هل يجوز قول اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ، تعددت الصيغ التي وردت للصلاة على النبي، وقبل الحديث عن الصيغ الجائزة منها لابد من الحديث عن الأهمية الكبيرة التي تستحوذ عليها الصلاة على النبي والفضل الكبير الذي تتدفق به على حياة المسلمين، والخير الوفير الذي ترجع بها عليهم، كونها من طاعة الله، فقد قال تعالى: "إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، ومن هذا المنطلق نتبين هل يجوز قول اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد. حكم قول اللهم صل على سيدنا محمد ابن عثيمين يستمد المسلمين الكثير من الخير تبعاً لاستمرارهم على الصلاة على النبي، حيث ينهل المسلمون أجراً وثواباً تبعاً للصلاة على النبي، كونها تعتبر تكميلاً للإيمان، وزيادة كبيرة في الحسنات، كما أنها من ضمن أسباب تكفير الذنوب، كما أن من فضل الصلاة على النبي ذكر الله للذاكرين، فقد قد تعالى: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ"، والصلاة على النبي من ضمن عبادة الله والأذكار التي يواظب عليها المسلمين، ولهذا نتبين حكم قول اللهم صل على سيدنا محمد ابن عثيمين: قول اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد جائز.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الثالث والعشرون ( العقيدة). 56 27 219, 534
الحج فتاوى الحج| ما هو «الرمل» وما حكمه في الطواف؟.. «الإفتاء» تجيب إسراء كارم الأحد، 11 أغسطس 2019 - 03:46 م ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عبر الصفحة الرسمية على موقع «فيسبوك»، نصه: «ما حكم الرمل في الطواف؟». وأفادت «الإفتاء» بأن الرمل هو إسراع المشي مع تقارب الخطى وهز الكتفين من غير وثب في الأشواط الثلاثة الأول من الطواف الذي يعقبه سعي، وهو سنة في حق الرجال دون النساء عند جمهور الفقهاء؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأصحابه مكة، وقد وهنتهم حمى يثرب. قال المشركون: إنه يقدم عليكم غدا قوم قد وهنتهم الحمى، ولقوا منها شدة، فجلسوا مما يلي الحجر، وأمرهم النبي صلى الله عليه واله وسلم أن يرملوا ثلاثة أشواط، ويمشوا ما بين الركنين، ليرى المشركون جلدهم، فقال المشركون: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم، هؤلاء أجلد من كذا وكذا» رواه مسلم. وقال الإمام ابن قدامة: «فإن قيل: إنما رمل النبي صلى الله عليه واله وسلم وأصحابه لإظهار الجلد للمشركين، ولم يبق ذلك المعنى؛ إذ قد نفى الله المشركين، فلم قلتم: إن الحكم يبقى بعد زوال علته؟ قلنا: قد رمل النبي صلى الله عليه واله وسلم وأصحابه، واضطبع في حجة الوداع بعد الفتح، فثبت أنها سنة ثابتة، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: رمل النبي صلى الله عليه واله وسلم في عمره كلها، وفي حجه، وأبو بكر رضي الله عنه، وعمر رضي الله عنه، وعثمان رضي الله عنه، والخلفاء من بعده» رواه أحمد في المسند.
الرمل في الطواف الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ ثَلاَثًَا، وَمَشَى أَرْبَعًا؛ رواه مسلم، وبنحوه عند مسلم أيضًا عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
تخريج الحديثين: حديث ابن عمر رضي الله عنهما أخرجه مسلم حديث (1262)، وبنحوه أخرج أبو داود في "كتاب المناسك"، "باب في الرمل"؛ حديث (1891). وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما، فأخرجه مسلم حديث (1264)، وأخرجه البخاري في "كتاب الحج"، باب كيف كان بدء الرمل"؛ حديث (1602)، أخرجه أبو داود في "كتاب المناسك"، "باب في الرمل"؛ حديث (1886)، وأخرجه النسائي في "كتاب مناسك الحج"، "باب العلة التي من أجلها سعى النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت"؛ حديث (2945). شرح ألفاظ الحديثين: (( رَمَلَ)): تقدم معنى الرمل وأنه الإسراع في المشي من غير مباعدة للخطوات، والرمل كما تقدم للرجال دون النساء بإجماع العلماء؛ [انظر الإجماع في كتاب الإجماع؛ لابن المنذر، ص (61)]. ((قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ مَكةَ)): وهذا في عمرة القضاء سنة سبع من الهجرة النبوية. (( قَدْ وَهَنَتْهُمُ)): أي أضعفتهم. (( حُمَّى يَثْرِبَ)): يثرب هو اسم المدينة النبوية في الجاهلية، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تسميتها بذلك؛ لأن التثريب هو الفساد، وإنما ذكرها ابن عباس رضي الله عنهما في حديث الباب بهذا الاسم حكاية لكلام المشركين، كما حكى الله تعالى قول المنافقين: ﴿ وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ﴾ [ الأحزاب: 13].