تاريخ النشر: الأحد 22 رجب 1420 هـ - 31-10-1999 م التقييم: رقم الفتوى: 1898 41718 0 155 السؤال قال تعالى حاكيا عن سليمان (رب هب لي ملكاً لاينبغي لأحد من بعدي). الإشكال لماذا قال: لا ينبغي لأحد من بعدي مع أن المسلم يتمنى أن يتعدى الخير إلى غيره.
ولا يُعارِضُ هذا الحديثُ الآيةَ؛ لأنَّ المرادَ بمُلْكِ سُليمانَ للجِنِّ هو تَسخيرُهم له بخِدمتِه وطاعتِه. دعاء سيدنا سليمان المستجاب مكتوب "هل يجوز التضرع به إلى الله؟" - تريندات. وفي الحديثِ: العَملُ في الصَّلاةِ لمَصلحتِها، مِن غيرِ قصْدِ العَبثِ فيها، ولا التَّهاوُنِ بها، ودفْعُ المُؤذِي في الصَّلاةِ، حتَّى وإنْ لمْ يَندفِعْ إلَّا بعُنفٍ وشِدَّةِ دَفْعٍ. وفيه: وَفاءُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحُسنُ خُلُقِه، ورِعايتُه لنَبيِّ اللهِ سُليمانَ عليه السَّلامُ. وفيه: مَشروعيَّةُ رَبْطِ الأسيرِ في المسجدِ، وبَقائِه فيه.
ضرب الله لنا الأمثال في القرآن الكريم للعبرة، ولتدبر الكون من حولنا، فكان مع كل نبي معجزة، ولكل نبي دعاء مستجاب، ولأن خير الدعاء ما ذكر في القرآن الكريم، والسنة النبوية، نقدم لك في هذا المقال أدعية الأنبياء، فضلاً عن دعاء سيدنا سليمان للرزق مكتوب، ومدى جواز الدعاء به.. فتابعنا.
قال: أسألك أن تجعل لي قلبا يخشاك كما كان قلب أبي وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي. فقال الله: أرسلت إلى عبدي وسألته حاجته فكانت [ حاجته] أن أجعل قلبه يخشاني وأن أجعل قلبه يحبني لأهبن له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده.
إذًا فنبي الله سليمان عليه السلام لم يحسد أحدًا، وإنما جاءت الآية للدلالة على أن الملك العظيم يخشى أن تضيع فيه الحقوق، ولن يقوم بتلك الحقوق إلا هو، ولذلك خاف على تضييع حدود الله وحقوقه، إلاّ أنه عبر بذلك كما جاء في هذه الآية الكريمة.
ويجوز أن يقال: علم الله فيما اختصه به من ذلك الملك العظيم مصالح في الدين، وعلم أنه لا يضطلع بأعبائه غيره، وأوجبت الحكمة استيهابه، فأمره أن يستوهبه بأمر من الله على الصفة التي علم الله أن لا يضبطه عليها إلا هو وحده دون سائر عباده. أو أراد أن يقول: ملكاً عظيماً فقال: (لا ينبغي لأحد من بعدي) ولم يقصد بذلك إلا عظمة الملك وسعته، كما تقول: لفلان ما ليس لأحد من الفضل والمال، وربما كان للناس أمثال ذلك، ولكنك تريد تعظيم ما عنده. انتهى.