masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

بيت الحكمة: منارة أضاءت التاريخ وحفظت إرث الشرق والغرب | حفريات

Tuesday, 30-Jul-24 02:53:54 UTC

و عند بداية التقرب من مدينة بغداد فقد قام هولاكو بتقسيم الجيش ، ليكون قسم عند شرق نهر دجلة ، و القسم الأخر من الجيش في الجهة الغربية من النهر ، و ظل يحكم هذا الحصار مدة كبيرة ، حيث أنهم قد قاموا بالعديد من المهمات التدميرية في مختلف السدود ، و الخزانات الخاصة بالمدينة ، و التي عملت على إغراق الأرض بأملها ، و موت العديد من المحاصيل ، مما أدى إلى مجاعة في المدينة ، و غرق الكثير من جنود الجيش البغدادي. و قد قاموا ببناء الكثير من الحواجز و الخنادق و المنجنيق حول المدينة ، و لم يستغرق الوقت طويلا حيث أنهم قد بدأوا في الحصار في يوم 29 يناير ، و الذي انتهى بهزيمة المستعصم و جيش المسلمين ، و انتهاء الحصار في اليوم العاشر من فبراير ، و التي كان بداية الخراب و النهب على المدينة. حصار جيش المغول بقيادة هولاكو لمدينة بغداد سقوط بغداد و تدميرها و قد قامت القوات المغولية بالعديد من الأفعال الموحشة ، و تدمير حضارة بغداد العريقة و من أفظع هذه الأفعال: – تدمير بيت الحكمة: و الذي كان هو بمثابة مجمع لعدد كبير من الكتب التاريخية الخاصة بعلم النفس ، و الموثقة في العديد من المجالات أيضا ، و الكثير من الكتب الخاصة بعلم الطب و الفلك ، حيث أنهم قد قاموا بإحراق بيت الحكمة و أخذ جميع الكتب و رميها في النهر ، مما أدى لغلبة اللون الأسود على مياه النهر لعدة شهور ، نتيجة الحبر الموجود في ملايين الكتب التي قد دمرت.

بيت الحكمة - كلماتنا

يحيى (يوحنا) بن ماسويه ترك بصمة علمية وطبية كبيرة بعد أن وصل الى بيت الحكمة هذا الكم الهائل من الكتب من مختلف الحضارات وخصوصاً اليونانية، فقد جرى تصنيفها وترتيبها وفقاً لأصول علمية، وفتحت الأبواب للعلماء والمترجمين والأدباء والأطباء المعروفين بالخبرة والدقة العلمية، ومن أبرز الأسماء التي عملت في بيت الحكمة في بغداد (الكندي – الخوارزمي – الفضل بن نوبخت – حنين بن اسحق – يحيى بن ماسويه – سهل بن هارون – ثابت بن قرة). ثابت بن قرة من بين الأعلام الكبيرة المعاصرة لعهد النهضة العلمية في العصر العباسي وقد أنفق المأمون أموالاً طائلة من خزائن قصره على النشاط العلمي في الدولة، حتى أنه كان يعطي المترجمين الكبار كحنين بن اسحق وزن الكتاب الذي يترجمونه ذهباً، وقد وصل الاهتمام بأعمال الترجمة حد القيام بعمليات الترجمة لنفس الكتاب أكثر من مرة مع القيام بتفسير الكتب ونقدها وتصحيح بعضها. لم تكن عمليات الترجمة النشاط العلمي الوحيد في بيت الحكمة؛ فقد كان أيضاً المركز الرئيسي للتأليف الأدبي والعلمي ولعمليات البحث العلمي والمناظرات، حتى بلغت الكتب العربية والأجنبية بين جدرانه ما يقارب المليون كتاب، كما أن هذه الكتب ساعدت العلماء على تحقيق أبرز إنجازاتهم العلمية ومنهم الخوارزمي الذي اعتمد على هذه المكتبة في الوصول الى أهم نظرياته الرياضية.

كما ذكرنا في مقالنا المفصل عن الدولة العباسية ، اهتمّ العباسيون بترجمة الكتب والمخطوطات القديمة إلى العربية، فشكل ذلك بداية الثورة الفكرية والحضارية في العصر العباسي، فقد كان العرب يجهلون اللغة اليونانية التي دونت بها أغلب المؤلفات العلمية القديمة؛ أمثال أرسطو وأفلاطون وغيرهما،،، ومع اهتمام الخلفاء، خصوصًا أبو جعفر المنصور وهارون الرشيد وابنه المأمون بالعلوم، عهدوا بعملية الترجمة إلى السريان، وبشكل أقل إلى الفرس،،، سنتحدث اليوم عن بيت الحكمة أو خزائن الحكمة. أُسِّسَت في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، واتُّخذَ من بغداد مقراً لها. كان أبو جعفر المنصور مهتماً بعلوم الحكمة، فترجمت له كتب في الطب والنجوم والهندسة والآداب، فقام بتخصيص خزانات للكتب في قصره لحفظها حتى ضاق قصره عنها. عندما تولى هارون الرشيد الحكم أمر بإخراج الكتب والمخطوطات التي كانت تحفظ في جدران قصر الخلافة، لتكون مكتبة عامة مفتوحة أمام الدارسين والعلماء وطلاب العلم وسماها ببيت الحكمة، وأضاف إليها ما اجتمع عنده من الكتب المترجمة والمؤلفة، فتوسعت خزانة الكتب وأصبحت أقسام لكل منها من يقوم بالإشراف عليها، ولها تراجمة يتولون ترجمة الكتب المختلفة من الحضارات المجاورة إلى العربية، وتحولت من مجرد خزانة للكتب القديمة إلى بيت للعلم ومركزاً للبحث العلمي والترجمة والتأليف والنسخ والتجليد، وأصبح لبيت الحكمة دوائر علمية متنوعة لكل منها علماؤها ومترجموها ومشرفون يتولون أمورها المختلفة.