masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

الإيمان يزيد وينقص

Thursday, 11-Jul-24 06:09:52 UTC

زيادة الإيمان ونقصانه من المسائل التي وقع فيها الجدال وانكرها البعض إلا أن أهل السنة والجماعة أقروها بل وعددوا أسباب الزيادة وأسباب النقصان واستدلوا عليهما من القرآن والسنة النبوية. زيادة الإيمان ونقصانه: يقول أهل العلم في هذه المسألة أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة هو الإقرار بالقلب، والنطق باللسان، والعمل بالجوارح فهو يتضمن هذه الأمور الثلاثة إقرار بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح وإذا كان كذلك، فإنه سوف يزيد وينقص، وذلك لأن الإقرار بالقلب يتفاضل فليس الإقرار بالخبر كالإقرار بالمعاينة، وليس الإقرار بخبر الرجل كالإقرار بخبر الرجلين وهكذا. ولهذا قال إبراهيم عليه السلام: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260]، فالإيمان يزيد من حيث الإقرار، إقرار القلب وطمأنينته وسكونه، والإنسان يجد ذلك من نفسه، فعندما يحضر مجلس ذكر فيه موعظة وذكر للجنة والنار، يزداد إيمانًا حتى كأنه يشاهد ذلك رأي العين وعندما تكون الغفلة، ويقوم من هذا المجلس يخف هذا اليقين في قلبه. الإيمان يزيد وينقص. وكذلك أيضًا من أتى بالعبادة على وجه كامل، يكون إيمانه أزيد ممن أتى بها على وجه ناقص، وكذلك العمل فإن الإنسان إذا عمل عملًا بجوارحه أكثر من الآخر صار الثاني أزيد إيمانًا من الناقص.

الإيمان يزيد وينقص - عبد المجيد بن عبد العزيز الزنداني - طريق الإسلام

الإيمان - عباد الله - طاعة زاكية وعبادات عظيمة وقُربات متنوعة، يتقرَّب بها المسلم إلى الله، ومباني هذه العبادات خمس جاء بيانها في حديث النبي - عليه الصلاة والسلام - حيث قال: ((بُني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام)). فهذه الأعمال الخمسة وسائر أعمال الدين وشعائره كلها داخلة في الإيمان؛ ففي الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في ذكر مجيء وفد عبدالقيس إلى النبي - عليه الصلاة والسلام - وفي الحديث قال لهم - صلى الله عليه وسلم -: ((آمركم بالإيمان بالله، أتدرون ما الإيمان بالله؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم)). الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. فدلّ هذا الحديث العظيم على أن شعائر الإسلام وأعمال الدين، وأنواع الطاعات والقربات كل ذلك داخل في الإيمان. الإيمان - عبادَ الله - شُعبٌ كثيرة، وأعمال متنوعة؛ منها ما يكون باللسان، ومنها ما يكون بالقلب، ومنها ما يكون بالجوارح؛ ففي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان))؛ خرجاه في الصحيحين.

وقال تعالى: ( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ) التوبة/124 - 125. وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن). فالإيمان إذن يزيد وينقص.