masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

لا يصدعون عنها ولا ينزفون

Tuesday, 30-Jul-24 09:50:14 UTC
فنقول: أيضا إن كان لا يصدعون بمعنى لا يصيبهم صداع فالترتيب في غاية الحسن ، وذلك لأن قوله: { لا يصدعون} لا يكون بيان أمر عجيب إن كان شرابهم قليلا فقال: { لا يصدعون عنها} مع أنهم لا يفقدون الشراب ولا ينزفون الشراب ، وإن كان بمعنى لا ينزفون عنها فالترتيب حسن لأن معناه لا ينزفون عنها بمعنى لا يخرجون عما هم فيه ولا يؤخذ منهم ما أعطوا من الشراب ، ثم إذا أفنوها بالشراب يعطون.

إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الواقعة - قوله تعالى لا يصدعون عنها ولا ينزفون - الجزء رقم14

قوله تعالى: يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما قوله تعالى: يطوف عليهم ولدان مخلدون أي غلمان لا يموتون ؛ قاله مجاهد. الحسن والكلبي: لا يهرمون ولا يتغيرون ، ومنه قول امرئ القيس: وهل ينعمن إلا سعيد مخلد قليل الهموم ما يبيت بأوجال وقال سعيد بن جبير: مخلدون مقرطون ، يقال للقرط: الخلدة ولجماعة الحلي: الخلدة. وقيل: مسورون ونحوه عن الفراء ، قال الشاعر: ومخلدات باللجين كأنما أعجازهن أقاوز الكثبان وقيل: مقرطون يعني ممنطقون من المناطق. وقال عكرمة: مخلدون: منعمون. وقيل: على سن واحدة أنشأهم الله لأهل الجنة يطوفون عليهم كما شاء من غير ولادة. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن البصري: الولدان هاهنا ولدان المسلمين الذين يموتون صغارا ولا حسنة لهم ولا سيئة. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الواقعة - قوله تعالى لا يصدعون عنها ولا ينزفون - الجزء رقم14. وقال سلمان الفارسي: أطفال المشركين هم خدم أهل الجنة. قال الحسن: لم يكن لهم حسنات يجزون بها ، ولا سيئات يعاقبون عليها ، فوضعوا في هذا الموضع. والمقصود أن أهل الجنة على أتم السرور والنعمة ، والنعمة إنما تتم باحتفاف الخدم والولدان بالإنسان.

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الواقعة - الآية 19

وقال الزمخشري: " كرر النداء في القرآن بـ ﴿ يَا أَيُّهَا﴾ ، دون غيره؛ لأن فيه أوجهًا من التأكيد، وأسبابًا من المبالغة؛ منها: ما في {يا} من التأكيد، والتنبيه، وما في {ها} من التنبيه، وما في التدرُّج من الإبهام في {أيّ} إلى التوضيح. والمقام يناسبه المبالغة، والتأكيد ". وأما قولها: ﴿ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ فهو تكميل لما قبله، جيء به لرفع توهُّم غيره، ويسمَّى ذلك عند علماء البلاغة والبيان: احتراسًا؛ وذلك من نسبة الظلم إلى سليمان- عليه السلام- وكأن هذه النملة عرفت أن الأنبياء معصومون، فلا يقع منهم خطأ إلا على سبيل السهو. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الواقعة - الآية 19. قال الرازي: " وهذا تنبيه عظيم على وجوب الجزم بعصمة الأنبياء، عليهم السلام ". ومثل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ (الفتح:25). أي: تصيبكم جناية كجناية العَرِّ؛ وهو الجرب. وأما الإيجاز فنلحظه فيما جمعت هذه النملة في قولها من أجناس الكلام؛ فقد جمعت أحد عشر جنسًا: النداء، والكناية، والتنبيه، والتسمية، والأمر، والقصص، والتحذير، والتخصيص، والتعميم، والإشارة، والعذر.

ا لأستاذة: رفاه محمد علي زيتوني مدرسة لغة عربية- حلــــب أولاً- يعرف علماء البلاغة الإيجاز بأنه: التعبير عن المراد بلفظ غير زائد ، ويقابله الإطناب؛ وهو التعبير عن المراد بلفظ أزيد من الأول. ويكاد يجمع الجمهور على أن الإيجاز، والاختصار بمعنى واحد؛ ولكنهم يفرقون بين الإطناب والإسهاب؛ بأن الأول تطويل لفائدة، وأن الثاني تطويل لفائدة، أو غير فائدة. ويعدُّ الإيجاز والإطناب من أعظم أنواع البلاغة عند علمائها، حتى نقل صاحب سر الفصاحة عن بعضهم أنه قال: اللغة هي الإيجاز والإطناب. وقال الزمخشري صاحب الكشاف: كما أنه يجب على البليغ في مظانِّ الإجمال أن يجمل ويوجز، فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل أن يفصل ويشبع. ثانيًا- ومن بديع الإيجاز قوله تعالى في وصف خمر الجنة: ﴿ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ﴾ (الواقعة: 19) ، فقد جمع عيوب خمر الدنيا من الصداع، وعدم العقل، وذهاب المال، ونفاد الشراب. وحقيقة قوله تعالى: ﴿ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا﴾. أي: لا يصدر صداعهم عنها. والمراد: لا يلحق رؤوسهم الصداع، الذي يلحق من خمر الدنيا. وقيل: لا يفرقون عنها، بمعنى: لا تقطَع عنهم لذتهُم بسبب من الأسباب، كما تفرق أهل خمر الدنيا بأنواع من التفريق.