وقال في قوله تعالى: { لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37] قال: لا يلهيهم بيع ولا شراء عن مواضع حقوق الله تعالى التي افترضها عليهم أن يؤدوها في أوقاتها وأوائلها. وقال ابن جرير: رأيت عطاء يطوف بالبيت فقال لقائده: امسكوا احفظوا عني خمسا: القدر خيره وشره، حلوه ومره من الله عز وجل، وليس للعباد فيه مشيئة ولا تفويض. وأهل قبلتنا مؤمنون حرام دماؤهم وأموالهم إلا بحقها. وقتال الفئة الباغية بالأيدي والنعال والسلاح. والشهادة على الخوارج بالضلالة. وقال ابن عمر: تجمعون لي المسائل وفيكم عطاء بن أبي رباح. وقال معاذ بن سعيد: كنت جالسا عند عطاء فحدث بحديث، فعرض رجل له في حديثه فغضب عطاء وقال: ما هذه الأخلاق؟ وما هذه الطبائع؟ والله إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم به منه فأريه أني لا أحسن شيئا منه. وكان عطاء يقول: لأن أرى في بيتي شيطانا خير من أرى فيه وسادة، لأنها تدعو إلى النوم. وروى عثمان بن أبي شيبة، عن علي بن المديني، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جرير، قال: كان عطاء بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية من سورة البقرة وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك. وقال ابن عيينة: قلت لابن جريج: ما رأيت مصليا مثلك.
تعرّفوا على الشّخصية الإنسانية الفريدة من نوعها للشيخ محمد بن جاسم. إليكم أبرز ما قيل عن هذا الرّجل العظيم والحكيم والنّبيل. كيف وصف المؤرّخون الشيخ جاسم بن محمد؟ ولد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني في العام 1242 هـ، وكانت نشأته في "فويرط" شمال شرقي قطر. وتمكّن الشيخ جاسم بن محمد أن يتعلم القرآن الكريم والفقه والشريعة، وكذلك آداب الفروسية، وحرص في الوقت نفسه على تعلم الصيد والقنص وغيرها. ويُعتبر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني من الرائدين في تأسيس دولة قطر ، وقد تميّز بشخصية قياديّة حكيمة، وعُرف عنه بصاحب النّخوة والشهامة والمروّة، ولطالما خاض صراعات في سبيل الدفاع عن قطر. في الـ18 من شهر كانون الأول، تسلم مقاليد الحكم في البلاد، وأصبح هذا اليوم يومًا وطنيًا يحتفل به القطريّون كل سنة. ماذا قال المؤرخون عن الشيخ جاسم بن محمد؟ الشيخ محمود شكري الألوسي قال عنه في تاريخ نجد: "هو من خيار العرب الكرام، مواظب على طاعاته مداوم على عبادته وصلواته، من أهل الفضل والمعرفة بالدّين المبين، وله مَبرّات كثيرة على المسلمين.. وله تجارة عظيمة في اللؤلؤ، وهو مسموع الكلمة بين قبائله وعشائره، وهم ألوف مؤلفة". وقد أطلق عليه الزركلي (في الأعلام) صفات الشجاعة والفصاحة والحزم والعلم.