masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ان صلاتي ونسكي

Wednesday, 31-Jul-24 00:19:32 UTC
وقد اشتملت هذه الآية على أبرز الطاعات التي يؤديها المسلم طاعةً وتقربًا لله، إلى جانب حياته بأكمله التي يؤديها فيها الأعمال الصالحة تكون خالصة لله، وكذلك مماته الذي يرغب أن خاتمته حسنة طمعًا في رضا الله. سبب نزول قُلْ إِنَّ صلاتي ونسكي يرجع السبب الرئيسي في نزول هذه الآية دعوة المسلمين إلى عدم انتهاج عادات المشركين في ذبح الأضحية عبادةً للأصنام، حيث أمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم بمخالفة ذلك بأن يكون الذبح عبادةً لله وحده. وبهذا نكون قد أوضحنا لك إجابة سؤال "قال تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ما وجه دلاله الايه على ان الذبح عباده ؟"، كما استعرضنا لك مفهوم هذه الآية الواردة في سورة الأنعام، إلى جانب سبب نزول هذه الآية.
  1. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي

قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي

وإِن عزمنا الوُصول إِلى أَن يَكون مَحيانَا لله، فلاَ همَّة تَكون أَكبَر مِن العَمَل لله حتَّى المَوتِ، أنْ يُصبِح ممَاتك لله، فِي كُل خطوةٍ تَخطُوها، تَخَاف المَوت عارياً جافًّا مِن عملٍ يُقَرِّبُك مِنه، فتَخْشَع وتَقتَرب وتُهذِّب نَفسَك وتُذكِّرهَا بما هِي أَصبَحت عليه. فأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت فلسفته في الحياة تقتصر على قولته الشهيرة:"كفَى بالمَوتِ واعِظاً". فهو أخذ الموت رمزاً لأن لا يقف في أي حدٍّ، وإن بَشَّره نبينا صل الله عليه وسلم بالجنَّة، فَهو يَعلمُ خَبايَا النَّفسِ وَإن أسلَمتَ فتدخُلكَ من باب الإيمانِ القَوي وتَعِظكَ بالتوقف. لنَا الصَّلاحية الكَامِلة فِي أَن نكُون علَى قدرٍ نُحب الله ونتقرَّب منه، ونَكُون مِن السَّائرين إليهِ. لنَا المَقدرة الكُلية، فكَيف إِن هُو سبحانه يَسَّر، وبشَّرَ ونادَى وألَّح النِّداء كلَّ مرة. يُشير لَنا إِلى موقعٍ التَّنظيفُ الأَول ومَنبَع كل شيء، {فإِنَّها لاَ تعمَى الأَبصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلوبُ التِي فِي الصُّدور} سورة الحج الآية 46. وَإن أَردتَ السَّير تَذكر قوله سبحانه:{فَاخْلَع نَعْلَيك إِنكَ بِالوَادي المَقدَّس طُوَى} سورة طه الآية 12.

وكيفَ للصَّلاة أَن تكونَ بإحسَانٍ إِذا لَم يَتخلَّلها قلبٌ يخْشع، وعين تدْمع، وَنفسٌ تشفع، فتَخرج إنسانا آخر لَم يعهد مِثله. بابتسَامةٍ علَى المُحيَّا وَحُب الخَير للكُلِّ دُون استِثنَاءٍ فَالصَّلاَّةُ تَنْهَانا عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنكَر. هي الحَبلُ الذِي لاَ ينقَطِع مهمَا بَلغَت دَرجَاتُه، مَا دامَ هنَاك إلحاحٌ علَى التَّغير، مَا دامَ قَلبُك يصارِع نَفسَك أَن ارجِعي إلَى ربِّك كمَا كُنتِ… ولصُلحِ الصَّلاة، نتكئُ عَلى "ونُسُكي" مِن أدْعيةٍ وأذكَارٍ وعِبادَات تُطهِّر مَا رسَب فِي القَلب من شوائِب حقدٍ وحسدٍ.. ، فَفي سبيل ما فيه الخير، يلزم كلُّ مُؤمنٍ الدُّعاء والذِّكر أَينَما كَان، حتَّى فِي مزاحه. فالخير فِي اندمَاج الاثْنتين، "صَلاَتي ونُسُكي" لله رَبِّ العَالمين، نتَرفَّع إلَى مَا هُو أًعمَق، كأنَها ولادةٌ جديدة، كبثِّ الرُّوح من جديد للحياة "فارتدَّ بَصيرا"، إِلا أَنَّ شَاكِلتهَا وَاعيَة، وعالِمة، وخاشِعة، تُصبح أنتَ كلُّك لله، مِن أَعلَى نقطةٍ فِيكَ إلَى أدنَاها، وهَل مَن أَحبه الله يتْركُه وحيدا فالأسباب كلها تَأخُذ قَالبَك، يُشكِّلك الله مِن جَديد ويَصنَعك علَى عَينِه، إِذ أَصبحَ عَينَاك التِي ترَى بهمَا ويَديك اللتين تبطِش بِهما، وَرِجلك التِي تمشي بهَا، ورُوحك التِي بِها أنتَ حيُّ، تصْبح حَياتك لله "وَمَحيَايَ".