كلنا نعلم أن رسولنا الكريم لن ينطق عن الهوى، حيث حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من النظر الى المرآة ليلا، ومن أراد أن ينظر فيها فعليه أن يذكر اسم الله تعالى ويقول "بسم الله، اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي وحرم وجهي على النار". اللهم اهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت. فقد قال العلماء الروحانين ان النظر فى المرآة ليلا وبكثرة، قد يؤدي الى حالات المس وحالات عشق وحب الجن للإنس، ويفضل عدم النظر في المرآة بكثرة عموما وليس في الليل فقط لأنه يعرض للاصابة بالأمراض الروحية. ومن أخطر ما يمكن أن تواجهه المرأة في حياتها وهي تخلع ملابسها أمام المرآة ومن تقوم بمشاهدة جسمها في المرآة ومن أن تنظر لنفسها كثيراً في المرآة فيعشقها الجن ويحبها ويتسبب في وقف جوازها والاصابة بأمراض غريبة. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، فعندما كان ينظر الرسول صلى الله عليه وسلم في المرآة كان يقول صلى الله عليه وسلم "الحمد لله، اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلُقي". وقال بعض الأطباء أنه عند النظر إلى المرآة ليلا ونركز على العين سوف نرى وجه القرين الخاص بنا في وجهنا وهذا يسبب الجنون أو الموت فبعض الذين جربوا إلى النظر في المرأة ليلاً ولفترات طويلة أصيبوا بالجنون والبعض بالموت.
شارك في التأليف: الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي. اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي. لقد أدب الله تعالى حبيبه وصفيه صلى الله عليه وسلم، فكان كثير الضراعة والابتهال إلى الله تعالى أن يزينه بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق، فكان يقول في دعائه: "اللهم حسن خلقي وخلقي" [1] ويقول: "اللهم جنبني منكرات الأخلاق" [2] ، فاستجاب الله دعاءه وأنزل عليه القرآن، فأدبه بكثير من التأديبات التي لا تحصر فكان خلقه القرآن، لقد أدبه الله تعالى بالقرآن وأدب الخلق به عليه الصلاة والسلام ولذلك قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" [3] وفي كثير من الأحاديث النبوية رغب الخلق في محاسن الأخلاق. وبعد أن أكمل الله تعالى خلقه أثنى عليه فقال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]. ولعل أحسن ما يفسر هذا الخلق العظيم ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت حينما سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان خلقه القرآن [4]. وقد أورد ابن كثير عدة روايات عن الأئمة أحمد وأبي داود و النسائي وغيرهم وكلها تفيد أن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها حينما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت لسائلها: أتقرأ القرآن فأجاب بنعم فقالت كان خلقه القرآن [5].
أما حسن الخلق مع الناس فقد سبق أنه: كف الأذى والصبر على الأذى، وطلاقة الوجه وغيره. على الرغم من حُسن خلقه حيث كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام. عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي" - رواه أحمد ورواته ثقات. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول "اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق" - رواه أبو داود والنسائي وهذه بعض الأحاديث الوردة عن حسن الخلق 1 ــ ا لبر حسن الخلق و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس. (صحيح) انظر حديث رقم: 2880 في صحيح الجامع. 2 ــ أثقل شيء في ميزان المؤمن خلق حسن إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذي. (صحيح) انظر حديث رقم: 135 في صحيح الجامع. 3 ــ أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث و حفظ الأمانة و حسن الخلق و عفة مطعم. (صحيح) انظر حديث رقم: 873 في صحيح الجامع. اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي. 4 ــ إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا و إن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم و الصلاة. (صحيح) انظر حديث رقم: 1578 في صحيح الجامع. 5 ــ إن الناس لم يعطوا شيئا خيرا من خلق حسن (صحيح) انظر حديث رقم: 1977 في صحيح الجامع.
لماذا حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من النظر الى المرآة ليلا ؟ الوقوف بكثرة أمام المرايا من سمات كل النساء فتحب المرأة أن ترى نفسها جميلة أو تبحث في وجهها على أي تغيرات لتداركها وعلاجها مثل البثور أو التجاعيد والنظر في المرايا بمعدل طبيعي ليس خطير ولكن الوقوف بكثرة أمام المرايا قد يكون مرضي كما أن له أضرار عديدة. ضوابط النظر الى المرآة في السنة النبوية: روى الطبراني في الأوسط عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، وصور صورة وجهي فحسنها، وجعلني من المسلمين. وهو ضعيف كما قال الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير. قال المناوي في فيض القدير عند كلامه على هذا الحديث، لكن برواية ابن السني عن أنس وهو ضعيف أيضا كما قال الألباني: كان إذا نظر وجهه في المرآة المعروفة قال الحمد لله الذي سوى خلقي بفتح فسكون فعدله وكرم صورة وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين، ليقوم بواجب شكر ربه تقدس، ولهذا كان ابن عمر يكثر النظر في المرآة فقيل له فقال أنظر فما كان في وجهي زين فهو في وجه غيري شين أحمد الله عليه، فيندب النظر في المرآة والحمد على حسن الخلق والخلقة لأنهما نعمتان يجب الشكر عليهما.
ويذكر الدكتور عبدالحليم محمود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمثل القرآن الكريم، وكان تطبيقاً للقرآن، لقد لبس القرآن ظاهراً وباطناً لقد "تقرأن" إذا أمكن هذا التعبير - أو بتعبير آخر - لقد كان قرآناً، حيث امتزج بالقرآن روحاً وقلباً وجسماً وامتزج القرآن به عقيدة وأخلاقاً وتشريعاً فكان صلوات الله وسلامه عليه قرآناً يسير في الناس وكان القرآن روحاً ينتقل، وكان قلباً ينبض، وكان لساناً ينطق بالهداية والإرشاد [6].