masonicoutreachservices.biz

masonicoutreachservices.biz

تلك الدار الاخرة نجعلها للذين

Thursday, 11-Jul-24 00:17:47 UTC

[سورة المُلك / 6 و 7]. بهذه الآيات العظيمةِ أَبتدِأُ خطبتيَ اليومَ مذكِّراً نفسيَ وإيَّاكم بما وردَ في القرءانِ الكريمِ مِن وعيدِ اللهِ تباركَ وتعالى، علَّها تكونُ سبباً للتوبةِ مِن الذنوبِ والآثامِ، فجهنَّمُ هي نارٌ عظيمةٌ جداً وقدْ جاءً في الحديثِ الذي رواهُ الترمذيُّ أنها أُوقِدَ عليها ألفَ سنةٍ حتى احمرَّتْ وألفَ سنةٍ حتى ابيضَّتْ وألفَ سنةٍ حتى اسودَّتْ فهي سوداءُ مظلمةٌ وهي بئسُ المآلُ والمنقلبُ الذي ينتظرُ م

حسن العاقبة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا,, وبعد,, قال تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}القصص83 قال بن كثير: يخبر تعالى أن الدار الآخرة ونعيمها المقيم الذي لا يحول ولا يزول جعلها لعباده المؤمنين المتواضعين الذين لا يريدون علوا في الأرض أي ترفعا على خلق الله وتعاظما عليهم وتجبرا بهم ولافسادا فيهم كما قال عكرمة العلو: التجبر. وقال سعيد بن جبير العلو: البغي وقال سفيان بن سعيد الثوري عن منصور عن مسلم البطين العلو في الأرض:التكبر بغير حق والفساد أخذ المال بغير حق وقال ابن جريج "لا يريدون علوا في الأرض" تعظما وتجبرا "ولا فسادا" عملا بالمعاصي.

&Quot;تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا

ويقول ﷺ: إنَّكم ستحرصون على الإمارة، وستكون خِزْيًا وندامةً، إلا مَن أخذها بحقِّها، وأدَّى الذي عليه فيها. فالمقصود أنَّ الإمارة فيها خطرٌ، فينبغي للمؤمن تجنبها، إلا عند الحاجة إليها؛ إذا أمره وليُّ الأمر واحتِيجَ إليه فليَسْتَعِنْ بالله. وفَّق الله الجميع. الأسئلة: س: ما ضابط الإمارة؟ مدير الشرطة مثلًا أو مدير شركة أو.. تلك الدار الاخره نجعلها. ؟ ج: الإمارة على البلد أو القرية أو القبيلة، هذه هي الإمارات، أمَّا هذه فوظائف، والنبي ﷺ لما قال له عثمانُ بن أبي العاص: اجعلني إمامَ قومي، قال: أنت إمامهم ، وما أنكر عليه سؤال الإمامة، فكونه يسأل أن يكون في محلِّ كذا -موظف في الهيئة أو في شرطة البلد الفلانية أو قوة الأمير الفلاني- لا بأس به؛ لأنَّ الناس يحتاجون لهذه الأشياء، والمسؤول هو الأمير. س: كيف يمكن الجمعُ بين قول يوسف عليه السلام: اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ [يوسف:55]، وقول الرسول ﷺ: لا تسأل الإمارة ؟ ج: هذا إذا دعت المصلحةُ، وشرع مَن قبلنا شرعٌ لنا ما لم يأتِ شرعُنا بخلافه، فشرعنا جاء بالنَّهي عن تولي الخلافة، لكن ذكر العلماء أنه إذا تعيَّنت عليه واحتِيج إليه فلا بأس إذا رأى المصلحة في ذلك، لا للعلو في الأرض، ولا للفساد، ولا للطمع، ولكن لمصلحة المسلمين؛ تأسِّيًا بيوسف عليه الصلاة والسلام.

ثم ذكَرَ المؤلِّف رحمه الله آياتٍ تتعلق بهذا الباب بيَّن فيها رحمه الله أنها كلها تدل على ذمِّ الكِبر، وآخرها الآيات المتعلقة بقارون. "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا. وقارون رجل من بني إسرائيل من قوم موسى، أعطاه الله سبحانه وتعالى مالًا كثيرًا، حتى إن مفاتحه لَتنوءُ بالعُصبة أولي القوة؛ أي: مفاتيح الخزائن تثقل وتشق على العُصبة؛ أي: الجماعة من الرجال أولي القوة؛ لكثرتها. ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، فإن هذا الرجل بطَر والعياذ بالله وتَكبَّر، ولما ذكِّر بآيات الله ردَّها واستكبر ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78]، فأنكَرَ فضل الله عليه، وقال: أنا أخذته بيدي وعندي علم أدركت به هذا المال. وكانت النتيجة أنَّ الله خسَفَ به وبداره الأرضَ، وزال هو وأملاكُه، ﴿ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ﴾ [القصص: 81، 82].