وأخص آية في تسليتهم هي الآية الخامسة والتي تليها حيث يقول تعالى فيهما " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا". فبشرهم بشرى عظيمة بأن العسر واحد لكن اليسر يسرين ولن يغلب عسر يسرين بإذن الله تعالى. وفي مضمون هذه البشرى بشرى بنصرهم على أهل الكفر وغلبتهم عليهم والتمكين في الأرض لهم. تفسير ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك يذكِّر الله عز وجه نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بالنعم العظيمة والآلاء التي أنعمها عليه، ويحثه على شكرها والتحديث بها. ففي قوله تعالى " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ" يذكره بنعمة عظيمة جدا وهي فتح قلبه وشرحه لتقبل الهدى والحق من معرفة بالله وإيمان به. وهذا الإيمان هو خير نعمة ينعم الله بها على عبد من عباده، فهي سبب للسعادة في الدارين الدنيا والآخرة. الم نشرح لك صدرك عبد الباسط. ثم قال "وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ" أي يذكره بأنه سبحانه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهذه من أجل النعم. "الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ" أي أن هذه الذنوب التي غفرها الله لك كانت تؤرقك وتثقل ظهرك وتحزنك. وأما قوله "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ" فهو تذكير للنبي صلى الله عليه وسلم بأن الله عز وجل رفع ذكره فجعله مقترنا بذكر الله تعالى.
إن القضية، لغوياً، تشبه عمل الجزار حين تناوله قطعة لحم ليشرّحها، وإذا به يُعمل سكينة فيها تقطيعاً وتشريحاً، ويجعل منها شرائح خفيفة، بحيث أنها تكاد تكفي لتغطية أرض الغرفة، أي أخذ شيئ مشدود ومضغوط ومتراص، لكي نفتحه ونشرحه. 2019-03-07 14:40:45
الشهيد مرتضى مطهري بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (الشرح/1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (الشرح/2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (الشرح/3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح/4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (الشرح/5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (الشرح/6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (الشرح/7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (الشرح/8)﴾ إن سورة الإنشراح المباركة، التي تخاطب شخص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، تتألف من ثلاثة أقسام. القسم الأول: تذكير وامتنان، تذكير بألطاف الله وعناياته بالرسول الكريم نفسه. والقسم الثاني: نوع من التعلم، أي العناية وبيان علة من العلل. والقسم الثالث: استنتاج النتيجة. الم نشرح لك صدرك العفاسي. في سورة (الضحى) التي تأتي قبل سورة الإنشراح ثلاث آيات هي في سياق واحد مع الآيات الأربع لسورة الإنشراح. تلك الآيات الثلاث هي: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (الضحى/6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (الضحى/7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (الضحى/8)﴾، أي تذكر ما تفضل به الله عليك من قبل. ثم تأتي الآيات: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (الضحى/9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (الضحى/10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى/11)﴾.