masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

سنفرغ لكم أيها الثقلان

Monday, 29-Jul-24 16:02:21 UTC

والله تعالى ليس له شغل يفرغ منه ، إنما المعنى سنقصد لمجازاتكم أو محاسبتكم ، وهذا وعيد وتهديد لهم كما يقول القائل لمن يريد تهديده: إذا أتفرغ لك أي أقصدك. وفرغ بمعنى قصد ، وأنشد ابن الأنباري في مثل هذا لجرير: الآن وقد فرغت إلى نمير فهذا حين كنت لها عذابا يريد وقد قصدت. وقال أيضا وأنشده النحاس: فرغت إلى العبد المقيد في الحجل وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بايع الأنصار ليلة العقبة ، صاح الشيطان: يا أهل الجباجب! هذا مذمم يبايع بني قيلة على حربكم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا إزب العقبة أما والله يا عدو الله لأتفرغن لك أي أقصد إلى إبطال أمرك. وهذا اختيار القتبي والكسائي وغيرهما. وقيل: إن الله تعالى وعد على التقوى وأوعد على الفجور ، ثم قال: سنفرغ لكم مما وعدناكم ونوصل كلا إلى ما وعدناه ، أي أقسم ذلك وأتفرغ منه ؛ قاله الحسن ومقاتل وابن زيد. وقرأ عبد الله وأبي " سنفرغ إليكم " وقرأ الأعمش وإبراهيم " سيفرغ لكم " بضم الياء وفتح الراء على ما لم يسم فاعله. ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾. وقرأ ابن شهاب والأعرج " سنفرغ لكم " بفتح النون والراء ، قال الكسائي: هي لغة تميم يقولون: فرغ يفرغ ، وحكى أيضا فرغ يفرغ ورواهما هبيرة عن حفص عن عاصم.

  1. ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾

﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾

الباقون بالنون وهي لغة تهامة.. والثقلان الجن والإنس ، سميا بذلك لعظم شأنهما بالإضافة إلى ما في الأرض من غيرهما بسبب التكليف - وقيل: سموا بذلك لأنهم ثقل على الأرض أحياء وأمواتا ، قال الله تعالى: وأخرجت الأرض أثقالها ومنه قولهم: أعطه ثقله أي وزنه. وقال بعض أهل المعاني: كل شيء له قدر ووزن ينافس فيه فهو ثقل. ومنه قيل لبيض النعام ثقل ، لأن واجده وصائده يفرح به إذا ظفر به. وقال جعفر الصادق: سميا ثقلين ، لأنهما مثقلان بالذنوب. وقال: سنفرغ لكم فجمع ، ثم قال: أيه الثقلان لأنهما فريقان وكل فريق جمع ، وكذا قوله تعالى: يا معشر الجن والإنس إن استطعتم ولم يقل إن استطعتما ، لأنهما فريقان في حال الجمع ، كقوله تعالى: فإذا هم فريقان يختصمون و هذان خصمان اختصموا في ربهم ولو قال: سنفرغ لكما ، وقال: إن استطعتما لجاز. وقرأ أهل الشام " أيه الثقلان " بضم الهاء. الباقون بفتحها وقد تقدم. مسألة: هذه السورة و " الأحقاف " و " قل أوحي " دليل على أن الجن مخاطبون مكلفون مأمورون منهيون مثابون معاقبون كالإنس سواء ، مؤمنهم كمؤمنهم ، وكافرهم ككافرهم ، لا فرق بيننا وبينهم في شيء من ذلك. ﴿ تفسير الطبري ﴾ القول في تأويل قوله تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ (31)اختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ) فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض المكيين (سَنَفَرغُ لَكُمْ) بالنون.

⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ﴾ ، يقول: إلا بملكة من الله. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: إلا بحجة وبينة، لأن ذلك هو معنى السلطان في كلام العرب، وقد يدخل الملك في ذلك، لأن الملك حجة. وقوله: ﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ ، يقول تعالى ذكره: فبأيّ نعم ربكما تكذّبان معشر الثقلين التي أنعمت عليكم -من التسوية بين جميعكم، لا يقدرون على خلاف أمر أراده بكم- تكذّبان.