masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ص357 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم - المكتبة الشاملة

Wednesday, 10-Jul-24 18:57:14 UTC

العبادات في الإسلام -وكذلك المعاملات وسائر تصرفات الإنسان- ليست خاضعة لرغبات الإنسان وأهوائه وشهواته، بل هي منضبطة بسنن الشرع وأحكامه. ومن أهم العبادات التي شرعها الله لعباده عبادة الصلاة. وقد نزل في شأن الصلاة آيات عديدة في القرآن الكريم، منها قوله سبحانه: { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه} (البقرة:115)، فالآية تختص بأمر الصلاة، وترشد العباد إلى أن يتوجهوا في عبادتهم إلى ربهم حيثما كانوا. فأينما تولوا فثم وجه الله. ومن المعروف أن استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة، وهذه الآية الكريمة قد يُفهم منها عدم اعتبار هذا الشرط؛ وذلك أنها نصت على أن أي جهة يتوجه إليها العبد تصح معها صلاته. فهل الأمر كذلك؟ هذا ما نسعى للوقوف عليه، من خلال التعرف على سبب نزول هذه الآية الكريمة. ورد في سبب نزول هذه الآية جملة من الروايات، نستطلعها فيما يأتي؛ لنستبين مدلول الآية والمراد منها. الرواية الأولى: روى الطبري و ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها بضعة عشر شهراً، وكان يحب قبلة إبراهيم عليه السلام، وكان يدعو الله، وينظر إلى السماء، فأنزل الله: { فولوا وجوهكم شطره} (البقرة:144)، فارتاب في ذلك اليهود، قالوا: { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} (البقرة:142)، فأنزل الله: { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} (البقرة:115).

تفسير قول الله تعالى ولله المشرق والمغرب فأينما تولو فثم وجه الله - إسلام ويب - مركز الفتوى

صريح في أن توجهه إلى بيت المقدس كان بأمر من الله تعالى لمصلحة كانت تقتضي ذلك، ولم يكن لاختيار النبي صلى الله عليه واله وسلم في ذلك دخل أصلا. والصحيح أن يقال في الاية الكريمة إنها دالة على عدم اختصاص جهة خاصة بالله تعالى، فإنه لا يحيط به مكان، فأينما توجه الانسان في صلاته ودعائه وجميع عباداته فقد توجه إلى الله تعالى. ومن هنا استدل بها أهل البيت (ع)على الرخصة للمسافر أن يتوجه في نافلته إلى أية جهة شاء، وعلى صحة صلاة الفريضة فيما إذا وقعت بين المشرق والمغرب خطأ، وعلى صحة صلاة المتحير إذا لم يعلم أين وجه القبلة. فأينما تولوا فثم وجه ه. وعلى صحة سجود التلاوة إلى غير القبلة، وقد تلاها سعيد بن جبير " رحمه الله " لما أمر الحجاج بذبحه إلى الارض فهذه الاية مطلقة، وقد قيدت في الصلاة الفريضة بلزوم التوجه فيها إلى بيت المقدس تارة، وإلى الكعبة تارة أخرى، وفي النافلة أيضا في غير حال المشي على قول. وأما ما في بعض الروايات من أنها نزلت في النافلة فليس المراد أنها مختصة بذلك " وقد تقدم أن الايات لا تختص بموارد نزولها ". وجملة القول: ان دعوى النسخ في الاية الكريمة يتوقف ثبوتها على أمرين: الاول: أن تكون واردة في خصوص صلاة الفريضة، وهذا معلوم بطلانه، وقد وردت روايات من طريق أهل السنة في أنها نزلت في الدعاء وفي النافلة للمسافر، وفي صلاة المتحير، وفي من صلى إلى غير القبلة خطأ وقد مر عليك - آنفا - استشهاد أهل البيت (ع) بالآية المباركة في عدة موارد.

موقع هدى القرآن الإلكتروني

ا ولذلك لم يختلف الأئمة في جواز النافلة على الراحلة لهذا الحديث. وليس التيامن و التياسر الذي ذكره السادة الحنفية أنه يسامح فيه هو ما ذكره هؤلاء. فقد قال في رد المحتار-من أشهر كتبهم- "ليس المراد منه أن يجعل الكعبة عن يمينه أو يساره إذ لا شكّ حينئذٍ في خروجه عن الجهة بالكلية" اهـ. وإنما هذا شئ يورده الحنفية عند كلامهم عن من يصليّ بعيداً عن الكعبة فتحرى ثم توجه إلى جهتها ثم عرف بعد ذلك أنه كان منحرفاً انحرافاً يسيراً يميناً أو شمالاً. وأين هذا من كلام هؤلاء المتهاونين؟!! موقع هدى القرآن الإلكتروني. ا فلا تلتفت أيها المسلم الحريص على أمر دينك إلى مثل هذا التفريط و تَحَرَّ تأدية صلاتك على الوجه الذي يُرضي ربَّنا تبارك و تعالى، واجتهد لمعرفة جهة الكعبة بالطريقة التي بَيَّنها علماء المذاهب الأربعة المعتبرون، وَشُدَّ يديك على أقوالهم فنعم الحاملون هم لأعلام الشريعة ونعم القدوة. ا

فثم وجه الله - ووردز

سلسلة آيات العقيدة المتوهم إشكالها (11) ﴿ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 115] وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: بيان وجه الإشكال في الآية. المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال. المطلب الثالث: الترجيح. ♦♦♦♦ المطلب الأول: بيان وجه الإشكال في الآية: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 115].

وممن روي عنه هذا القول: ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والحسن البصري ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان ، والشافعي. واختاره: الواحدي ، والزمخشري ، وابن عطية ، والرازي ، وابن تيمية ، وابن عثيمين ، وجعل الآية محتملة له وللقول الأول. قال ابن تيمية: { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي: قبلة الله ، ووجهة الله ، هكذا قال جمهور السلف. وقال: (( الوجه)) هو الجهة في لغة العرب ، يقال: قصدت هذا الوجه ، وسافرت إلى هذا الوجه ، أي: إلى هذه الجهة. وهذا كثير مشهور ، فالوجه هو الجهة ، كما في قوله تعالى: { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} أي: متوليها ، فقوله تعالى: { هُوَ مُوَلِّيهَا} كقوله تعالى { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} كلا الآيتين في اللفظ والمعنى متقاربان ، وكلاهما في شأن القبلة ، والوجه والجهة هو الذي ذكر في الآيتين: أنا نوليه ، نستقبله. القول الثاني: أن قوله { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} المراد به الله عز وجل ليس غيره. فثم وجه الله - ووردز. وهذا قول المعتزلة ، ونُسب للكلبي ، واختاره ابن قتيبة. القول الثالث: أن معنى الآية فثم رضا الله وثوابه. حكاه دون نسبة: الطبري، والبغوي، والقرطبي، واختاره:الجصاص وابن جزي الكلبي. والــــراجـــــــح أن قوله تعالى: { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} هو من باب الصفات ، وأن المراد بالآية وجه الله الذي هو صفة من صفاته سبحانه.