[٤] الْعَصْرَيْن: سُمّيت صلاتا الفجر والعصر أيضاً بالعَصرَيْن؛ وذلك لأنّ العرب كانت تُطلق على كل طرفٍ من أطراف النّهار عصراً، [٥] قال رسول الله -صّلى الله عليه وسلّم-: (حافِظْ على العصرَينِ: صلاةٍ قبلَ طلوعِ الشمسِ، وصلاةٍ قبلَ غروبِها) ، [٦] فالعصران هما صلاتا الفجر والعصر. [٧] أدبار النّجوم: قال الله -تعالى-: (وَمِنَ ٱلَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَٰرَ ٱلنُّجُومِ) ، [٨] والمقصود بأدبار النّجوم: أي إدبار ضوء النّجوم وذهابه عندما تنتشر أشعّة الشّمس، وهذا يكون وقت صلاة الفجر، وإدبار ذات النّجوم في وقت الغروب، وهذا يكون وقت صلاة العصر، ممّا يعني أنّ صلاتيّ الفجر والعصر وصفهما القرآن بوصف "أدبار النّجوم"، فدلّت الآية على تخصيص الله لوقتي الفجر والعصر للذّكر والصّلاة؛ تعظيماً وإجلالاً لهذين الوقتين. [٩] أسماء صلاة الفجر إنّ المُطّلع على آيات القرآن الكريم وأحاديث النّبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- يجد أنّ صلاة الفجر سمّيت بأسماءٍ كثيرةٍ، ألا وهي: صلاة الفجر: سمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم؛ لأنّ كلمة الفجر مشتقّةٌ من الانفجار، أي انفجار الصّبح بعد اللّيل، وعندئذٍ يكون وقت أداؤها. [١٠] صلاة الصُّبح: سمّاها النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بصلاة الصُّبح في الكثير من الأحاديث، وهو لفظٌ مشتقٌّ من الصّباح، وهو البياض الذي ينتشر في بداية النّهار، ويعدّ هذا الوقت من أكثر الأوقات المُحبّبة، لأنّه وقت صلاة الفجر، ووقتٌ للذّكر والتّسبيح والدعاء، وبه يبدأ وقت أذكار الصّباح التي يفتتح بها المسلم يومه.
ويتجنب المسلم بصلاة الفجر أن يبول الشيطان في أذنه وأن يصبح كسلاناً خبيث النفس، عابس الوجه، ضيق الصدر، مرهق البدن. من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله سبحانه وتعالى أي في حفظه و إن أداء صلاة الفجر في جماعة وأداء صلاة العشاء في جماعة يعادل قيام الليل كله. إن أداء صلاة الفجر في جماعة في وقتها مع أداء صلاة العصر في وقتها من أسباب دخول الجنة؛ لأن المصطفى عليه الصلاة والسلام يقول " من صلى البردين دخل الجنة ". الإستيقاظ مبكراً لصلاة الفجر يعينك على تنظيم موعد نومك واستيقاظك بما فيه منفعة لك في الدنيا والآخرة، فالاستيقاظ مبكراً يجلب البركة للصحة والرزق. إن القيام لصلاة الفجر يجعلك تبدأ يومك بطاعة الله مما يجعله يوماً ناجحاً ومثمراً. إن المواظبة على صلاة الفجر تنفي عنك صفقة المنافقين، كما وصفها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف بأنها أثقل صلاة على المنافقين، هي وصلاة العشاء، وقال أنهم لو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً. أداء صلاة الفجر في وقتها يزيد النشاط ويريح النفس، ويبعد عن الإنسان الضيق والاكتئاب والكسل. وهي صلاة مباركة مشهودة، فيها أجر عظيم. صلاة الفجر في جماعة تجلب النور لك يوم القيامة لبشرى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال " بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة ".
احرصوا على الاستيقاظ وإيقاظ أحبتكم لصلاة الفجر، فهو جنة الدنيا التي تحقق لنا أمانينا. الطب دون إنسانية يشبه الصلاة دون وضوء.
تاريخ النشر: الأربعاء 2 جمادى الأولى 1437 هـ - 10-2-2016 م التقييم: رقم الفتوى: 322204 33784 0 171 السؤال أواظب على أداء الصلوات في المسجد إلا صلاة الفجر، أصليها في المنزل، فهل تقبل صلاتي؟ الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فلا شك أن المواظبة على أداء صلاة الجماعة في المسجد، لها فضل عظيم، وفيها خير كثير. وقد وردت نصوص الوحي من القرآن والسنة في فضل ذلك، والترغيب فيه، وخاصة صلاة الفجر التي ورد المزيد من الترغيب فيها، والترهيب من التخلف عنها؛ وذلك لما لهذه الصلاة من الأهمية، وما لأدائها في المسجد مع الجماعة من الفضل؛ فقد قال الله تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً [الإسراء:78]. قال المفسرون: هذه الآية أشارت إلى أوقات الصلوات الخمس، ونبهت لمزيد من الإشارة إلى فضل صلاة الفجر خاصة؛ ولهذا ذهب أهل المدينة إلى أن صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، التي جاء التنويه بها، والتنبيه عليها في سورة البقرة. وفي الموطأ عن عثمان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما قام الليل كله.
فضل صلاة الفجر على المسلمين كثير من المسلمين يجهلون فضل وثواب صلاة الفجر. فهذا ما وصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم، بالحرص على صلاة الفجر في وقتها. لذلك يجب على جميع المسلمين اغتنام فضل وثواب تلك الصلاة وعدم تجاهلها. فضل صلاة الفجر في المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الفجر في جماعة فهو في حراسة الله ومن حذره الله. فذلك يحميه في النار لوجهه "رواه الطبراني في الكبير. كذلك صلاة الفجر بالنسبة للمرأة، فنجد أن معظم الأحاديث عامة تشمل الرجال والنساء. وإذا افترضنا أن الحديث الأول ينحصر في صلاة الفجر في الجماعة. فمن الأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها. وإذا صلت الفجر جماعة في المسجد أو في بيتها، فإنها تضمن مكانا لها في الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تمنعوا عباد الله من مساجد الله". يبين هذا الحديث فضل صلاة الفجر في المسجد، أو خروج المرأة لصلاة الفجر في المسجد. ولكن مع الخوف من الفتنة لا يجوز الخروج لأن فيه الفساد والوقوع في شيء لا يرضي الله تعالى. اقرأ أيضا للتعرف على: معلومات عن سنة العشاء صلاة الفجر تحمي جسم الإنسان حيث أجريت العديد من الأبحاث ومعظمها أكد على أن أداء صلاة الفجر في وقتها لها العديد من الفوائد.
ثم قرأ جريرٌ: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}) [١٤]فالمؤمن المُحافظ على صلاة الفجر سيحظى بنعمة النظر إلى وجه ربه سبحانه وتعالى. [١٠] حكم صلاة الفجر صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكراً كان أو أنثى بالغاً عاقلاً،[١٥] دَلّ على ذلك ما جاء في الكتاب من آيات وفي السنّة من أحاديث كثيرة تدل على حكم صلاة الفجر وأنّها فرض عين، قال الله تعالى: (فَأقيمُوا الصَلاةَ إنَّ الصَلاةَ كَانتْ عَلى المُؤمنينَ كِتاباً مَوقوتاً) ،[١٦] وقال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (بُنيَ الإسلام على خمس؛ شهادة أنْ لا إله إلا الله وأن محمداً عبدُه ورسوله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحج البيت، وصوم رمضان). [١٧] المراجع ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 561، صالح. ↑ سورة العنكبوت، آية: 45. ↑ سورة البقرة، آية: 238. ↑ مجير الدين بن محمد العليمي المقدسي الحنبلي (المتوفى: 927 هـ) (2009)، فتح الرحمن في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، السعودية: دار النوادر، صفحة 342، جزء 1. ↑ سورة البقرة، آية: 45. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم: 725.