masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها

Wednesday, 31-Jul-24 02:41:06 UTC

[ ص: 171] ( سورة الشمس) خمس عشرة آية مكية بسم الله الرحمن الرحيم ( والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها) بسم الله الرحمن الرحيم ( والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها) قبل الخوض في التفسير لا بد من مسائل: المسألة الأولى: المقصود من هذه السورة الترغيب في الطاعات والتحذير من المعاصي. واعلم أنه تعالى ينبه عباده دائما بأن يذكر في القسم أنواع مخلوقاته المتضمنة للمنافع العظيمة حتى يتأمل المكلف فيها ويشكر عليها ، لأن الذي يقسم الله تعالى به يحصل له وقع في القلب ، فتكون الدواعي إلى تأمله أقوى.

  1. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الشمس - قوله تعالى والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها - الجزء رقم31
  2. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الشمس - قوله تعالى والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها - الجزء رقم31
  3. «والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها..» | صحيفة الخليج

إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الشمس - قوله تعالى والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها - الجزء رقم31

والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها. القسم لتأكيد الخبر ، والمقصود بالتأكيد هو ما في سوق الخبر من التعريض بالتهديد والوعيد بالاستئصال. والواوات الواقعة بعد الفواصل واوات قسم. «والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها..» | صحيفة الخليج. وكل من الشمس والقمر والسماء والأرض ونفس الإنسان من أعظم مخلوقات الله ذاتا ومعنى ، الدالة على بديع حكمته وقوي قدرته. وكذلك كل من الضحى ، وتلو القمر الشمس ، والنهار والليل ، من أدق النظام الذي جعله الله تعالى. والضحى: وقت ارتفاع الشمس عن أفق مشرقها وظهور شعاعها ، وهو الوقت الذي ترتفع فيه الشمس متجاوزة مشرقها بمقدار ما يخيل للناظر أنه طول رمح. ومهد لذلك بالتنبيه على أن تزكية النفس سبب الفلاح ، وأن التقصير في إصلاحها سبب الفجور والخسران. والتلو: التبع ، وأريد به خلف ضوئه في الليل ضوء الشمس أي: إذا ظهر بعد مغيبها فكأنه يتبعها في مكانها ، وهذا تلو مجازي. والقمر يتبع الشمس في أحوال كثيرة منها استهلاله ، فالهلال يظهر للناظرين عقب غروب الشمس ثم يبقى كذلك ثلاث ليال ، وهو أيضا يتلو الشمس حين يقارب الابتدار وحين يصير [ ص: 367] بدرا ، فإذا صار بدرا صار تلوه الشمس حقيقة; لأنه يظهر عندما تغرب الشمس ، وقريبا من غروبها قبله أو بعده ، وهو أيضا يضيء في أكثر ليالي الشهر ، جعله الله عوضا عن الشمس في عدة ليال في الإنارة ، ولذلك قيد القسم بحين تلوه; لأن تلوه للشمس حينئذ تظهر منه مظاهر التلو للناظرين ، فهذا الزمان مثل زمان الضحى في القسم به ، فكان بمنزلة قسم بوقت تلوه الشمس ، فحصل القسم بذات القمر وبتلوه الشمس.

إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الشمس - قوله تعالى والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها - الجزء رقم31

الشمس التي لها فوائد لا تحصى ومنافع لا تستطيع إذا استقصيت في البحث أن تجد لها نهاية أو حدّاً، كل ذلك ينطوي تحت كلمة {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} والله أعلم بما في الشمس من آيات، وأنه لولا الشمس لما نبَتَ نبتٌ ولا حُصد زرع، ولا نضجت ثمار، ولما عاش إنسان ولا حيوان. ولولا الشمس لما تبخَّر ماء البحر، ولما هبَّت الرياح، ولما تكوَّنت الغيوم، ونزلت الثلوج والأمطار. ولولا الشمس لما تكوَّنت الفصول ولا تشكَّل الليل والنهار. فانظر أيها الإنسان إلى الشمس في خلقها وتكوينها فمن أين هي تستمد حرارتها وضياءها؟. ولو قربت الكرة الأرضية منها بما فيها من بحار وأنهار وسهول وجبال وأتربة ومعادن وأحجار لذابت في لحظة، لا بل لتبخَّرت جميعها ولأصبحت كالدخان، فمن أين تُوقد هذه الشمس؟. وما الذي يجري فيها... إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الشمس - قوله تعالى والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها - الجزء رقم31. فإذا هي تشع لك هذا الشعاع وتمدُّك بهذه الحرارة والضياء. ثم انظر إلى تنظيم حرارتها واستمرار هذا التنظيم، فهي دوماً ثابتة الاشعاع ضمن نظامها الدوري السنوي الفصلي وحلولها في الأبراج فلا تعتريها زيادة ولا نقصان ضمن تنظيمها هذا، ولو أنها زادت حرارتها أو نقصت عن ذلك لاختل نظام الأرض ولما أمكنت الحياة. انظر أيها الإنسان إلى هذا البعد المناسب الكائن بين الشمس والأرض، فلو أن الشمس كانت أقرب من الأرض ميلاً واحداً وذلك بخروجها عن مدارها لأحرقت بحرِّها ما في الأرض من حيوان وإنسان ونبات، ولو أنها كانت أبعد ميلاً أيضاً عن سماء أو سقف مدارها هذا أثناء دورتها السنوية على الأبراج وحول الأرض لكان وجه الأرض متجمِّداً لا تُمْكن عليه الحياة.

«والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها..» | صحيفة الخليج

والمعنى هنا: أن من آثار تسوية النفس إدراك العلوم الأولية ، والإدراك الضروري المدرج ابتداء من الانسياق الجبلي نحو الأمور النافعة ، كطلب الرضيع الثدي أول مرة ، ومنه اتقاء الضار كالفرار مما يكره إلى أن يبلغ ذلك إلى أول مراتب الاكتساب بالنظر العقلي ، وكل ذلك إلهام. وتعدية الإلهام إلى الفجور والتقوى في هذه الآية ، مع أن الله أعلم الناس بما هو فجور وما هو تقوى بواسطة الرسل ، باعتبار أنه لولا ما أودع الله في النفوس من إدراك المعلومات على اختلاف مراتبها لما فهموا ما تدعوهم إليه الشرائع الإلهية ، فلولا العقول لما تيسر إفهام الإنسان الفجور والتقوى ، والعقاب والثواب. وتقديم الفجور على التقوى مراعى فيه أحوال المخاطبين بهذه السورة وهم المشركون ، وأكثر أعمالهم فجور ولا تقوى لهم ، والتقوى صفة أعمال المسلمين وهم قليل يومئذ. ومجيء فعل ( ألهمها) بصيغة الإسناد إلى ضمير مذكر باعتبار أن تأنيث مصدر التسوية تأنيث غير حقيقي ، أو لمراعاة لفظ ( ما) إن جعلتها موصولة.

وقال أيضاً: «تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً»، (الفرقان 61). أي وصفها بالسراج لا بل بالسراج الوهاج، كما وصفها أيضاً بالضياء، أي أن ضياءها ذاتي ناتج من التفاعلات والاحتراقات النووية الداخلية مثل سائر النجوم. وبالعودة إلى الآيات الكريمات في سورة الشمس (1-9) أعلاه: نجد أن الشمس جاءت في مطلع سورة الشمس آنفاً،‏ وهي سورة مكية،‏ وآياتها ‏15‏ بدون البسملة‏، وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بقسم من الله تعالى بثمان من آياته الكونية التي جاءت متتابعة على النحو الآتي‏:‏ (1) القسم بالشمس‏:‏ «والشمس» أم المجموعة الشمسية وأقرب نجوم السماء إلينا وهي مصدر الطاقة والضوء والدفء للأرض ومن عليها‏. (2) ‏ القسم بضحاها‏:‏ «وضحاها» هي لحظة طلوعها في الأفق وإشراقها في حركتها الظاهرية إلى وقت الظهيرة‏. (3) القسم بالقمر، «والقمر إذا تلاها»:‏ أي إذا تبعها في إنارة كوكب الأرض بعد غروب الشمس‏، ونحن نعرف فلكياً أن القمر كل يوم في منزلة، إذ يكون محاقاً ثم هلالاً وأحدب وبدراً ثم يعود أحدب وهلالاً خلال الشهر القمري الواحد. ‏فالشمس والقمر آيتان من آيات الله جعل حركاتهما وسيلة دقيقة لحساب الزمن والتأريخ وتوثيق الأحداث وإعداد التقاويم، وجعلهما مع النجوم مسخرات بأمره تعالى.

وأمّا البيان الحقّ قوله تعالى: { وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ﴿٥﴾}، أقسم الله بالسماء وذاته سبحانه. أمّا البيان الحقّ لقوله تعالى: { وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا طَحَاهَا ﴿٦﴾}، كذلك أقسم الله بالأرض وذاته سبحانه.