ومنذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والمملكة تُولي جُل اهتمامها بالحجرة الشريفة وبالقبة الخضراء، فحافظت على البناء التاريخي للمسجد الشريف، وعملت على تدعيمه وترميمه كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وتتفقد الحجرة الشريفة وتعمل على صيانتها بكل أدب واحترام، وتعهد ذلك إلى من تثق في دينه وأمانته، كما تحرص على رعاية وطلاء القبة الخضراء كلما انكشف اللون نتيجة للعوامل الجوية.
المسألة الثانية: إثبات عذاب القبر: قال صاحب السلم: وإن كلَّ مُقْعَدٍ مسؤولُ ما الربُّ؟ ما الدينُ؟ وما الرسولُ؟ وعند ذا يثبِّت المهيمنُ بثابتِ القولِ الذين آمنُوا ويُوقِن المرتابُ عند ذلك بأنما موردُه المهالك قد تظاهرتِ الأدلةُ من القرآن، والسنة، وإجماع الأئمة من الصحابة والتابعين، ومَن سار على نهجهم من أهل السنة والجماعة - على إثبات عذاب القبر، وما أنكره إلا المعتزلة، وعلى رأسهم بِشْر بن علي المَرِّيسي، وقد تعلَّقوا بشبهات هي كبيت العنكبوت عند العلماء، وهي: 1- قول الله - عز وجل -: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى ﴾ [الدخان: 56]. قالوا: لو صاروا أحياء في القبور، لذاقوا الموت مرَّتين لا مرة واحدة. أين دفنت عائشة عليها السلام - موضوع. 2- قول الله - عز وجل -: ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [فاطر: 22]. 3- ولديهم شبه عقلية؛ وهي: قالوا: فإنا نرى شخصًا يصلب، ويبقى مصلوبًا إلى أن تذهب أجزاؤه، ولا نشاهد إحياء ومساءلة. أما الرد على شبههم: الأولى: إنما هي في صفة أهل الجنة وما لهم فيها من نعيم وخلد مُقِيم، وأنهم لا يذوقون فيها الموت. ونقول لهم تأكيدًا على هذا المعنى: وهو حياة أهل القبور؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثٍ: (( إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله - تبارك وتعالى - إلى جسده يوم يبعثه)) [3] ؛ فالحديث يدل على أن أرواح المؤمنين في الجنة في حواصل الطير الخضر، وفيهم الشهداء؛ لأنهم من جملة المؤمنين، وقد قال الله - تعالى - في شأنهم: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 154].
، فلو كانت بصَدد المنع لأغلقَت بابها، ثم إنها رضي الله تعالى عنها كيف يُظنُّ بها ولها من العقل الحظُّ الأوفر بالنسبة إلى سائر أخَواتها أمَّهات المؤمنين؟! ")) [1]. اهـ.
ما جاء في عذاب القبر الصراط السوي في سؤالات الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة - رضي الله عنها - أن يهوديةً دخلتْ عليها، فذكرتْ عذاب القبر، فقالت لها: أعاذَكِ الله من عذاب القبر، فسألتْ عائشة رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر، فقال: ((نعم عذاب القبر))، قالت عائشة - رضي الله عنها -: فما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدُ صلَّى صلاةً إلا تعوَّذ من عذاب القبر [1].
تاريخ النشر: الثلاثاء 5 ذو القعدة 1431 هـ - 12-10-2010 م التقييم: رقم الفتوى: 140817 14223 0 341 السؤال هل كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ تقصد زيارة القبور عند دخولها على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل هذا دليل على جواز زيارة المرأة للقبور؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلم نطلع على كلام لأهل العلم بهذا الخصوص، وراجع في مسألة زيارة المرأة للمقابر وما جاء عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ في الفتويين رقم: 55209 ، ورقم: 10729. والله أعلم.