masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

التفريغ النصي - حق الجار - للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي

Saturday, 06-Jul-24 05:10:46 UTC
وكذلك فإنه قال كما في صحيح البخاري: ( الجار أحق بسقبه)، والسقب والصقب، بالسين والصاد، معناه: القرب؛ فمعناه: أن من كان أقرب إليك من جيرانك؛ فحقه أعظم، وقد عرف هذا اللفظ، وهو: الصقب، بمعنى: القرب، ومن ذلك قول عبد الله بن قيس الرقيات في قصيدته لـ عبد الملك بن مروان: كوفية نازح محلتها لا أمم دارها ولا صقب "لا أمم دارها" معناه: لا بعيدة، ولا صقب، أي: لا قريبة. وكذلك فإنه كان في صدر الإسلام يؤخذ بالشفعة للجار، وقد أخذ بذلك الحنفية إلى اليوم فهو مذهبهم، ومذهب الجمهور: أن الشفعة للشريك فقط، والحنفية يرون أن شفعة الجار باقية؛ فإذا باع الإنسان داره دون أن يستشير جاره؛ فلجاره أن يأخذها بنفس الثمن غصباً عن المشتري والبائع، فيدفع الثمن إلى صاحبها؛ لئلا ينزل فيها من لا يحب جواره، لأن جار السوء في دار المقام مما يتعوذ منه. نماذج من رعاية حقوق الجوار ‏ رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لحق الجار رعاية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لحق الجار وكذلك كان أصحابه رضوان الله عليهم، فقد تربوا هذه التربية فكانوا يُحسنون إلى الجيران ويؤدون حقوقهم، حتى إن رجلاً من قريش كانت له دار وكان بجواره عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فباع القرشي داره لـ معاوية بن أبي سفيان بثمن غال، فلما أراد معاوية إخلاء الدار وأخذها قال: قد بقي شيء من ثمنها، فقال: ما هو؟ قال: ثمن الجار، قال: ومن جارك؟ قال: عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ؛ فضاعف له معاوية الثمن.
  1. عظم حق الجار - ملتقى الخطباء
  2. التفريغ النصي - حق الجار - للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي
  3. حق الجار - ملتقى الخطباء
  4. حق الجار - اختبار تنافسي

عظم حق الجار - ملتقى الخطباء

وفي هذا تأكيد حق الجار، وأن الذي لا يحبّ لجاره ما يحبّ لنفسه من الخير فإنه ناقص الإيمان، وفي هذا غاية التحذير ومنتهى التنفير عن إضمار السوء للجار قريبًا كان أو بعيدًا. أيها المؤمنون: إن من الإحسان إلى الجار الحرص على بذل الخير له قليلاً كان أم كثيرًا، كما قال الله تعالى: ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [الطلاق:7]، وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: " يا نساء المسلمات: لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ". فرسنُ الشاة هو حافرها. قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: " أي: لا تحقرن أن تهدي إلى جارتها شيئًا ولو أنها تهدي ما لا ينتفع به في الغالب ". حق الجار - ملتقى الخطباء. والمقصود أن يتواصل الخير والود والبر بين الجيران، ففي صحيح مسلم من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " يا أبا ذر: إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ". وأولى الناس بالإحسان من الجيران أقربهم منك بابًا، ففي البخاري من حديث عائشة قالت: يا رسول الله: إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟!

التفريغ النصي - حق الجار - للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي

وهذا يدل على تأكيد حق الجار؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- ظن أن نهاية هذا الحرص وتلك الوصايا من جبريل -عليه السلام- أن يكون للجار نصيب من الميراث. أيها المؤمنون: إن حقوق الجار كثيرة عديدة، وهي في الجملة دائرة على ثلاثة حقوق كبرى: الإحسان إليهم، وكف الأذى عنهم، واحتمال الأذى منهم. أما الحق الأول فإنه الإحسان إلى الجيران، فقد أمر الله -سبحانه وتعالى- بذلك في كتابه فقال سبحانه: ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ) [النساء:36]. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: " ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ". عظم حق الجار - ملتقى الخطباء. وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بإكرام الجار وجعل ذلك من لوازم الإيمان، فقال -صلى الله عليه وسلم-: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ". أيها المؤمنون: إن من الإحسان إلى الجيران سلامة القلب عليهم، وحب الخير لهم، ففي البخاري ومسلم من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه ".

حق الجار - ملتقى الخطباء

الخطبة الأولى: الحمد لله الذي أمرنا بالبر والصلة والإحسان، أحمده سبحانه وتعالى جعل للجار حقًّا على جاره حتى وإن كان من أهل الكفر والفسوق والعصيان، وذلك بدعوة الكافر إلى عبادة الملك الديان، والنصيحة للمسلم بقدر الإمكان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الهادي إلى صراط الله المستقيم بأحسن بيان، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان. أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الدين ليس مجرد زعم قائل أو متقوِّل بقوله عقيدة تستقر في ضميره ويخالفها العمل، ولا شعائر تقام دون أن يكون لذلك كله أثره في سلوك الإنسان في كل أعماله وتصرفاته ومجالات حياته، فقد أقام الإسلام قواعد ثابتة للتنظيم العائلي والاجتماعي تحدد علاقات الناس بعضهم ببعض، وترسم لكل فرد في المجتمع حقوقًا وواجبات منبثقة من العقيدة الأساسية التي ينبثق منها كل صالح وصواب في العبادات والتصورات والعلاقات بكل صورها وأشكالها. ومن جملة تلك الحقوق العظيمة حقوق الجار التي أمر الله بها رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-، جاءت مؤكدة بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: ( وَعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِلْولِدَيْنِ إِحْسَـانًا وَبِذِى الْقُرْبَى وَلْيَتَـامَى وَلْمَسَـاكِينِ وَلْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَلْجَارِ الْجُنُبِ وَلصَّـاحِبِ بِلجَنْبِ وَبْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَـانُكُمْ) [النساء:36]، فاسمعوا وعُوا وتدبروا والتزموا.

حق الجار - اختبار تنافسي

(11) أخرجه البخاري في الأدب برقم 6020. (12) أخرجه البخاري في كتاب الأدب برقم 6018 وأخرجه مسلم في الإيمان برقم 47. (13) أخرجه البخاري في الأدب برقم 6016. (14) أخرجه مسلم في الإيمان برقم 46. (15) أخرجه البخاري في تفسير القرآن برقم4477 وأخرجه مسلم في الإيمان برقم 86. (16) أخرجه أحمد من حديث المقداد بن الأسود برقم 23342. (17) أخرجه أحمد من حديث أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - (رقم 21020).

الإسلام دين قام على التكافل والمروءة والكرم، والتعاون بين الناس، فشرع لهذا حقوقاً للإنسان وعليه، ومن ذلك حق الجوار، حيث حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع، كما وردت به الآيات قبل ذلك، وامتثل المسلمون ذلك في حياتهم، فضربوا أمثلة عالية في ذلك ينبغي الاقتداء بها واتباعها. الحكمة من تشريع الحقوق للإنسان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى خلق البرية من نفس واحدة، وهي آدم، ولو شاء لجعل كل فرد ينبت من أصل وحده كما ينبت الشجر، ولكنه أراد ترابط هذا الجنس فيما بينه وألفته واتحاده، وتعاونه على البر والتقوى؛ ولذلك لم يغن أحدٌ عن غيره من الناس، بل جعل جميع الناس يحتاج بعضهم إلى بعض في معاشه ولباسه ومسكنه وشئونه، حتى في أمور دينه، فلا يمكن أن يستغني أحد عن الناس في أمور الدين ولا في أمور الدنيا. فالإنسان محتاج في أمور الدين إلى من يعلمه، وإذا قدر أنه يعرف حكم ما يقبل عليه من شئون الدين؛ فهو محتاج إلى من يذكره إذا غفل، ومن يساعده إذا ضعف؛ فهو عرضة للعوارض محتاج إلى التنبيه، فإنه تعتريه السنة والمنام؛ لمخالفته لله جل جلاله؛ فالله تعالى هو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، والناس ينامون، وهو كذلك تعتريه الغفلة والنسيان، ويحتاج معهما إلى من ينبهه.

الخطبة الثانية: أيها المؤمنون: إن للجوار في دين الإسلام حقًّا عظيمًا، حتى إن جبريل أعاد في أمر الجار وأبدى تأكيدًا لحقه وبيانًا لحرمته. فاتقوا الله -عباد الله-، فإن الكرام خيار الناس للجار، وقد قيل: يلومـونني أن بِعت بالرخص منزلي *** ولم يعلمـوا جارًا هناك ينغص فقلت لهـم: كفّـوا الملام فإنمـا *** بجيـرانها تغلو الديار وترخص أيها المؤمنون: إنّ الجار الذي تجب له تلك الحقوق هو الذي يُعَدّ في العرف جارًا، وليس لذلك ضابط من عدد أو غيره، فالمرجع في تحديد من هو الجار يعود إلى عرف الناس، فكل من عده الناس جارًا لك فهو جار تجب له تلك الحقوق، وأكثرهم فيها من كان أقربهم منك بابًا. أيها المؤمنون: إن الناظر في واقع الناس اليوم يرى كيف أن الدنيا قد استولت على قلوب كثير من الناس، فعصفت بكثير من الأخلاق والقيم، وأنست كثيرًا من الحقوق والواجبات الشرعية، فتباعدت القلوب وتنافرت النفوس، فعق الولد أباه، وقطع الأخ أخاه، وهجر الجار جاره، فضاعت الحقوق، وقامت سوق القطيعة والعقوق إلا من رحم الله، فكم هم الذين أساؤوا إلى جيرانهم فمنعوهم الإحسان، وبذلوا لهم القطيعة والأذى. فاتقوا الله -عباد الله- وأحسنوا إلى جيرانكم، مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، ابذلوا لهم الخير ما استطعتم، وردوا عنهم الشر ما ملكتم، تلطفوا إليهم بالهدية والزيارة، فإن لم تجدوا خيرًا تبذلونه فلا أقل من كف الشر عنهم.