الشرط الوحيد المطلوب توفره أن لا يجري امتهان كرامة المتقاعد، الذي أفنى عمره في العمل ليرتاح عند التقاعد، ويجد من يحترمه في كبره. لا أريد أن أتحدث عن تفاصيل حياة المتقاعدين في دول العالم الأول ولا الثاني، ولا حتى الثالث، فمشهد المتقاعدين في طابور "كوبونات رمضان" يوم الاثنين الحزين لا ينتمي أبدًا إلى الأمم الحية، بغض النظر عن تصنيفاتها.
في المقابل، ركّز تصريح بلينكن على الجيش بشكلٍ أساسي ولم يذكر المسؤولين والبيروقراطيين في الحكومة المدنية التي أصبحت إصلاحية فجأةً، مع أنهم كانوا قد دعموا القوات المسلحة سابقاً، لكن ذكر بلينكن أيضاً التغيرات التي أحدثها الانقلاب، فقال: «الأشخاص المستعدون لارتكاب الأعمال الوحشية ضد جماعة معينة من الناس قد ينقلبون على بعضهم بسهولة»، ثم اقتبس كلام مارتن نيمولر، القس الألماني الذي كان يعارض النازيين، وأضاف قائلاً: «ربما لم يدرك الجميع حقيقة ما يحصل قبل الانقلاب، لكنّ العنف الوحشي في المرحلة اللاحقة أوضح أن الجيش البورمي لن يتوانى عن مهاجمة الجميع، فلا أحد بمنأى عن الأعمال الوحشية في عهده». برأي بلينكن، أدرك عدد إضافي من الناس أن وضع ميانمار على طريق الديموقراطية مجدداً يبدأ بضمان حقوق جميع سكان البلد، بما في ذلك جماعة الروهينغا. على صعيد آخر، أشاد بلينكن بالجهود الدولية الرامية إلى محاسبة الجيش، بما في ذلك قضية الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، فبرأي بريا بيلاي، محامية دولية كانت قد كتبت تقارير عن هذه القضية وهي ترأس أمانة ائتلاف العدالة الآسيوية (منظمة جامعة تُركّز على المحاسبة)، كان جزء من الحجج التي استعملتها الزعيمة البورمية السابقة، أونغ سان سو تشي، أمام محكمة العدل الدولية في عام 2019 يتعلق بوجود نظام عدالة خاص بالجيش، مما يعني التعامل مع قضايا مرتكبي أي جرائم مزعومة، كتلك التي استهدفت جماعة الروهينغا، محلياً.