يصف الله عز وجل حال العرب الذين دخلوا الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالوا آمنا، أن تشبعنا من الإيمان ظاهرا وباطنا، فرد عليهم الله عز وجل على لسان رسوله الكريم وقال لهم قولوا أسلمنا أي دخلنا في الإسلام. وكان ذلك عندما دخلوا إلى الإسلام حديثا، فلم يكون الإيمان دخل إلى قلوبهم بعد، وبعد ذلك من الله عليهم بالإيمان، وقال لهم أن تطيعوا كلام الله ورسوله في الخير والشر يجازيكم الله عنه ولا ينقص من حسناتكم شيء، وأن الله غفور بعباده رحيم بهم. ولقد وصف عز وجل الذين آمنوا وجاهدوا في سبيل الله بأنهم أقوياء في الإيمان، أما الذين لم يخروا للجهاد في سبيله فهم من ضعف قلبهم في الإيمان، ولا يجب أن يحمل الإيمان شك أو ريب. يصف الله عز وجل للمؤمنين قدرته على معرفة كافة الأمور التي توجد في السماوات والأرض وما بينهما، وما يخفيه المسلم في نفسه، فهو عليم خبير بكل شيء، فهو يعلم ما في السماوات وما في الأرض كافة، وهذا ما كان من تفسير سورة الحجرات للأطفال. ننصحكم بزيارة مقال: تفسير سورة الشرح للأطفال وأسباب نزولها والنص القرآني للسورة ملخص موضوع تفسير سورة الحجرات للأطفال في 7 نقاط توجيه المسلمين بضرورة احترام الرسول والالتزام بمكارم الأخلاق والأدب في حضرته.
وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيره، بعد الله تعالى، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيًا عن أمته. وقوله: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى: { سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا ". وتعريف " العسر " في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير " اليسر " يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين. وفي تعريفه بالألف واللام، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر -وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ- فإنه في آخره التيسير ملازم له. ثم أمر الله رسوله أصلًا، والمؤمنين تبعًا، بشكره والقيام بواجب نعمه، فقال: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} أي: إذا تفرغت من أشغالك، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء. { وَإِلَى رَبِّكَ} وحده { فَارْغَبْ} أي: أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول عباداتك. ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره، فتكون من الخاسرين.