masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الطلاق - الآية 2

Tuesday, 30-Jul-24 13:12:36 UTC

ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. فلقد جاء الأمر بالتقوى في كتاب الله تبارك وتعالى مرارًا عدة مكررًا أحيانًا، وهذا يدلُّ على أهميتها في حياة المسلم، بل إن الحياة بلا تقوى هي حياة المشاكل المتنوعة المتكاثرة؛ لأن التقوى هي المَخرَج من المآزق والمشاكل، قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. إن الخطيب والواعظ والمحاضر والمذيع وما يماثلهم من التربويين والدعاة يكثرون من قولهم لنا: اتقوا الله، فماذا أثَّرت تلك الكلمةُ على جوارحنا وسلوكنا؟ حيث إنه من المفترض أن الأُذن إذا سمعت تلك الكلمة في آية أو حديث أو غيرهما ينبغي أن تبقى في الذهن برهةً من الزمن؛ لتتصحح الأعمال والأقوال لدى المستمع. فاتقِ الله تبارك وتعالى في سماعك أخي الكريم لكلمة "اتقوا الله"، وأَنزِلْها منزلتها؛ فهي رأس الأمر وعموده، فلو اتقى اللهَ تعالى المغتابُ والمُرابي والعاق والفاسق ونحوهم، لترَكوا تلك المعاصيَ. إن هذه الكلمة العظيمة "اتقوا الله" يعرِّفها طلق بن حبيب رحمه الله بقوله: "هي أن تعمل ما أمر الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك ما نهى الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله"، ويعرِّفها آخرون: "هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقايةً؛ بفعل الأوامر وترك النواهي".

  1. و من يتق الله يجعل له مخرجا الطبري
  2. و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه
  3. و من يتق الله يجعل له مخرجا من حيث لا يحتسب
  4. و من يتق الله يجعل له مخرجا english

و من يتق الله يجعل له مخرجا الطبري

[٣] تفسير قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجاً قال الله -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)، [٤] أي أنّه من يتّقِ الله -عزّ وجل- ويعبده حقّ عبادته، فيَعمُرُ التّقوى قلبه، فيؤدي ما أمره الله -تعالى- به من الفرائض، ويجتنب ما نهاهُ الله -تعالى- عنه من المحرّمات، ويلتزم حدود الله -تعالى- التي جعلها لتنظيم أمور العباد، فهذا يستحقّ وعد الله له بأن يجعل له في المصائب والمِحَن والشدائد وفي الضيق مخرجاً أي منفذاً وخلاصاً منه. [٥] ولقد وردت هذه الآية في سياق الحديث عن الطّلاق؛ أي أنّ من يتّقِ الله في طلاقه ويلتزم حدوده ويُطلِّقُ واحدةً، يجعل الله له منفذاً ومخرجاً من ذلك بأنّه يمكنه إرجاع امرأته في العدّة، وقد رُوِيَ عن ابنِ عباسٍ أنّه قد جاءه رجلٌ فقال له أنّ عمّه قام بتطليق امرأته ثلاثاً، وسأله عن مخرجه من طلاقه هذا، فقال له ابن عباس: "إِن عمّك عصى الله فأثم، وأطاع الشَّيْطَان فَلم يَجْعَل لَهُ مخرجا". [٦] مقاصد قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجاً يرى علماء التفسير أنّ لهذه الآية الكريمة العديد من المقاصد، منها: [٧] من يتق الله في الطلاق يجعل له مخرجاً في الرجعة ويرزقه من حيث لا يحتسب.

و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه

تقوى الله تُخرج العبد من مهمات الدنيا وسكرات الموت وأهوال يوم القيامة. التقوى في أداء الفرائض تجعل هناك مخرج من العقوبات. الوقوف عند الحدود واجتناب المعاصي يُخرج من الحرام إلى الحلال ومن النار إلى الجنة. من يتبرأ من قوّته ويوكل نفسه إلى الله -تعالى- كفله بذلك وأعانه على حوائج الدنيا وأمور الآخرة. ما يستفاد من قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا هناك العديد من العبر والدروس التي قد نستفيدها من هذه الآية الكريم، نورد بعضها فيما يأتي: [٨] أنّ تقوى الله -تعالى- سببٌ في حصول الرزق، قال -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ). [٩] أنّه من يتّقِ الله يجعل له خروجاً من الشدائد والمصائب والصعاب. أنّ من يأخذ بهذه الآية الكريمة، ويعمل بها، ويطبّقها في أمور حياته لكفى ذلك المؤمن، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا ذَرٍّ، إني لَأَعْرِفُ آيةً لو أنَّ الناسَ كُلَّهم أَخَذُوا بها لَكَفَتْهُم: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)). [١٠] تحدّث المقال عن سبب نزول الآية الكريمة وأنّها نزلت في عوف بن مالك عندما حزن على أسر ولده؛ فأوصاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتقوى فردّه الله -تعالى- إليه، كما ورد في المقال تفسير الآية الكريمة؛ وهو أنّ الله تعالى وعد المتقين الذين يلتزمون أوامره بأن يجعل لهم منفذاً من الضيق والشدة، وأن يتفضّل عليهم بالرزق، وذكر المقال مناسبة ورود الآية في سياق الحديث عن الطلاق؛ وهو أنّ من يطلّق كما أمره الله يجعل الله له سبيلاً لمراجعة زوجته، كما واستعرض المقال بعضاً من مقاصد السورة الكريمة.

و من يتق الله يجعل له مخرجا من حيث لا يحتسب

ثم يقول (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) الطلاق) فكل هذه ضمانات وتأمينات إن صح التعبير أن الله يؤمن لك تأميناً على الحياة وعلى الرزق وعلى النجاة لكن العجيب من الناس أنهم ينشغلون ويكدحون فيما ضمنه الله لهم! تجد الإنسان يبالغ ويستهلك حياته في طلب الرزق ويفرط في الفرائض ويفرط في السنن ويفرط فيما أُمر به من عبادة الله، نحن لا نقول انقطع في المسجد للعبادة واترك طلب الرزق، لا، لكن على الأقل توازن فأعط العبادة حقها والانقطاع لها وأعط الرزق حقه فلا تبالغ في الانقطاع للرزق على حساب دينك ولا تنقطع عن الدنيا بسبب الانقطاع للدين فتصبح عالة على الناس لكن بالرغم من ذلك لا يأتيك مهما كدحت ومهما تعبت إلا ما قدّره الله لك، ما اتقى الله فيه بارك الله له فيه. أن الشاهد التوازن في حياة المسلم هذه الآيات تأمر به وتدل عليه ولكن من هو الذي يوفق له إلا القليل.

و من يتق الله يجعل له مخرجا English

إنَّهم يتظاهرون بالتقوى ولكنَّ قلوبهم مملوءةٌ بحبِّ غير الله، وقد اتَّخذوا أهواءهم آلهةً من دون الله، وكلُّ إناءٍ بما فيه ينضح.

المراجع ↑ سورة الطلاق، آية: 2-3. ↑ "أسباب النزول" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 19-9-2018. بتصرّف. ↑ "ما صحة حديث: أبشر يا عوف، فقد أنزل الله في شأنك قرآنًا" ، ، 2015-1-26، اطّلع عليه بتاريخ 19-9-2018. بتصرّف. ↑ سورة الطلاق، آية:2 ↑ محمد الشوكاني (1414)، فتح القدير للشوكاني (الطبعة 1)، دمشق-بيروت:دار ابن كثير- دار الكلم الطيب، صفحة 289، جزء 5. بتصرّف. ↑ منصور السمعاني (1418)، تفسير السمعاني (الطبعة 1)، الرياض:دار الوطن، صفحة 461، جزء 5. بتصرّف. ↑ الفيروز آبادي (1992)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ، القاهرة: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 262، جزء 5. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية ، صفحة 261. بتصرّف. ↑ سورة الطلاق، آية:3-4 ↑ رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:6372، ضعيف.