خلقه حيًّا عالمًا قادرًا مريدًا متكلمًا سميعًا بصيرًا مدبرًا حكيمًا [7]. قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [الإنسان: 2]. قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِين ﴾ أي: إلى النار، قال ابن كثير: ثم بعد هذا الحسن والنضارة مصيره إلى النار إن لم يطع الله ويتبع الرسل، ولهذا قال: ﴿ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ فإنهم لا يردون إلى أسفل السافلين [8]. قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون ﴾ أي: غير منقوص ولا منقطع. قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّين ﴾ أي: فأي شيء يجعلك أيها الإنسان بعد هذا البيان لا تصدق بيوم الحساب وقد علمت البدأة وعرفت أن من قدر على البدأة فهو قادر على الرجعة بطريق الأولى، فأي شيء يحملك على التكذيب بالمعاد وقد عرفت هذا.