masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

شرع لكم من الدين

Monday, 29-Jul-24 19:58:02 UTC

قوله تعالى: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: شرع لكم من الدين أي: الذي له مقاليد السماوات والأرض شرع لكم من الدين ما شرع لقوم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، ثم بين ذلك بقوله تعالى: أن أقيموا الدين وهو توحيد الله وطاعته ، والإيمان برسله وكتبه وبيوم الجزاء ، وبسائر ما يكون الرجل بإقامته مسلما. ولم يرد الشرائع التي هي مصالح الأمم على حسن أحوالها ، فإنها مختلفة متفاوتة ، قال الله تعالى: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا وقد تقدم القول فيه. ومعنى ( شرع) أي: نهج وأوضح وبين المسالك. وقد شرع لهم يشرع شرعا أي: سن. والشارع: الطريق الأعظم. وقد شرع المنزل إذا كان على طريق نافذ. وشرعت الإبل إذا أمكنتها من الشريعة. وشرعت الأديم إذا سلخته. وقال يعقوب: إذا شققت ما بين الرجلين ، قال: وسمعته من أم الحمارس البكرية. وشرعت في هذا الأمر شروعا أي: خضت. شرع لكم من الدين ماوصى. أن أقيموا الدين ( أن) في محل رفع ، على تقدير والذي وصى به نوحا أن أقيموا الدين ، ويوقف على هذا الوجه على ( عيسى). وقيل: هو نصب ، أي: شرع لكم إقامة الدين. وقيل: هو جر بدلا من الهاء في ( به) ، كأنه قال: به أقيموا الدين. ولا يوقف على عيسى على هذين الوجهين.

  1. شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا
  2. شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا
  3. شرع لكم من الدين ما وصى به

شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا

شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: {شرع لكم من الدين} أي الذي له مقاليد السماوات والأرض شرع لكم من الدين ما شرع لقوم نوج وإبراهيم وموسى وعيسى؛ ثم بين ذلك بقوله تعالى: {أن أقيموا الدين} وهو توحيد الله وطاعته، والإيمان برسله وكتبه وبيوم الجزاء، وبسائر ما يكون الرجل بإقامته مسلما. ولم يرد الشرائع التي هي مصالح الأمم على حسن أحوالها، فإنها مختلفة متفاوتة؛ قال الله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} [المائدة: 48] وقد تقدم القول فيه. ومعنى {شرع} أي نهج وأوضح وبين المسالك. شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا. وقد شرع لهم يشرع شرعا أي سن. والشارع: الطريق الأعظم. وقد شرع المنزل إذا كان على طريق نافذ. وشرعت الإبل إذا أمكنتها من الشريعة. وشرعت الأديم إذا سلخته. وقال يعقوب: إذا شققت ما بين الرجلين، قال: وسمعته من أم الحمارس البكرية.

شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا

ووجه ذلك أن تأثير النفوس إذا اتفقت يتوارد على قصد واحد فيقوى ذلك التأثير ويسرع في حصول الأثر إذ يصير كل فرد من الأمة معينا للآخر فيسهل مقصدهم من إقامة دينهم. أما إذا حصل التفرق والاختلاف فذلك مفض إلى ضياع أمور الدين في خلال ذلك الاختلاف ، ثم هو لا يلبث أن يلقي بالأمة إلى العداوة بينها وقد يجرهم إلى أن يتربص بعضهم ببعض الدوائر ، ولذلك قال الله تعالى: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. أما الاختلاف في فروعه بحسب استنباط أهل العلم بالدين فذلك من التفقه الوارد فيه قول النبيء صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.

شرع لكم من الدين ما وصى به

فالمعنى: أن إقامة الدين واجتماع الكلمة عليه أوصى الله بها كل رسول من الرسل الذين سماهم. وهذا الوجه يقتضي أن ما حكي شرعه في الأديان السابقة هو هذا المعنى وهو إقامة الدين المشروع كما هو ، والإقامة مجملة يفسرها ما في كل دين من الفروع. وإقامة الشيء: جعله قائما ، وهي استعارة للحرص على العمل به كقوله: ويقيمون الصلاة ، وقد تقدم في سورة البقرة. وضمير ( أقيموا) مراد به: أمم أولئك الرسل ولم يسبق لهم ذكر في اللفظ لكن دل على تقديرهم ما في فعل ( وصى) من معنى التبليغ. أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. وأعقب الأمر بإقامة الدين بالنهي عن التفرق في الدين. والتفرق: ضد التجمع ، وأصله: تباعد الذوات ، أي اتساع المسافة بينها ويستعار كثيرا لقوة الاختلاف في الأحوال والآراء كما هنا ، وهو يشمل التفرق بين الأمة بالإيمان بالرسول ، والكفر به ، أي لا تختلفوا على أنبيائكم. ويشمل التفرق بين الذين آمنوا بأن يكونوا نحلا وأحزابا ، وذلك اختلاف الأمة في أمور دينها ، أي في [ ص: 54] أصوله وقواعده ومقاصده ، فإن الاختلاف في الأصول يفضي إلى تعطيل بعضها فينخرم بعض أساس الدين. والمراد: ولا تتفرقوا في إقامته بأن ينشط بعضهم لإقامته ويتخاذل البعض ، إذ بدون الاتفاق على إقامة الدين يضطرب أمره.

وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) وما تفرَّق المشركون بالله في أديانهم فصاروا شيعًا وأحزابًا إلا مِن بعدما جاءهم العلم وقامت الحجة عليهم, وما حملهم على ذلك إلا البغي والعناد, ولولا كلمة سبقت من ربك -أيها الرسول- بتأخير العذاب عنهم إلى أجل مسمى وهو يوم القيامة, لقضي بينهم بتعجيل عذاب الكافرين منهم. وإن الذين أورثوا التوراة والإنجيل من بعد هؤلاء المختلفين في الحق لفي شك من الدين والإيمان موقعٍ في الريبة والاختلاف المذموم.