masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون

Monday, 29-Jul-24 20:38:56 UTC
﴿وما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرى بِظُلْمٍ وأهْلُها مُصْلِحُونَ﴾ عَطْفٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿واتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ﴾ [هود: ١١٦] لِما يُؤْذِنُ بِهِ مَضْمُونُ الجُمْلَةِ المَعْطُوفِ عَلَيْها مِن تَعَرُّضِ المُجْرِمِينَ لِحُلُولِ العِقابِ بِهِمْ بِناءً عَلى وصْفِهِمْ بِالظُّلْمِ والإجْرامِ، فَعَقَّبَ ذَلِكَ بِأنَّ نُزُولَ العَذابِ مِمَّنْ نَزَلَ بِهِ مِنهم لَمْ يَكُنْ ظُلْمًا مِنَ اللَّهِ - تَعالى - ولَكِنَّهم جَرُّوا لِأنْفُسِهِمُ الهَلاكَ بِما أفْسَدُوا في الأرْضِ واللَّهُ لا يُحِبُّ الفَسادَ. وصِيغَةُ ﴿وما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ﴾ تَدُلُّ عَلى قُوَّةِ انْتِفاءِ الفِعْلِ، كَما تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعالى: ﴿ما كانَ لِبَشَرٍ أنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الكِتابَ﴾ [آل عمران: ٧٩] الآيَةَ في آلِ عِمْرانَ، وقَوْلِهِ: ﴿قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أنْ أقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ﴾ [المائدة: ١١٦] في آخِرِ العُقُودِ فارْجِعْ إلى ذَيْنِكَ المَوْضِعَيْنِ. والمُرادُ بِـ (القُرى) أهْلُها، عَلى طَرِيقَةِ المَجازِ المُرْسَلِ كَقَوْلِهِ: ﴿واسْألِ القَرْيَةَ﴾ [يوسف: ٨٢]. خطبة بعنوان: (الإصلاح بين الناس) بتاريخ 6-10-1414هـ. - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار. والباءُ في بِظُلْمٍ لِلْمُلابَسَةِ، وهي في مَحَلِّ الحالِ مِن رَبُّكَ أيْ لَمّا يُهْلِكِ النّاسَ إهْلاكًا مُتَلَبِّسًا بِظُلْمٍ.

خطبة بعنوان: (الإصلاح بين الناس) بتاريخ 6-10-1414هـ. - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار

وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون - القارئ اسلام صبحي - YouTube

وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون | موقع البطاقة الدعوي

أرشد الدين الإسلامي إلى السنن الإلهية، وأمر بالنظر في الكون والتفكر والاعتبار، وفصَّل ما تمسُّ إليه الحاجة، وهدانا إلى أنَّ لكلِّ عمل أثرًا لا يتعدَّاه، وأنَّ الأسباب مربوطة بمسبباتها، وكلَّ سبب يفضي إلى غاية، والأمور الدنيوية لا يمنعها الله عن طلابها، إذا أتوا البيوت من أبوابها، والتمسوا الرغائب من طرقها وأسبابها، سواء كانوا مؤمنين أم كافرين، وإنما الإيمان شرط للمثوبة في العقبى، وكمال السعادة في الدنيا {كُلًا نُّمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: 20]. بهذا كان الدين الإسلامي سببًا في سعادة ذويه وسيادتهم، عندما كانوا مهتدين بهديه، ومتمسكين بحبله، لا بأسرار خفية، وأمور غير معقولة. لكن جهل المسلمين بتعاليم دينهم أفضى بهم إلى التفرق والانقسام، والميل مع الهوى، وجهلهم بحالة العصر زادهم عمهًا وحيرة في الدين والدنيا.
وروي عن ابن عباس أيضا قال: خلقهم فريقين ، فريقا يرحمه وفريقا لا يرحمه. قال المهدوي: وفي الكلام على هذا التقدير تقديم وتأخير; المعنى: ولا يزالون مختلفين إلا من [ ص: 102] رحم ربك ، وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين; ولذلك ، خلقهم. وقيل: هو متعلق بقوله ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود والمعنى: ولشهود ذلك اليوم خلقهم. وقيل: هو متعلق بقوله: فمنهم شقي وسعيد أي للسعادة والشقاوة خلقهم. قوله تعالى: وتمت كلمة ربك معنى " تمت " ثبت ذلك كما أخبر وقدر في أزله; وتمام الكلمة امتناعها عن قبول التغيير والتبديل. " لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين " " من " لبيان الجنس; أي من جنس الجنة وجنس الناس. " أجمعين " تأكيد; وكما أخبر أنه يملأ ناره كذلك أخبر على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنه يملأ جنته بقوله: ولكل واحدة منكما ملؤها. خرجه البخاري من حديث أبي هريرة وقد تقدم.