masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات مئوية

Tuesday, 30-Jul-24 00:22:34 UTC
القول في تأويل قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ( 11)) يقول - تعالى ذكره -: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ( إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس) يعني بقوله: تفسحوا: توسعوا من قولهم مكان فسيح إذا كان واسعا. واختلف أهل التأويل في المجلس الذي أمر الله المؤمنين بالتفسح فيه. فقال بعضهم: ذلك كان مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله: ( تفسحوا في المجالس) قال: مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقال ذاك خاصة. مفهوم العلم في القرآن - موضوع. حدثنا الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، [ ص: 244] عن مجاهد مثله. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله: ( يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس) الآية. كانوا إذا رأوا من جاءهم مقبلا ضنوا بمجلسهم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرهم أن يفسح بعضهم لبعض. حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس) قال: كان هذا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومن حوله خاصة.

يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات نور

قال قتادة ومجاهد: كانوا يتنافسون في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمروا أن يفسح بعضهم لبعض. وقاله الضحاك. وقال ابن عباس: المراد بذلك مجالس القتال إذا اصطفوا للحرب. قال الحسن ويزيد بن أبي حبيب: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قاتل المشركين تشاح أصحابه على الصف الأول فلا يوسع بعضهم لبعض ، رغبة في القتال والشهادة فنزلت. فيكون كقوله: مقاعد للقتال.

وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (54) ( وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به) أي: وليعلم الذين أوتوا العلم النافع الذي يفرقون به بين الحق والباطل ، المؤمنون بالله ورسوله ، أن ما أوحيناه إليك هو الحق من ربك ، الذي أنزله بعلمه وحفظه وحرسه أن يختلط به غيره ، بل هو كتاب حكيم ، ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) [ فصلت: 42]. وقوله: ( فيؤمنوا به) أي: يصدقوه وينقادوا له ، ( فتخبت له قلوبهم) أي: تخضع وتذل ، ( وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم) أي: في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا فيرشدهم إلى الحق واتباعه ، ويوفقهم لمخالفة الباطل واجتنابه ، وفي الآخرة يهديهم [ إلى] الصراط المستقيم ، الموصل إلى درجات الجنات ، ويزحزحهم عن العذاب الأليم والدركات.