وقد عهد إليه والده عبدالمطلب بكفالة محمد. كفل رسول الله بعد وفاة جده عبد المطلب الذي كان يوصيه به، وكان يحبه حباً جماً لا يحبه ولده، ولاينام إلا إلى جنبه، وكان يخصه بالطعام، فإذا أراد أن يغذي عياله، قال: «كما أنتم حتى يحضر ابني» فيأتي رسول الله، فيأكل معهم، وكان يقول: «إنَّك لمبارك». وهو الذي صحبه في أسفاره، فخرج به إلى الشام في القافلة التي خرج فيها للتجارة، ونزلوا بالراهب بحيرا ، فقال لأبي طالب في النبي ما قال، وأمره أن يحتفظ به، فرده أبو طالب معه إلى مكة، وشب رسول الله معه وهو يكلؤه ويحفظه ويحوطه من أمور الجاهلية ومعايبها.
وقد كان أبو طالبٍ الحِصْنَ الذي احتَمى بهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من هَجماتِ الكُبراءِ والسُّفهاءِ، ولكنَّه بَقِيَ على مِلَّةِ الأَشياخِ من أَجدادهِ، فلمْ يُفلِحْ. العام الهجري: 3 ق هـ الشهر القمري: شوال العام الميلادي: 620 تفاصيل الحدث: بعدَ أنِ اشْتدَّ المرض ُ على أبي طالبٍ عَمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو الذي كفله صغيرًا، وآزرَهُ كبيرًا، وناصرَهُ على دَعوتهِ، وحَماهُ من عَوادي المشركين، دخل عَليهِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وعندهُ أبو جَهْلٍ، فقال: « أي عَمِّ، قُلْ: لا إلَه إلَّا الله، كلمةً أُحاجُّ لك بها عندَ الله ». فقال أبو جَهْلٍ وعبدُ الله بنُ أبي أُمَيَّةَ: يا أبا طالبٍ، تَرغبُ عن مِلَّةِ عبدِ المُطَّلبِ؟ فلم يَزالا يُكلِّماهُ حتَّى قال آخرَ شيءٍ كَلَّمهُم بهِ: على مِلَّةِ عبدِ المُطَّلبِ. لامية أبي طالب - ويكيبيديا. فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: « لأَستَغفِرَنَّ لك ما لمْ أُنْهَ عنهُ ». فنزلتْ: { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} ونزلتْ: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.
[١٧] من لم يدرك البعثة من أعمام النبي هناك العديد من أعمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يُدركوا بعثته ورسالته، وهم: [١٨] [١٩] الحارث: وهو أكبر أعمام النبيّ ، وبه يُكنّى عبد المطّلب بأبي الحارث، وله أربعة أولاد؛ عبد الله، وربيعة، ونوفل، وأبو سفيان، وقد توفّي الحارث في حياة أبيه عبد المُطلب. عبد الكعبة: وأُمّه فاطمة بنت عمرو، لم يُنجب، ولم يُدرك الإسلام. الزُبير: وهو شقيق والد النبي -عليه الصلاة والسلام- من أبيه وأُمّه. المقوم: وهو شقيق عمّ النبي حمزة، فأمّه هالة بنت وهيب. ضرار: وهو شقيق العباس، فأمّه نتيلة بنت جناب. قُثم: وهو شقيق العباس، وقد توفّي وهو صغير. المُغيرة: وهو شقيق حمزة، ويُلقب بِالحَجَل. أبو طالب عم الرسول - موضوع. الغيداق: واسمه مصعب، وقيل: نوفل، وكان من أغنياء قُريش وأكارمهم.
إيمانه: لما بعث النبي محمد (صلى الله عليه وآله) إلى البشرية مبشرًا ومنذرًا، صَـدّقه أبو طالب وآمن بما جاء به من عند الله، ولكنه لم يظهر إيمانه تمام الإظهار بل كتمه ليتمكن من القيام بنصرة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومن أسلم معه. فإنه لم يكن يعبد الأصنام، بل كان يعبد الله ويوحده على الدين الذي جاء به إبراهيم (عليه السلام)، وخير دليل على ذلك هو خطبته التي ألقاها في طلب يد خديجة لابن أخيه محمد (صلى الله عليه وآله) قبل أن يبعث بخمسة عشر عامًا. أبو طالب مات كافراً - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقد صرح أبو طالب عما في داخل نفسه وما يؤمن به في اشعاره الكثيرة المشحونة بالإقرار على صدق النبي (صلى الله عليه وآله) وحقيقة دينه، ناهيك عن الروايات الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) في شأن إيمانه. حبّه للنبي(صلى الله عليه وآله) كان(رضي الله عنه) يحبّ النبي(صلى الله عليه وآله) حبّاً شديداً، وفي بعض الأحيان إذا رآه كان يبكي ويقول: «إذا رأيته ذكرت أخي»، وكان عبد الله أخاه لأبويه. حنوّه على النبي(صلى الله عليه وآله) لمّا أدخلت قريش بني هاشم الشعب إلّا أبا لهب وأبا سفيان بن الحرث، فبقي القوم بالشعب ثلاثة سنين، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا أخذ مضجعه وعرف مكانه، جاءه أبو طالب فأنهضه عن فراشه وأضجع ابنه أمير المؤمنين(عليه السلام) مكانه.