حكم بيع ما لا تملك ؟ للشيخ مصطفى العدوي - YouTube
المصادر: أرقام – بلومبرج – فاينانشيال تايمز – وول ستريت جورنال
على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية ربما لا يوجد في الأسوق المالية العالمية صوت يعلو صوت أزمة سهم "جيم ستوب" التي اندلعت في منتصف الشهر الماضي على إثر قيام ملايين من صغار المتداولين في السوق الأمريكي باستهداف عدد من صناديق التحوط النشطة في مجال البيع على المكشوف، وذلك من خلال التدافع على شراء عدد من أسهم هذه النوعية، ومن بينها سهم شركة "جيم ستوب". بفضل قدرتهم على تنظيم صفوفهم والانقضاض معًا على الأسهم المباعة على المكشوف تمكن صغار المتداولين في السوق الأمريكي من تكبيد صناديق التحوط خسائر تتجاوز العشرين مليار دولار في غضون عدة أيام فقط، وهو ما أثار حماس كثير من صغار المستثمرين حول العالم، وزاد من سخطهم أيضًا تجاه القيود المفروضة في عدد كبير من الأسواق العالمية على نشاط البيع على المكشوف، والتي تصل في بعض الحالات للحظر التام.
عقد ملزم إن البيع عقد ملزم بين طرفين هما البائع والمشتري، فهو يلزم البائع بأن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حق مالي آخر، ويلزم المشتري بدفع مقابل لذلك ثمناً نقدياً. وعقد البيع بهذا له خصائص بالغة الأهمية، فهو عقد رضائي ملزم، وهو عقد معاوضة ناقل للملكية ولابد أن يتصف العقد بهذا وإلا اعتبر غير صحيح شرعاً. ولا يجوز للمسلم أن يبيع شيئاً لا يملكه، وذلك للنهي الصحيح الصريح الوارد عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم،إذ قال: «لا تبع ما ليس عندك»، أي لا تبع ما لا تملك. ولا يجوز للإنسان أن يبيع شيئاً معيناً لا أرضاً ولا غيرها إلا إذا كان في ملكه وتحت تصرفه. تعليمي كيف تبيع دون تملك !!؟؟. ومن آثار البيع التي تترتب عليه: انتقال ملكية السلعة من البائع إلى المشتري، ونقل ملكية الثمن من المشتري إلى البائع، فيحل لكل منهما التصرف فيما ملكه بما شرع الله. لم تأت الشريعة الإسلامية بأحكام فقط في البيوع، وإنما بآداب، وأخلاقيات للبيع، وأخلاق للتاجر، والبائع، والمشتري. قال صلى الله عليه وسلم: «يا معشر التجار إن الشيطان والإثم يحضران البيع فشوبوا بيعكم بالصدقة»، وقال: «يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره اللغو، والحلف، فشوبوه بالصدقة». ونظراً لما يحدث في البيوع من الاختلافات الشديدة؛ ولأنه مظنة للخصومة جاءت الشريعة بأحكام قاطعة تفصل النزعات بين المسلمين؛ فقال صلى الله عليه وسلم:«إذا اختلف البيعان، وليس بينهما بينة، والمبيع قائم بعينه (السلعة موجودة) فالقول ما قال البائع، أو يتركان البيع»، فإما أن يمشيا على قول البائع أنها بسعر كذا، ولا يبيعها إلا بكذا أو يتركا البيع.