masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون

Wednesday, 31-Jul-24 21:02:41 UTC

يخبر تعالى عن أهل الجنة: أنهم يوم القيامة إذا ارتحلوا من العرصات فنزلوا في روضات الجنات: أنهم ( في شغل [ فاكهون) أي: في شغل] عن غيرهم ، بما هم فيه من النعيم المقيم ، والفوز العظيم. قال الحسن البصري: وإسماعيل بن أبي خالد: ( في شغل) عما فيه أهل النار من العذاب. وقال مجاهد: ( في شغل فاكهون) أي: في نعيم معجبون ، أي: به. وكذا قال قتادة. وقال ابن عباس: ( فاكهون) أي فرحون. قال عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والأعمش ، وسليمان التيمي ، والأوزاعي في قوله: ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون) قالوا: شغلهم افتضاض الأبكار. المصحف الإلكتروني - ترجمة القران الكريم ومعاني الكلمات. وقال ابن عباس - في رواية عنه -: ( في شغل فاكهون) أي بسماع الأوتار. وقال أبو حاتم: لعله غلط من المستمع ، وإنما هو افتضاض الأبكار.

  1. المصحف الإلكتروني - ترجمة القران الكريم ومعاني الكلمات

المصحف الإلكتروني - ترجمة القران الكريم ومعاني الكلمات

{هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ}.. إن الاسترخاء على الآرائك، عادة هي للسلاطين وأهل العزة.. وهؤلاء أيضا في منتهى العزة، وفي منتهى التنعم. {لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون}.. أي أن هؤلاء يأخذون كل ما يشتهونه.. فيعطى لهم فيها (ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).. فإذا استلقى الإنسان على الفراش، وتصور نعيماُ خيالياً في كل صور المتعة، وبكل ما أُتي من قوة خيالية، وسعة وهم.. فالجنة أعظم من ذلك، لأنه هذا خطر على قلب الإنسان، ونعيم الجنة لا يخطر على قلب أحد.. إذاً {ولهم فيها ما يدعون} بعبارة أخرى: فإن المؤمن يوم القيامة يعطى خاصية: كن!.. فيكون.. وهي خاصية إلهية، فالله عز وجل يكرم أهل الجنة بهذه المزية.. ويا له من تكريم إلهي!.. {سلامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ}.. هنا جوهر نعيم الجنة، هناك سلام من الملائكة: {ادخولها بسلام آمنين}.. ولكن هذا الخطاب من الله عز وجل: {سلام قولا}.. السلام هنا نكرة، لأنه لم يقل: السلام، والسلام النكرة يفيد التفخيم والتعظيم.. فنحن لا نعلم كنه السلام، هو السلام، ومنه السلام.. السلام من الذي سلامه لا نهائي وذاتي، سلامه لا يحد بحد، ولا يوصف بوصف.. فهذا السلام هو الذي يطمئن قلب المؤمن في الجنة.. يقال: عندما يدخل المؤمن جنات النعيم، فإنه يرى بعض صور اللذائذ المعنوية، فيقال: كفاك ذلك!..

الآن ارجع إلى النعيم والحور، والقصور، والغلمان، والأنهار، وماء غير أس، وأنهار من عسل، وأنهار من خمر.. فيقول: كيف نترك هذا الجمال المعنوي، ونتوجه إلى جمال الحور والقصور؟.. وعليه، فإن المؤمن إذا وصل إلى مرحلة السلام والرضوان في هذه الدنيا، فقد وصل إلى قلب الجنة، عندئذ إذا دخل الجنة هنالك زيادة على ما أعطي، هو أعطي اللب.. فلهذا الإمام علي عليه السلام يقول ما مضمونه: (الجلوس في المسجد أحب إلي من الجلوس في الجنة، لأن الجلوس في المسجد فيه رضى ربي.. أما الجلوس في الجنة فيه رضى نفسي).. فالإمام علي عليه السلام يقدم رضى ربه على رضى نفسه. فإذاً إن المؤمن في هذه الأيام، إذا وصل إلى مرحلة الأنس والإحساس بالسلام الإلهي والرضوان الإلهي، فإنه سوف يعيش هذه الحالة.. وهو في الدنيا لا يشغله شيء عن الله عز وجل، وله ما يدعي.. وفي عالم المعنى أيضا له ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، ولم يخطر على قلب أحد.