والمراد كذلك: سبحه ذاكرًا اسمه تعالى بالقلب واللسان، على وجه التعظيم. ويدل لهذا المعنى قوله تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: لما نزلت: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في ركوعكم »، ولما نزلت: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾.. قال: « اجعلوها في سجودكم». وذلك ليقرن أثر التنزيه الفعلي، بأثر التنزيه القولي. والافتتاح في سورة الأعلى بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يسبح اسم ربه بالقول، يؤذن بأنه سيلقي إليه عقبه بشارةً وخيرًا له وذلك قوله: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى ﴾. وفي آيات أخر جاء الأمر بتسبيح الله تعالى؛ كقوله:﴿ فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾ [2] ، وجاء أيضًا مقرونا بالضمير العائد إلى الله؛ كقوله: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ [3]. سبح اسم ربك الأعلى أجمل صوت مغربي الشيخ القارئ هشام الهراز - YouTube. وهنا في سورة الأعلى لما ألحد في أسماء الله قوم، ونزَّهها آخرون، جاء التسبيح للاسم، كقوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [4]. ويكون تنزيه أسماء الله تعالى على وجوه: 1 – تنزيه اسم الله عمَّا ألحد فيه الملحدون: كتنزيه اسم الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله، 2 – تنزيه اسم الله عن إطلاقه على الأصنام: كاللات والعزى، واسم الآلهة.
تسبيح الله على نوعين: 1 – تسبيح اسم الله تعالى: وهذا ملاك التفرقة بين تعلق لفظ التسبيح بلفظ اسم الله نحو ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ [8] ، ونحو ﴿ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾ [9]. فإذا قلنا: ﴿ الله أحد ﴾ أو قلنا: ﴿ هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ ﴾ [10] ، إلى آخر السورة، كان ذلك تسبيحا لاسمه تعالى. سورة الأعلى للاطفال : سبح إسم ربك الأعلى : مع كرتون جذاب للاطفال - القرآن للاطفال تعليم و للنوم - YouTube. 2 – تسبيح ذات الله تعالى: تفكر العبد في عظمة الله تعالى، وترديد تنزيهه في ذهنه، هو تسبيح لذات الله، وليس تسبيحًا لاسمه. فإذا نفينا الإلهية عن الأصنام، لأنها لا تخلق، كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ﴾ [11] ، كان ذلك تسبيحا لذات الله لا لاسمه؛ لأن اسمه لم يجر عليه في هذا الكلام إخبار ولا توصيف. ومآل الإطلاقين في المعنى واحد؛ لأن كلا الإطلاقين مراد به الإرشاد إلى معرفة أن الله منزه عن النقائص، ومما يدل على إرادة التسبيح بالقول، وجود قرينة في الكلام تقتضيه، مثل التوقيت بالوقت في قوله تعالى: ﴿ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [12] ، فإن الذي يكلف بتوقيته هو الأقوال والأفعال دون العقائد، ومثل تعدية الفعل بالباء مثل قوله تعالى: ﴿ وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [13] ، فإن الحمد قول، فلا يصاحب إلا قولا مثله.
سَبِح اسمَ رَبِكَ الاعلى الذي خَلقَ فَسَوى سورة الاعلى بصوت القارئ عبد الرحمن مسعد - YouTube