masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

ليميز الله الخبيث من الطيب

Wednesday, 10-Jul-24 20:19:21 UTC

يعاني قطاع غزة حصاراً مفروضاً منذ 11عاماً مضت، ومازالت المعاناة مستمرة، ومازال الحصار يزداد خنقاً وضراوة وقسوة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنفال - الآية 37. 11 عاماً كاملة تعددت فيها الأيادي المحاصرة للقطاع وأهله، كما وتنوعت مجالات الحصار المؤلمة والموجعة والقاتلة. و خلال تلك الفترة الطويلة وقعت غزة تحت 3حروب دامية، كان الهدف منها تركيع القطاع، وبالتزامن مع تلك الأعوام شهدت بعض الدول العربية ثورات سميت بـــ "الربيع العربي" الذي كان من مخرجاته وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم، الأمر الذي فاجأ الغرب وأحدث ضجة لدى موازينهم فعملوا على إفشال تلك الثورات وإدحاضها وتغيير نتائجها من خلال مؤامراتهم وكيديهم والضحك على الشباب رمز الثورات ووقود نجاحها وسرقة حبهم لأوطانهم. وبذلك تحول الربيع إلى مأساة دموية مازالت مستمرة فصولها بأعنف ما تكون، بدءاً من تونس وليبيا ومصر مروراً بسوريا التي أُكلت تحت مسمى الطائفية، وأصبحت مرتعاً لجنود روسيا كميدان مفتوح لتدريب القوات الروسية على دُميً بشرية سورية، دون الغفلة عن داعش التي تبنت الفكر الإسلامي من أجل كسر شوكة الإسلام وإظهار المسلمين بصورة دموية وغوغائية وبلطجية بعكس الحقيقة. بدأت كل دولة باعت ضميرها ومقدرات شعبها بالضغط على قطر، ومحاصرتها اقتصادياً من خلال منع حركة الصادرات والواردات ووقف حركة الطيران منها وإليها.

لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ

فمعنى الآية على هذا: إنما ابتليناكم بالكفار يقاتلونكم ، وأقدرناهم على إنفاق الأموال وبذلها في ذلك ؛ ليتميز الخبيث من الطيب ، فيجعل الخبيث بعضه على بعض ، ( فيركمه) أي: يجمعه كله ، وهو جمع الشيء بعضه على بعض ، كما قال تعالى في السحاب: ( ثم يجعله ركاما) [ النور: 43] أي: متراكما متراكبا ، ( فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون) أي: هؤلاء هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.

القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنفال - الآية 37

أذكركم ونفسي بهداية الآيات الثلاث التي تدارسناها بالأمس، وهي: [ من هداية الآيات: أولاً: بيان ما كان عليه المشركون في مكة من بغض للحق وكراهية له، حتى سألوا العذاب العام، ولا يرون راية الحق تظهر] بين المسلمين [ ودين الله ينتصر] فقد قالوا: وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [الأنفال:32]. لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. [ ثانياً: النبي صلى الله عليه وسلم أمان أمته من العذاب، فلم تُصب هذه الأمة بعذاب الاستئصال والإبادة الشاملة] إذ قال تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ [الأنفال:33]. فالأمم السابقة منها من أبيد واستئصل نهائياً، وأما أمة محمد -مؤمنها وكافرها، ومن استجابوا ومن لم يستجيبوا- فلم يصابوا بعذاب الإبادة والاستئصال؛ وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أماناً لهم، والذي جعله أمانا لهم الله ربنا وربه. [ ثالثاً: فضيلة الاستغفار، وأنه ينجي من عذاب الدنيا والآخرة] وقد أخذنا هذا من قوله: وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الأنفال:33]. وقلنا: الأمان لنا هو الاستغفار، فمن زلت قدمه وسقط في معصية الله فالذي يجزيه وينفعه هو قول: أستغفر الله.

البعض يخدع الناس فيظهر الله حقيقته.. والبعض يخدع نفسه حتى أنه لا يعلم ما في قلبه، فتُظهر له الأحداث حقيقة قلبه وباطن حاله. وقد قضى الله تعالى قضاء، هو مقتضى حكمته، وأخبر تعالى أن حكمته تأبى أن يكون غير ذلك.. ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث. { مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران من الآية:179]. فما كان في حكمة الله تعالى أن يترك المؤمنين على ما هم عليه دون أن تظهر مكنونات القلوب وخبايا النفوس، ما كان الله ليترك المؤمنين مختلطي الحال.. ولكنه تعالى قضى في حكمته أن يقدر من الأحداث والفتن والشدائد، وعرض الشهوات وعرض المخاوف وعرض الشبه على القلوب، ليختار الناس الاختيارات التابعة لما في قلوبهم.. فتفتضح النفوس الصدئة والهابطة والمتآمرة، ولتظهر آثار المعصية وما اكتسبت النفوس، أو يظهر بريق صدق نفوس وعمق إيمانها وارتفاع همتها.. ولم يكن في حكمة الله أن يخبر الناس بحقائق القلوب وما تُكنه الصدور دون أن يعملوا بمقتضاها. إن الله يعلم الغيب.