الجمعه 6 من ذي الحجة 1426هـ - 6 يناير 2006م - العدد 13710 لاشك أن لا أحد لم يسمع بأبي حيان التوحيدي، أو على الأقل سمع به. أبوحيان التوحيدي هو علي بن محمد بن العباس التوحيدي، ولد سنة 953م وتوفي عام 1023م، وكانت ولادته في مدينة شيراز، وانتقل بعد ذلك إلى بغداد حيث عمل وزيراً لدى أمير الأمراء معز الدولة. وبعد وفاة الأمير انتقل إلى الري فصحب أبن العميد والصاحب بن عباد. ولكن تمت الوشاية به إلى الوزير المهلبي فطلبه فاستتر وتخفى عنه. كان أبو حيان التوحيدي معتزلاً، وقال عنه ابن الجوزي بأنه شر الزنادقه..! كان ابو حيان التوحيدي، شخصاً غاضباً في عصره، ناقماً على الحياة. ساخطاً على الأحياء. ثورة شبت في كيانه وتفجرت في كل البلاد التي ارتحل اليها، هي ثورة تمرد على واقع فاسد يعلو فيه المنافق ويتوارى الشريف العبقري الذي لايملك سوى أدبه وعلمه. اتخذ التوحيدي الأدب سبباً من أسباب الرزق، وسبيلاً من سبل الثراء. ولكنه لم يحقق ما كان يصبو إليه. فقد واجه البخلاء والمنافقين والحاسدين وذم اخلاقهم وحياتهم، لذلك لم يجد من يقف بجواره أو يناصره. وظل وحيداً، منبوذ اً، يعاني الفقر والحاجة، ويبعث بشكواه إلى كل مكان، صاباً سيول غضبه على الناس والأمراء والعالم من حوله.
الحمد لله. شخصية أبي حيَّان التوحيدي – توفي عام 414 هـ - شخصية جدليَّة ، وقد تضاربت الأقوال في اعتقاده ومنهجه - بل وحتى في لقبه " التوحيدي " هل هو نسبة لنوع تمر أو هو للتوحيد الذي عند المعتزلة وحقيقته: نفي صفات الله تعالى - فمن قائل فيه إنه زنديق ضال ملحد ، ومن قائل إنه كان صحيح العقيدة وليس عنده ما يوجب الوقيعة فيه. ومن أبرز القادحين فيه: ابن الجوزي والذهبي رحمهما الله. قال الإمام الذهبي – رحمه الله -: " أبو حيان التوحيدي ، الضال الملحد ، أبو حيَّان ، علي بن محمد بن العباس البغدادي الصوفي ، صاحب التصانيف الأدبية والفلسفية ، ويقال: كان من أعيان الشافعية. قال ابن بابي في كتاب " الخريدة والفريدة ": كان أبو حيان هذا كذَّاباً ، قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان ، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل ، ولقد وقف سيدنا الوزير الصاحب كافي الكفاة على بعض ما كان يدغله ويخفيه من سوء الاعتقاد فطلبه ليقتله ، فهرب والتجأ إلى أعدائه ، ونفق عليهم تزخرفه وإفكه ، ثم عثروا منه على قبيح دخيلته وسوء عقيدته وما يبطنه من الإلحاد ويرومه في الإسلام من الفساد ، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح ، ويضيفه إلى السلف الصالح من الفضائح ، فطلبه الوزير المهلبي ، فاستتر منه ، ومات في الاستتار ، وأراح الله ، ولم يؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية ".
مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, كتاب الإمتاع والمؤانسة كتاب إلكتروني من قسم كتب كتب أدب للكاتب أبو حيان التوحيدي. بامكانك قراءته اونلاين او تحميله مجاناً على جهازك لتصفحه بدون اتصال بالانترنت, الملف من نوع PDF بامكانك تحميله و قراءته فورا, لا داعي لفك الضغط. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب, لإجراء أي تعديل الرجاء الإتصال بنا. قد يعجبك ايضا مشاركات القراء حول كتاب الإمتاع والمؤانسة من أعمال الكاتب أبو حيان التوحيدي لكي تعم الفائدة, أي تعليق مفيد حول الكتاب او الرواية مرحب به, شارك برأيك او تجربتك, هل كانت القراءة ممتعة ؟ إقرأ أيضاً من هذه الكتب
وعن رأي العلماء في كتابات أبي حيان ، فقد اتهمه البعض بالضلال واختلاق الأخبار مثل ابن حجر العسقلاني ، وأبو الفرج بن الجوزي وأيضاً الحافظ الذهبي ، ومن جهة أخرى أشاد ياقوت الحموري وتاج الدين السبكي بقوة فطنته وفصاحته. أهم مؤلفات ابي حيان التوحيدي 1- الإمتاع والمؤانسة يعد كتاب الإمتاع والمؤانسة من اهم الكتب التي تركها لنا ابي حيان ، ويضم الكتاب مجموعة من الأخبار الخاصة بالحياة في بغداد خلال الفترة التي كتب فيها ، والتي تناولها الكاتب بأسلوب ساخر أيضاً مجموعة من النوادر والحكايات الشعبية والاجتماعية والسياسية عن هذا العصر. 2- البصائر والذخائر وتعد هذه الموسوعة التي تتألف من عشرة أجزاء هي أراء أبي حيان في ما قراء حيث تضم الموسوعة مجموعة من ما قراء وسمع وحفظ الكاتب على مدار حياته حتى توقف عن الكتابة ، كما تكشف تعليقاته الكثير من الحقائق حول ذلك العصر وما كان يحدث به. 3- الصداقة والصديق يتناول ابي حيان التوحيدي في هذا الكتاب المعنى الحقيقي لمجموعة من الصفات التي كان يتمتع بها مجتمعه في بغداد في ذلك الوقت مثل ( الصداقة ، والعشرة ، والمؤاخاة ، والألفة) ، كما ركز ابي حيان على وصف الصديق وما يجب توافره في الأشخاص المقربون منا ، وينقل لنا هذا الكتاب صورة أكثر دقة عن المجتمع في بغداد والحياة الاجتماعية به.