masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

(يَهْدِي اللهُ لنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) ماذا تعني؟ - منتديات درر العراق

Monday, 29-Jul-24 13:02:55 UTC

وقال أبي بن كعب في قوله: ( ظلمات بعضها فوق بعض) فهو يتقلب في خمسة من الظلم: كلامه ظلمة ، وعمله ظلمة ، ومدخله ظلمة ، ومخرجه ظلمة ، ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات ، إلى النار. وقال الربيع بن أنس ، والسدي نحو ذلك أيضا. وقوله: ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) أي: من لم يهده الله فهو هالك جاهل حائر بائر كافر ، كما قال تعالى: ( من يضلل الله فلا هادي له) [ الأعراف: 186] وهذا [ في] مقابلة ما قال في مثل المؤمنين: ( يهدي الله لنوره من يشاء) فنسأل الله العظيم أن يجعل في قلوبنا نورا ، وعن أيماننا نورا ، وعن شمائلنا نورا ، وأن يعظم لنا نورا.

يَهْدِي اللهُ لنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) ماذا تعني؟

لا يمكن للأعمى أن يهتدي بنور الشمس مهما كان قوياً، وهذا ليس لنقص في نور الشمس بل لسقم في عينيه. والخفاش إذا كان يعيش في الظلام ويهرب من نور الشمس سعياً وراء الظلمات فلأجل أنه غير جدير ولا مؤهَّل لنور الشمس، بل ذلك هو شأنه. النور نور مهما كان، وما علينا هو إعداد أنفسنا للاستلهام منه، فنتجنّب الرذائل الأخلاقية لكي نكتسب أهليه الهداية الالهية. إذن، الآية: (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) تعني: يهدي الله لنوره من وجدت فيه الأهلية والجدارة. والآية: (وَاللهُ بكُلِّ شَيء عَلِيمٌ) تعني: الله عالم بمن تحققت فيه هذه الجدارة فيهتدي ومن لم تتحقق فيه فلا يهتدي بل يُحرم من الهداية. وبتعبير آخر: لا يتوفّق الانسان لعمل إلاَّ إذا عشقه، ولو أراد الانسان الهداية الإلهية فعليه أن يحب الله ويترك الأهواء واتّباع الشيطان. يَهْدِي اللهُ لنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) ماذا تعني؟. شكى شخص عند أحد العظماء بأنه لم يُوفّق لرؤية صاحب الأمر والزمان (أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) حتى في المنام، رغم حبه إياه وعشقه الوافر له. فقال له العالم: أدلّك على طريق يبلغ بك إلى الرؤية، كُل هذه الليلة طعاماً مالحاً جداً ونم دون أن تشرب ماء بعدهعمل هذا الشخص بوصفة هذا العظيم، فنام عطشاناً، وقد سرق العطش منه النوم إلاَّ أنه كان ينام بين الحين والآخر وكلَّما نام شاهد في المنام ماءً وأنهاراً ومنامات تتعلَّق بالماء فقط ولم يرَ في المنام شيئاً غير الماء.

يهدي الله لنوره من يشاء

يقول: ليس هو كمن هاجر بنفسه. رواه البخاري. هذا الحديث: دليل على شدة وروع عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

الثاني: أنه أحد الكواكب المضيئة من غير تعيين، وهو قول الأكثرين. وأما درّي ففيه أربع قراءات. إحداها: دُريّ بضم الدال وترك الهمز وهي قراءة نافع وتأويلها أنه مضيء يشبه الدر لضيائه ونقائه. الثانية: بالضم والهمز وهي قراءة عاصم في رواية أبي بكر وتأويلها أنه مضيء. الثالثة: بكسر الدال وبالهمز وهي قراءة أبي عمرو والكسائي وتأويلها أنه متدافع لأنه بالتدافع يصير منقضاً فيكون أقوى لضوئه مأخوذ من درأ أي دفع يدفع. الرابعة: بالكسر وترك الهمز وهي قراءة المفضل بن عاصم، وتأويلها أنه جار كالنجوم الدراري الجارية من درّ الوادي إذا جرى. {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ} فيه قولان: أحدهما: يعني بالشجرة المباركة إبراهيم والزجاجة التي كأنها كوكب دري محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مروي عن ابن عمر. الثاني: أنه صفة لضياء المصباح الذي ضربه الله مثلاً يعني أن المصباح يشعل من دهن شجرة زيتونة. {مُّبَارَكَةٍ} في جعلها مباركة وجهان: أحدهما: لأن الله بارك في زيتون الشام فهو أبرك من غيره. الثاني: لأن الزيتون يورق غصنه من أوله إلى آخره وليس له في الشجر مثيل إلا الرمان. قال الشاعر: بُورِكَ الْمَيْتُ الغَرِيبُ كَمَا بُو ** رِكَ نَضْرُ الرُّمَّانِ والزَّيْتُونِ {زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ} فيه سبعة أقاويل: أحدها: أنها ليست من شجرة الشرق دون الغرب ولا من شجرة الغرب دون الشرق لأن ما اختص بأحد الجهتين أقل زيتاً وأضعف، ولكنها شجر ما بين الشرق والغرب كالشام لاجتماع القوتين فيه، وهو قول ابن شجرة وحكي عن عكرمة.