وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم دعوة اليهودية ، وأكل من طعامها. وبوب البخاري في صحيحه: باب قبول الهدية من المشركين ، قال رحمه الله: " وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام بِسَارَةَ فَدَخَلَ قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ أَوْ جَبَّارٌ فَقَالَ: أَعْطُوهَا آجَرَ ، وَأُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ ، وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً بَيْضَاءَ وَكَسَاهُ بُرْدًا " وذكر قصة اليهودية التي أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم الشاة المسمومة. حكم الصلاة على الكافر والعاصي. و ( آجر): هي هاجر أم إسماعيل عليه السلام. ثانيا: يجوز أكل ذبيحة اليهودي والنصراني بشرطين: لأول: أن يذبح الذبيحة كما يذبحها المسلم ، فيقطع الحلقوم والمريء ، وينهر الدم ، فإن كان يقتلها بالخنق أو الصعق الكهربائي أو الإغراق في الماء ، فلا تحل ذبيحته ، وكذلك المسلم لو فعل ذلك ، لم تحل ذبيحته. الثاني: أن يذكر عليها اسم الله تعالى ، ولا يذكر اسم غيره كاسم المسيح أو غيره ؛ لقوله تعالى: ( وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ) الأنعام/121 ، وقوله في المحرمات: ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ) البقرة/173.
أم نحترم رأي من يطعن في القرآن ويشكك في مصداقيته وإعجازه ، أم نحترم رأي من يزعم أن لله زوجة وولداً. أم نحترم رأي الهندوس القائلين بوجود أكثر من إله لهذا الكون ، ويقدسون البقر ، ويقيمون لها التماثيل في المعابد والمنازل والميادين ، ونراعي مشاعرهم فلا نسيء للبقر ، ولا نُقدم على ذبحها وأكلها!! أم نحترم رأي الداعين إلى عبادة الشيطان وتعظيمه ، ونراعي مشاعرهم فلا نشتم الشيطان ولا نذكره بسوء!!. حكم أكل المسلم مع الكافر . .. إن الرأي الذي يحترم هو الرأي الذي لا يصادم كتاب الله ، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وإن المؤمن يغار على ربه ونبيه وكتابه ، ويغضب حين تنتهك حرمات الله ، ولا تقر عينه أن ترى الشرك في مكان يجلس فيه. وينظر جواب السؤال ( 137130). ومع هذا فالمسلم يتعامل مع هؤلاء بالعدل والإحسان ، وينظر إليهم بعين الشفقة والرحمة ، والرغبة في هدايتهم لطريق الحق والنجاة. وينظر جواب السؤال ( 131777) ، ( 128862). والله أعلم.
واستدل من قال بحرمة اتباع جنازة الكافر، بأن ذلك يشبه الصلاة عليه، وهي محرمة عليه بنص القرآن الكريم - كما رأيت - جاء في الإقناع للبهوتي الحنبلي: وإنما منع المسلم من اتباع جنازة الكافر.. لما فيه من التعظيم له، والتطهير، فأشبه الصلاة عليه، وهي محرمة بنص القرآن الكريم.