لقد كانوا كثيرين في العدد؛ لكنهم في العمل كأنهم واحد يساعد بعضهم بعضًا، ويعاون بعضهم بعضًا. كان بعضهم يقلع الحشائش من الأرض، ومن ورائهم آخرون يحملونها إلى خارج المكان، وغيرهم يحملها على ناقته أو فرسه إلى خارج المدينة، ثم قاموا بتنظيف المكان، وتجريفه وحفره، وزرعوا جذوعَ النخل أعمدةً يقوم عليها البناء، وبينها بنوا الجدران من الحجارة، وفوقها وضعوا السَّقْف من الجريد. قصص عن التعاون - موقع محتويات. لقد ساهم الجميع في بناء المسجد، وساهم نبيُّنا صلى الله عليه وسلم في بنائه بنفسه، فكان ينقُل اللبِن والحجارة، ويقول: اللهم لا عيش إلا عيشُ الآخرهْ *** فاغفر للأنصار والمهاجِرهْ وكان يقول: هذا الحِمالُ لا حِمالُ خيبرْ *** هذا أبرُّ ربَّنا وأطهرْ وكان عمله صلى الله عليه وسلم مما يزيد نشاطَ الصحابة في البناء؛ حتى إنَّ أحدَهم ليقول: لئن قعدنا والنبيُّ يعملُ *** لذاك منَّا العملُ المضللُ وقد عمل المسلمون جميعُهم في المسجد؛ حسبةً لله عز وجل، لم يتقاضوا على عملهم أجرًا. وهكذا تمَّ بناءُ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعاون، والتَّآخي، والمساهمة؛ فالتعاون خُلُق إسلاميٌّ أصيل. وفي هذه القصة يا أحبابي فوائد عظيمة؛ منها أنَّ: ♦ الإسلام العظيم يؤلِّف بين قلوب النَّاس، ويجعلهم إخوة متحابِّين.
[3] أنا التعاون الإنساني فيمكن تعريفه على أنّه ارتباط بين مجموعة من الأشخاص وفق مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات، من أجل مواجهة المشاكل المختلفة والتغلب عليها، ويعتبر التعاون وسيلة تستخدم للدفاع عن الحقوق الأساسيّة جميعها. ومن فوائد التعاون ما يأتي: [2] زيادة الروابط الأخوية بين أفراد المجتمع. إنجاز الأعمال بسرعة في وقتها المحدّد وبأسلوب جيد. توفير وتنظيم الوقت والجهد، فيكون العمل موزعاً على الأفراد بالتساوي. قصه قصيره عن التعاون للاطفال. إظهار التماسك وعدم التغلب على قدراتهم بسهولة، فمن الصعب هزيمة الأفراد المتعاونة. التخلّص من الأنانية وحبّ الذات، حيث يقدم كل فرد ما يملك ويمنحه للآخرين بحب وقناعة. قصة عن التعاون للأطفال تامر طالب في المرحلة الابتدائية، انتقلت أسرته لتعيش في مدينة جديدة، وبالضرورة فقد انتقل تامر إلى مدرسة أخرى قريبة من البيت الذي انتقلوا إليه. كان تامر معروفًا بأنه طالب نجيب جدًا ومجتهد، فقد كان دائما ينجز الواجب بطريقة رائعة ويكون الأفضل في صفه، مما جعله يصاب بالغرور ويعتقد أنه الأفضل، وأن كل ما يفعله لا بد أن يكون صوابًا. وفي أول يوم لتامر في مدرسته، التقى بالطلاب وعرفهم بنفسه، فرحب به الجميع وكانوا لطيفين في تعاملهم معه، وعندما دخلت المعلمة وبدأت بالشرح والتوضيح، أعجبت بذكاء تامر وشكرت له اجتهاده، ثم طلبت من الطلاب أن يقوموا بالذهاب إلى الحديقة المجاورة للمدرسة؛ حتى يحضروا أسماء الزهور الموجودة في الحديقة، وأن من يحضر أسماء أكثر يكون هو الأفضل وينال التقدير، وأوصت المعلمة الطلاب بأن يذهبوا على شكل مجموعات.